تونس: طالب راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التي تقود الحكومة في تونس، رئيس الجمهورية منصف المرزوقي إلى quot;فهم دوره في هذه المرحلةquot;، وذلك ردا على اتهام المرزوقي للحركة بالسعي للسيطرة على مفاصل الدولة على غرار نظام بن علي السابق.

وقال الغنوشي في كلمته التي ألقاها، مساء الجمعة، أمام المؤتمر الثاني لحزب quot;المؤتمر من أجل الجمهوريةquot; الذي أسسه المرزوقي quot;

إنه يختلف مع الكثير من الآراء التي يتبناها رئيس الجمهورية المؤقت، داعيا إياه إلى quot;ضرورة فهم دوره في هذه المرحلةquot;، في إشارة إلى انتقاله من دور المعارض والناشط الحقوقي إلى دور الرئيس.

وأضاف رئيس حركة النهضة بأن

حركته متمسكة بالتحالف مع حزبيْ المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات (وهم الترويكا التي تشكل الإئتلاف الحاكم)، بشكل يضمن quot; نجاح تجربة أول تحالف بين العلمانيين المعتدلين والإسلاميين المعتدلين في العالمين العربي والإسلاميquot;، وفق ما نشرته وكالة quot;تونس إفريقيا للأنباءquot; الرسمية مساء الجمعة.

وأضاف أن البلاد quot;لا يمكن أن تحكم في هذه الفترة إلا بالوفاق والسلم المدنيquot; الذي يكرس المساواة في جميع الحقوق والواجبات بين كل التونسيين وخاصة بين الرجل والمرأة على حد تعبيره،.

إلا أنه شدد على أن quot;النهضةquot; تساند التصور القائل quot;بمنع كل من تحمل مسؤولية في النظام السابق من المشاركة في الانتخابات القادمةquot;، قائلا quot;لن نسمح لقوى الردة بالعودة وإنتاج رموز الماضي من جديدquot;.

وبخصوص النظام السياسي المرتقب، عبر الغنوشي عن تشبث حركة النهضة بموقفها الداعم لنظام برلماني quot;تحت حكم جمهوري يرعى الحقوق السياسية والمدنية لكل التونسيينquot;، مبينا أن هذا الموقف نابع من تصور وقراءة للواقع السياسي ومن تقدير لمصالح البلاد في هذه الفترة.

ورد حمد بن سالم، القيادي في حركة النهضة ووزير الفلاحة، على انتقادات المرزوقي في مداخلة مع فضائية quot;الجزيرةquot; مساء أمس قائلا له: quot;لا تستطيع أن تكون في قصر قرطاج والمعارضة في نفس الوقتquot;.

ومن جانبه قال وليد حدوق، عضو المكتب السياسي لحزب quot;المؤتمر من أجل الجمهوريةquot; إن ما جاء في رسالة المرزوقي quot;ليس رأي رئيس الجمهورية باعتباره مؤسسا للحزب، وإنما جاء تعبيرا عن شعور سائد لدى البعض، وهو توصيف لحالة تسود في الإعلامquot;، في إشارة إلى انتقادات إعلامية لحركة النهضة.

وتقود حركة النهضة ائتلافا حاكما يشاركها فيه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل من أجل العمل والحريات إثر انتخابات جرت العام الماضي بعد الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي في ثورة شعبية.

وكان المرزوقي قال في افتتاح أعمال المؤتمر الثاني للحزب إنه يتفهم quot;مخاوفquot; حزبه مما وصفه بـquot;تأخر الحكومة في محاسبة الفاسدين، وتعطل مسار العدالة الانتقالية، وعدم تحقيق تسوية جذرية لملف الجرحى والشهداء، وتأخر الشروع في تنفيذ مشاريع التنمية بالجهات الداخليةquot;.

وأضاف في كلمة أرسلها للمؤتمر وألقاها نيابة عنه وليد حدوق، أحد كوادر الحزب: quot;وممّا زاد الطين بلة الشعور المتفاقم بأن إخواننا في النهضة يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة الإدارية والسياسية عبر تسمية أنصارهم، سواء توفرت بهم الكفاءات أم لم تتوفر، وكلها ممارسات تذكر بالعهد البائد. وكل هذا لا يزيد إلا من حذر مشروع، إزاء إصرارهم على النظام البرلمانيquot;.

ورغم ذلك أكدت كلمة المرزوقي على تمسكه بتحالف الترويكا والعمل على إنجاح المسار الديمقراطي في تونس، مشيرا إلى أن quot; أطراف سياسية متعددة تسعى لإفشال هذا التحالف ولو على مصلحة تونس quot; وذلك من أجل أغراض انتخابيةquot;.

وقال quot;لو عدت إلى نقطة الصفر لاتخذت نفس القرارات quot;، في إشارة إلى تحالفه مع حركة النهضة وحزب التكتل.

وفي الوقت نفسه دعا حزبه إلى quot;البحث عن تجاوز نقاط ضعفه، وإقامة التحالفات مع التيارات التي تتفق معه في الإيمان بالديمقراطية والمدنية، وتحقيق أهداف الثورة، والمحافظة على جذرية التمسك بالمبادئ والواقعية في الممارسة السياسية، والنظر في اختيار مرشحيهم للانتخابات القادمةquot;.

وعقد حزب quot;المؤتمر من أجل الجمهوريةquot; مؤتمره هذا العام تحت شعار quot;ملتزمونquot;.

وشهدت الشهور الماضية توترات بين الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي، القيادي بحزب النهضة، ورئاسة الجمهورية، التي كانت من نصيب حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بزعامة الرئيس المنصف المرزوقي.

وكان من أبرز القضايا التي أثارت التوترات بين شريكي الحكم مساعي المرزوقي لإقالة رئيس البنك المركزي التونسي، ورفضه قيام الحكومة بترحيل رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي.