تونس: اتهم الرئيس التونسي منصف المرزوقي الجمعة حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم بالسعي إلى quot;السيطرة على مفاصل الدولةquot; منتقدا quot;إصرارهاquot; على اعتماد نظام سياسي برلماني في تونس عوضا من نظام معدل.
وقال المرزوقي في خطاب ألقاه نيابة عنه أحد مستشاريه في افتتاح المؤتمر العام الثاني لحزب quot;المؤتمرquot;، شريك حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم، ان quot;إخواننا في النهضة يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة الإدارية والسياسية عبر تسمية أنصارهم (سواء) توفرت (فيهم) الكفاءة أم لم تتوفرquot;.
وأضاف quot;كلها ممارسات تذكر بالعهد البائدquot; في إشارة إلى فترة حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وانتقد المرزوقي، الذي أسّس حزب المؤتمر سنة 2001، quot;إصرارهم (حركة النهضة) على النظام البرلماني والحال أننا لدغنا من هذا الجحر مباشرة بعد الاستقلال، وعانينا نصف قرن من تبعات جمع حزب، وأن تحصل على الأغلبية بصفة ديمقراطية، للسلطتين التنفيذية والتشريعية في بلد هيّأته القرون للدكتاتورية لا للديمقراطيةquot;.
ورفض حزبا quot;التكتلquot; وquot;المؤتمرquot;، شريكا حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم، وأحزاب معارضة، مطلب النهضة باعتماد نظام برلماني صرف ودعوا إلى نظام رئاسي معدل تتوزع فيه السلطات بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة.
زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي لم يخف استياءه من خطاب حليفه المنصف المرزوقي خلال مؤتمر حزب quot;المؤتمر من أجل الجمهوريةquot; |
وقال quot; هم (الحكومة) لا يرون جدوى الدخول في معارك لا طائل منها بخصوص استقلالية الإعلام والقضاء والهيئة الوطنية لتنظيم الانتخابات، وكلها تؤلب علينا جزءا من الرأي العام يمكن أن يكون بجانبناquot;.
وانتقد المرزوقي quot;خيارات حركة النهضة التي بيدها جل الوزارات وأهمهاquot;، عازيا أسباب انشقاق عدد من قياديي حزب quot;المؤتمرquot; ونوابه في المجلس الوطني التأسيسي المنبثق من انتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011 إلى رفضهم خيارات النهضة.
كما انتقد دعوة حركة النهضة الى استصدار قانون quot;تجريم الاعتداء على المقدساتquot; الذي يعاقب بالحبس على quot;جرائم الاعتداء على المقدساتquot;.
وتساءل quot;إذا سارعنا لقانون يجرم التطاول على المقدسات ألا يجب أيضا أن نجرم (ظاهرة) التكفيرquot;المنتشرة في صفوف جماعات دينية تونسية متشددة.
وأضاف quot;إذا دخلنا في منطق المنع فإلى أيّ حد نذهب وهل لا يتهددنا خطر الانزلاق إلى ضرب المكسب الأكبر (الحرية) الذي ثار من أجله الشعب؟quot;.
وتابع quot;هناك بطء غير مقبول في انطلاق المشاريع ما أدى إلى نفاد صبر مناطق حذرت كثيرا من انفجارهاquot;.
وقال إن اعمال العنف التي اندلعت الشهر الحالي في ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب)، مهد الثورة التونسية quot;جرس إنذار يجب أخذه بجدية بدل الاكتفاء بطمأنة النفس والقول إنها حركة شباب طائش بأعداد قليلة تحركها أحزاب متطرفة ووراءها فلول (حزب) التجمعquot; الحاكم في عهد بن علي.
وقال quot;لو لم يكن هناك احتقان حقيقي ومطالب شرعية لم تلب وحوار مطلوب لم يستجب له، لما أعطيت الفرصة للمصطادين في الماء العكرquot;.
وحمّل المرزوقي بشكل غير مباشر الحكومة مسؤولية quot;تواصل عنف بعض الغلاة (السلفيين) والحال أنه من حق ومن واجب الدولة انطلاقا من شرعيتها كف أذاهم عن الناس والتصدي بالقانون لمن يدمر صورة تونس ويشوه ثورتهاquot;.
ودعا حزب المؤتمر إلى أن quot;يكون دوما وبلا أدنى تحفظ نصيرا قويا عنيدا، صلبا، لكل الحقوق والحريات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأساسا حرية الضمير والرأي، وحرية الإبداع، واستقلال المنظمات المدنية في مجال الإعلام، في مجال تنظيم الانتخابات، في مجال القضاءquot;.
كما دعا نواب الحزب في المجلس التأسيسي إلى quot;التمسك الكلي بحقوق الإنسان وحقوق المرأة بصفة خاصة وتضمينها في دستورنا بصريح العبارة ومن دون لف ودوران وبرفض كل الجمل المثيرة للجدل العقيم من نوع المرأة التي تكمل الرجلquot;.
وقال quot;إن المساواة تامة أو لا تكون إذ يكفي أن ينقص منها ابسط جزء لكي تصبح آليا مساواة منقوصة أي مساواة مزيفةquot;.
وانتقدت منظمات حقوقية صيغة بند دستوري اقترحته حركة النهضة مؤخرا وينص على أن العلاقة بين الرجل والمراة علاقة quot;تكاملquot; وليست علاقة مساواة، واعتبرته مدخلا للالتفاف على مكاسب المرأة التونسية التي تحظى بوضع حقوقي فريد من نوعه في العالم العربي.
وأثارت تصريحات المرزوقي استياء حركة النهضة التي حضر قياديوها افتتاح المؤتمر.
وخطب راشد الغنوشي رئيس الحركة في الحاضرين قائلا quot;نحن نخالف (المنصف المرزوقي) في كثير من الآراء ونعتبر أنها لا تعبر عن (رأي حزب) المؤتمرquot;.
وغادر قياديون بارزون في النهضة قاعة المؤتمر احتجاجا على خطاب المرزوقي، ومن هؤلاء علي العريض وزير الداخلية وسمير ديلو الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية وعبد الفتاح مورو عضو مجلس الشورى في حركة النهضة.
التعليقات