أبوظبي: أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة في الإمارات العربية المتحدة، عن قيام طالبة من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية بإجراء أبحاث متقدمة حول تكنولوجيا الطاقة الشمسية في إطار برنامج تدريب يستمر ستة أسابيع.
وتتابع سمر القطري، السعودية الجنسية، دراستها في الهندسة الميكانيكية، مع التركيز على الطاقة المتجددة في جامعة ستانفورد. وكباحث مساعد، أمضت القطري فترة الصيف في مختبر الإلكترونيات الدقيقة والضوئيات (نيب) للدكتور عمار نايفه، ومختبر الدكتور ماثيو شيسا ، حيث تقوم بإجراء بحوث على المواد متناهية الصغر في أوكسيد الزنك باستخدام مجهر القوة الذرية. ويذكر أن الدكتور نايفة هو أستاذ مساعد في قسم هندسة النظم الدقيقة، في حين أن الدكتور كييزا هو أستاذ مشارك في قسم الهندسة الميكانيكية /علوم وهندسة المواد، في معهد مصدر.
الطالبة السعودية سمر القطري |
ويركز البحث الذي تقوم به القطري على توصيف أكسيد الزنك باستخدام مجهر القوة الذرية الذي يتمتع بالقدرة على تحليل الخصائص السطحية والكهربائية (فضلاً عن غيرها) من المواد متناهية الصغر، لإلقاء نظرة على الخصائص التضريسية والتوصيلية لشريحة رقيقة من أكسيد الزنك على رقاقة سيليكون. ويمكن استخدام النتائج في العديد من التطبيقات على الأجهزة الكهربائية، والالكترونيات المرنة، والأكثر أهمية في الخلايا الشمسية. ويمكن أن يستفيد الباحثون من هذه التقنية لدراسة المواد واستنتاج خصائصها، وكذلك يمكن أن تستغل القطاعات الصناعية تطبيقات رقاقة أكسيد الزنك لتحسين منتجاتها.
وقد حصلت القطري على فرصة للعمل كباحث مساعد خلال الفترة الصيفية في معهد مصدر، عندما تواصلت مع الدكتور عمار نايفة خلال زيارته الأخيرة إلى جامعة ستانفورد.
وقال الدكتور نايفة quot;يعد مختبر الإلكترونيات الدقيقة والضوئيات في معهد مصدر الموقع المثالي لطلاب واعدين من أمثال سمر القطري لإجراء بحوث متقدمة. وقد أثمر البحث الذي قامت به بالفعل عن نتائج طيبة، والتي نأمل أن تعود بالنفع على الأوساط الأكاديمية وقطاع الطاقة الشمسية. وتملك سمر الحماس والقدرة على إحداث التغيير، ويعتبر وجودها في معهد مصدر شهادة على أن هذه المؤسسة التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها تستقطب طلاباً من مختلف أنحاء المنطقة، باعتبارها وجهة تشجع على الابتكارquot;.
وكانت سمر القطري قد حصلت على منحة للدراسة في جامعة ستانفورد من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية.
وقالت القطري:quot; تنطوي البحوث التي أجريها في معهد مصدر على العديد من التطبيقات في مجال الطاقة المتجددة ولا سيما الطاقة الشمسية. كما تعلمت الكثير حول الفيزياء، الأمر الذي لم أكن لأتعلمه حتى سنوات دراستي الأخيرة في الجامعة. وفي الواقع، جعلني البحث الذي أجريه مع مجموعة علوم المواد هنا في معهد مصدر أغير تخصص الماجستير إلى علوم المواد، وهو تخصص مختلف تماماً عن خططي الأوليةquot;.
ومنذ أن قرأت عن معهد مصدر في مقالة في صحيفة نيوزويك عندما كانت في مدرستها الثانوية، وجدت سمر أن فكرة إقامة مدينة مستدامة تماماً ومكتفية ذاتياً في منطقة الخليج أمر متميز ومثير للاهتمام. وقد قررت منذ ذلك الوقت زيارة معهد مصدر والدراسة فيه.
وأضافت القطري:quot;كانت تجربتي مذهلة للغاية، حيث التقيت بمجموعة متنوعة من الأشخاص، كما كانت مجموعة علوم المواد التي عملت معها مميزة للغاية. وتعد بيئة المختبر مريحة جداً وفي الوقت نفسه حقق عملنا على أحدث المشاريع نتائج مثمرة. واستطاع الأساتذة والزملاء الخروج بأفكار مبتكرة ونشر ورقات عمل في أكبر المحافل الدولية. لقد استمتعت بتجربتي في هذه البيئة المحفزة وتعلمت الكثير، من تشغيل معدات المختبر المتطورة إلى تعلم فيزياء الحالة الصلبة. كما ساعدني معهد مصدر في اتخاذ قرار بشأن متابعة مسيرتي المهنية في الوسط الأكاديمي، مع التركيز على الطاقة الشمسية.quot;
يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يوفر لطلابه فرصاً في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.
التعليقات