الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد

تسعى إيران للاستفادة من قمة عدم الانحياز التي تعقدها في طهران بمشاركة نحو مئة دولة، والتخفيف من عزلتها الدولية، من خلال إقناع الدول المشاركة بإصدار بيان ختامي يدين العقوبات الدولية على إيران.



طهران: يحضر قادة حوالى مئة دولة من حركة عدم الانحياز بينهم ثلاثون رئيس دولة أو حكومة الخميس والجمعة في طهران قمة تأمل طهران في الاستفادة منها لكسر العزلة الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وهذه القمة الـ16 لحركة عدم الانحياز ستعطي إيران الرئاسة الدورية لثلاث سنوات لهذه المنظمة التي ترغب طهران في تنشيط دورها لمواجهة القوى الكبرى وخصوصا الغربية منها. وبمبادرة من طهران، يرجح ان يدين البيان الختامي للقمة العقوبات الاحادية الجانب التي يفرضها الغربيون على عدد من اعضاء المنظمة، وفي مقدمها إيران، بسبب سياستها النووية او انتهاكاتها لحقوق الانسان.

وبدون التطرق الى حالات معينة يدين مشروع البيان الختامي، الذي عرض الثلاثاء والاربعاء على وزراء خارجية دول الحركة، كل اشكال quot;العقوبات الاقتصاديةquot; وquot;الضغوط السياسية quot;والاعمال العسكريةquot; وخصوصا quot;الهجمات الوقائيةquot; التي تهدد كل من اسرائيل والولايات المتحدة بشنها ضد الدولة الاسلامية.

وتتطرق الوثيقة ايضا الى عدد من القضايا التقليدية للمنظمة التي أسستها دول ناشئة عام 1961 لايجاد نوع من التوازن وسط هيمنة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في حينها. وفي هذا السياق يدعو مشروع البيان الختامي الى ارساء quot;ديموقراطيةquot; في مجلس الامن الدولي للحد من هيمنة الدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة المتهمة باستخدام هذا المنبر للدفاع عن مصالحها السياسية.

كما يؤكد مشروع البيان دعم دول الحركة لقيام دولة فلسطينية في حدود 1967 بهدف التوصل الى quot;سلام عادلquot; في الشرق الاوسط، بالاضافة الى ادانة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. ومن المتوقع ان تجدد القمة الدعوة الى نزع السلاح النووي واقامة مناطق خالية من السلاح النووي ولا سيما منطقة الشرق الاوسط في اشارة الى اسرائيل بصفتها quot;القوة النووية الوحيدةquot; في المنطقة.

وستجدد القمة دعمها لحق كل الدول في الحصول على الطاقة النووية لاغراض سلمية في صدى للموقف الإيراني المعلن دفاعا عن برنامجها النووي بوجه الدول الكبرى التي تشتبه في سعي طهران للحصول على السلاح النووي، على الرغم من النفي الإيراني.

وتعتبر إيران ان مجرد عقد هذه القمة، التي قدمت على انها اهم حدث دبلوماسي في إيران منذ الثورة الاسلامية عام 1979، يشكل انتصارا لها في معركتها من اجل الخروج من العزلة رغم ان غالبية الدول الممثلة على اعلى مستوى هي من حلفائها او شركائها التقليديين، او دول صغيرة ليس لها وزن كبير على الساحة الدبلوماسية الدولية.

لكن بعض القادة يبدو انهم مصممون على الالتزام بالحد الادنى من المراسم، مثل الرئيس المصري محمد مرسي الذي لن يمضي سوى بضع ساعات الخميس في طهران لتسليم رئاسة الحركة الى إيران بدون عقد اي لقاءات ثنائية مع المسؤولين الإيرانيين.

وقد وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء الى طهران رغم انتقادات الولايات المتحدة واسرائيل. لكن بان كي مون اعلن بوضوح انه سيستفيد من فرصة لقاءاته الثنائية المرتقبة مع القادة الإيرانيين لتذكيرهم بالضرورة quot;الملحةquot; للعمل على تبديد قلق المجموعة الدولية من البرنامج النووي الإيراني.

وقد اعلن فرحان حق المتحدث باسم الامم المتحدة الثلاثاء ان زيارة بان كي مون الى طهران ستتيح quot;نقل مخاوف المجتمع الدولي وتوقعاته بشان مواضيع تتطلب بالحاح تعاونا وتقدما سواء من اجل الاستقرار الاقليمي او من اجل مصلحة الشعب الإيراني نفسهquot;.

ولضمان عدم حصول اي حادث يخل بهذا اللقاء الكبير الهادف الى اظهر صورة إيران قوية وهادئة ومستقرة، نشرت السلطات امكانات كبرى. وتمت تعبئة حوالى 110 الاف شرطي وعسكري في كل انحاء البلاد ولا سيما في شمال طهران حيث تعقد القمة.

كما ان السلطات اعلنت لمناسبة انعقاد القمة عطلة رسمية لمدة خمسة ايام اعتبارا من الثلاثاء تعطل خلالها جميع الادارات العامة والمصارف والشركات الحكومية بهدف تسهيل تنقلات الوفود وخفض ازدحام السير في العاصمة.