تزداد مآسي الحياة للاجئين السوريين الفارين من جحيم الحرب في بلادهم، وتتعمق الجراح حين يولد الأطفال بعيدين كل البعد عن آبائهم الذين يغيبون خلف ستائر المجهول بسبب ما تشهد سوريا من عنف لم تعرفه من قبل.


مخيم الزعتري (الاردن): من رحم الحرب والدمار والنزوح، كان التاريخ على موعد مع إطلالة بريئة لطفل سوري أنجبته أمه في مخيم اللاجئين السوريين في منطقة الزعتري الأردنية.

الطفل يعرب- عدسة ايلاف

هذا الطفل الذي وقفت quot;إيلافquot; على صرخته الأولى على يد ضابط مغربي، قد يفكر طويلاً حينما يكبر حول مصيره فيما لو وُلد تحت حكم جيش سوريا النظامي.

quot;يعربquot; هو الاسم الذي اختارته الأم الشابة لوليدها الجديد في غياب أبيه، تقول إن الاسم أرادت منه النخوة بالعرب.

عندما دلفت إلى المستشفى الميداني المغربي المقام في المخيم على مساحة تقارب الألف متر مربع، كنت أريد استجلاء حقيقة التزاحم على العيادات في المخيم، وفوجئت بأن أكثر العيادات تزاحماً كان في قسم النساء والولادة.

والمستشفى المغربي يحتوي على 28 عيادة متخصصة وتقوم عليه نخبة من ضباط وأفراد الجيش المغربي وبتمويل كامل من الحكومة المغربية، وخاض تجارب عديدة في غير مكان في العالم في البلقان والنيجر وغيرهما من دول الحرب والنار.

حين استأذنت قبل الدخول على الشابة السورية أم يعرب، كنت فرحاً وحزيناً في الوقت ذاته، فالطفل له جماله وإن بُعث من وسط النار، وللحرب هيبتها وإن كانت المسافة بعيدة بين الجيش السوري والجيش المغربي في تعاطيهما بين الحالتين.

مخيم الزعتري- عدسة ايلاف

طلبت من أمه أن أصورهما فردت بأنها لا تحبذ تصويرها ولكنها طلبت تصوير الصبي لوحده، وكذلك طلبت من قائد المستشفى الميداني مولاي الحسن الطاهري فأكد بأنه لا يحبذ الأمر أيضاً لاعتبارات كثيرة شرحها فقدرتها له.

يقول قائد المستشفى الذي كان متعاوناً جداً، إن المشفى شهد عشر حالات ولادة منها اثنتان قيصريتان، ويقوم المشفى بمتابعة حالة الطفل مادام موجوداً في المخيم، ويتوقع الطاهري أن يتصاعد عدد حالات الولادة كلما تأخر الوقت أكثر، لأن الكثير من النساء حوامل، ولأن المخيم يضم في جنباته أكثر من 27 ألف لاجئ سوري.