داكار: رغم التناغم والانسجام، اللذين يطبعان علاقة المسلمين في السنغال على اختلاف مذاهبهم، إلا أن التوحد بينهم في الاحتفال بعيد الفطر مازال مطلبًا بعيد المنال.

فيحتفل معظم السنغاليين اليوم الاثنين بعيد الفطر، في ثالث احتفال في السنغال بالعيد، بعدما احتفل به أمس الأحد أتباع الطريقة quot;العمرية التجانيةquot;، فيما احتفلت quot;جماعة عبد الرحمنquot;، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، به يوم السبت، بناء على الرؤية في مالي والنيجر، القريبتين من السنغال.

يثير تعدد الاحتفال بعيد الفطر انتقادات واسعة في الأوساط الدينية والشعبية في السنغال، فقد انتقد تيرنو صيدو مونتاغا تال إمام مسجد الطريقة quot;العمريةquot; فشل مشايخ مسلمي السنغال في الاتفاق على تاريخ موحد للاحتفال عيد الفطر. وقال في خطبة له إن quot;ثلاثة أعيادquot; لحدث ديني واحد تعتبر أمرًا quot;مخجلاً وغير طبيعي، وتتوجب معالجتهquot;. وحثّ السلطات الدينية على التدخل من أجل حل هذه المشكلة.

ومع وجود اللجنة الوطنية للتشاور حول الهلال، وهي الجهة المعنية بمراقبة الأهلة، إلا أنها بقت عاجزة منذ تأسيسها عام 1990 عن التوفيق بين مسلمي السنغال حول تاريخ محدد لإعلان بداية ونهاية شهر الصيام. وقد أعلنت هذه اللجنة الوطنية قبل يومين أن يوم عيد الفطر سيوافق يوم الاثنين 20 آب/أغسطس.

أرجع محمد بارو، عضو المكتب التنفيذي للتجمع الإسلامي، في تصريح لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، فشل اللجنة في القيام بوظائفها إلى عوامل تتعلق بـquot;المصداقية وضعف الوسائلquot;.

ومع أن تعداد المسلمين في السنغال يتجاوز 94% من إجمالي السكان، البالغ عددهم 12.8 مليون نسمة، إلا أن دستور البلاد ينص على مبدأ quot;العلمانيةquot;، مما يجعل الدولة غير معنية بشكل مباشر بالتدخل في قضايا المسلمين الخاصة.