الرئيس الروسي يتمتع بالحياة على متن أحد يخوته العديدة

خلال مؤتمر صحافي مشهود في 2008، قال بوتين إنه اختار لنفسه أن يكون عبدًا للشعب يخدمه بعرقه ودمه وبلا أدنى مقابل. لكنّ تقريرًا أصدرته المعارضة عن حياة البذخ التي لم يُشهد مثلها من قبل يجعل منه laquo;العبد الأكثر ثراء وبذخًا من القياصرةraquo;.

لطالما تشكّى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنه يعيش laquo;كالعبدraquo; الذي لا يتوقف عن الكدح بالعرق والدم من أجل شعب بلاده، وهو لا يجني مثقال ذرة لنفسه.
لكنّ تقريرًا أشرف على إعداده اثنان من كبار المسؤولين الروس السابقين، ونقلت فحواه laquo;غارديانraquo; البريطانية، يوضح بجلاء أن بوتين هو laquo;العبد الأكثر ثراء وبذخًا من القياصرةraquo;. وليس في هذا الوصف مبالغة. فمن أين لعبد بالقصور العامرة والطائرات واليخوت الفاخرة الخاصة والساعات المصنوعة بأكملها من الذهب الأبيض؟ وعلى وجه الخصوص، من أين له بمرحاض أُنفق عليه ما لا يقل عن 75 ألف دولار؟
التقرير نُشر أمسية الثلاثاء وأعده بوريس نيمتسوف - الذي كان نائبًا لرئيس الوزراء قبل أن ينضم الى زمرة رجال الكرملين الممتعضين إزاء قيادة بوتين - بمشاركة ليونيد مارتنيوك وهو عضو في حركة laquo;التضامنraquo; الروسية المعارضة. واختار له الكاتبان العنوان laquo;حياة عبدraquo;، في إشارة ساخرة الى الوصف الذي اختاره بوتين لنفسه في مؤتمر صحافي شهير عقده العام 2008 متباهيًا بأنه الرجل الأمثل لروسيا.
أبو الأمة العطوف... الصورة التي يحرص بوتين على تقديمها
ويقول كاتبا التقرير إن السبب الذي يحدو ببوتين للإغراق في الهوس بالسلطة وبلا أمل في الفكاك منها لا يتعلق فقط بخوفه من فقد حريته أو أمواله أو نفوذ دائرته الداخلية التي أثرت بشكل فاحش خلال سنوات حكمه. فثمة سبب أقوى من كل هذا ويتمثل في laquo;تعوّده على مناخ حياة البذخ والدعة بحيث صارت اوكسجينه الذي يتنفسه وأصبح هو على قناعة بأنه سيموت إذا حُرم منهraquo;.
ويرد في التقرير أن بوتين كسر الأرقام القياسية السابقة جميعًا في ما يتعلق بالمزايا التي استحوذ عليها كرئيس. فهو يخصص لنفسه أكثر من 20 قصرًا وفيلا فاخرة، وسربين من 43 طائرة و15 مروحية وأسطولاً من اليخوت والسيارات الفاخرة أقلها طرازات laquo;مرسيدسraquo; الخاصة. ولمعرفة نوع أسباب الراحة التي تتصف بها هذه الأشياء فإن قيمة ساعات المعصم التي يملكها تفوق وحدها 22 مليون دولار.
وربما كان غنيًّا عن القول إن التقرير جزء من جهود المعارضة لنزع الشرعية التي يقول بوتين إنه حصل عليها بعد انتخابات رئاسية مزوّرة أعادته الى أعلى هرم السلطة الروسية العام الحالي. ويهدف هذا التقرير الى توسيع نطاق المعارضة للرئيس لتتجاوز الطبقة الوسطى الى توعية غيرهم - خاصة في الأرياف حيث يستمد بوتين سنده الرئيسي - بحيث يصبحون على علم بنمط الحياة التي يعيشها ومقارنتها بأحوالهم المعيشية.
ويأتي التقرير مدعومًا بالصور الفوتوغرافية laquo;لأملاكraquo; بوتين من يخوت وطائرات وسيارات وقصور وفيلات في مختلف المنتجعات الروسية الفاخرة التي لا يحلم الروسي العادي بزيارتها. ويرد فيه: laquo;هذه بلاد يجاهد فيها 20 مليون شخص على الأقل من أجل الوجبة التالية لأبنائهم. ومع ذلك فإن الرئيس يرفل في هذا النوع من البذخ الذي لم نرَ مثله من قبل. هذه مدعاة حقيقية لتصدي المجتمع بأكمله لبوتين وإجباره على النزول من برجه العاجي الشاهق العلوraquo;.
ينفق ملايين الدولارات على مجموعته من الساعات الفاخرة
ويمضي التقرير ليقارن بين laquo;المقار الرسميةraquo; التي شيدها بوتين لنفسه بتلك المخصصة لزعماء آخرين، وإن كان من حيث العدد وليس نوع المسرات التي تحويها. فيقول إن أكثر من 20 قصرًا يتمتع بها سيد الكرملين يقابلها مقران لكل من الرئيس الأميركي والمستشار الألماني، وثلاثة مقار للرئيس الإيطالي.
ويتباين كل هذا بشكل صارخ مع الانطباع الذي يسعى بوتين نفسه لتقديمه للشعب الروسي باعتباره laquo;واحداً منهمraquo;. فهو يحرص على نشر صور laquo;منسقة سلفًاraquo; مع عمال المصانع والمزارعين بدلاً من اجتماعاته بوزرائه في مكتبه المذهّب. ويذكر له أنه ظهر في لقاء تلفزيوني، خلال إحصاء عام رسمي لتعداد سكان البلاد، وهو يجلس على أريكة قديمة داخل إحدى شقتين صغيرتين متواضعتين يقول رسميًا إنه يملكهما.
ولأن من شروط خوض انتخابات الروسية (في مارس / اذار الماضي) أن يعلن المرشح دخله السنوي على الملأ، فقد قال بوتين إنه يحصل على 115 ألف دولار، وإن رصيده المصرفي من مدخراته يبلغ 179 ألفًا و612 دولارًا. ومع ذلك، يقول التقرير، فإن حياة البذخ التي يعيشها هذا laquo;العبدraquo; أجدر بالقياصرة والسلاطين وكبار الأوليغارك المليارديراتraquo;.