باريس: اوضحت شركة quot;اير فرانسquot; الاثنين ان الصعوبات التي واجهتها الشركة مع برج المراقبة في مطار دمشق لم تترك لها اي خيار خلال رحلتها بين باريس وبيروت الاربعاء الماضي سوى الهبوط في دمشق، وذلك ردا على انتقادات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لهذا القرار.

وبعد اعتبار المسؤولين عن الرحلة ان الهبوط في بيروت متعذر، اضطرت طائرة quot;ايرباص ايه 330quot; التابعة للشركة الى الهبوط في دمشق للتزود بالوقود قبل التوجه الى مطار لارنكا القبرصي حيث امضى الركاب ال174 ليلتهم على نفقة الشركة. ووصلت الطائرة الى وجهتها الاساسية في العاصمة اللبنانية الخميس.

وقال فابيوس لاذاعة ار تي ال الفرنسية الاثنين quot;القرارات في اوضاع كهذه معقدة لكن في اوج النزاع، فإن الهبوط في دمشق، توافقونني الرأي انه لم يكن القرار الاكثر دهاء، وفي كلامي هذا ما زلت دبلوماسياquot;.

واضاف الوزير الفرنسي quot;الهبوط في دمشق، معناه كان تعريض امن الناس داخل الطائرة للخطر (...) خصوصا اشخاص من لبنان ملاحقين من جانب النظام السوريquot;.

واشارت وزارة الخارجية السبت انها طلبت من شركة quot;اير فرانسquot; التي تملك الدولة الفرنسية جزءا من رأسمالها، quot;معلومات اضافيةquot; حول هذه الرحلة. كما وصف فابيوس بquot;الحماقة الكبيرةquot; قرار الشركة تحويل الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين باريس وبيروت الى مطار دمشق.

ووفق شركة الطيران الفرنسية التي قالت انها quot;بقيت على اتصال دائم مع خلية الازمة في وزارة الخارجية طوال الرحلةquot;، فإن تسلسل الاحداث لم يترك خيارا لقائد الطائرة.

وعند اقتراب الطائرة من بيروت، كانت طريق مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية مقطوعة على يد مسلحين.

وعندها قررت quot;اير فرانسquot; تحويل مسار الرحلة الى مطار العاصمة الاردنية عمان الذي تعتمده الشركة كبديل في حال كان الهبوط في مطار بيروت متعذرا بسبب وجود طاقم لها فيه خلافا لما هو الحال في مطار لارنكا القبرصي، وفق المسؤول في quot;اير فرانسquot; بيار كوساد.

الا ان كوساد اوضح ان طاقم الطائرة لم يحصل على اذن من المراقبين الجويين السوريين لاجتياز المسار الذي كانت الرحلة تعتزم عبوره، لذا وجد نفسه امام quot;حال طارئة مع وقود يكفي للهبوط في دمشقquot; لكن quot;لم يعد يكفي للذهاب الى عمانquot; كما quot;لا يكفي ايضا للتوجه الى لارنكاquot;.

ورفضت quot;اير فرانسquot; كشف اسباب رفض السلطات السورية اعطاء الاذن باجتياز المسار الجوي الذي طلبت سلوكه.

وبعد علم طاقم الرحلة بان الدفع مقابل التزود بالوقود يجب ان يتم نقدا في ظل استحالة الدفع بالبطاقات المصرفية، احصى قائد الطائرة المبالغ النقدية الموجودة في حوزة الركاب، في اجراء يسمح به قانون الطيران الفرنسي.

الا انه لم يطلب في النهاية اموالا من الركاب بعد تدخل الموظف في quot;اير فرانسquot; المسؤول عن هبوط رحلات الشركة في دمشق والذي لا يزال يمارس مهامه، اثر وصوله الى المطار حيث استخدم رصيده مقابل الحصول على الوقود اللازم، بحسب كوساد.