الأسلحة الكيميائية بحاجة إلى تحصينات كبيرة
تنشغل الولايات المتحدة ومعها أوروبا بترسانة سوريا الكيميائية الكبيرة، وتضع وكالات الاستخبارات خططًل لتأمينها إذا انهار النظام السوري، لكن الجميع يعترف بصعوبة هذه المهمة.


تراود الاستخبارات الغربية شكوك بخصوص امتلاك الحكومة السورية مئات الأطنان من الأسلحة الكيميائية في حوالى 20 موقعاً منتشرًا في أنحاء سوريا. وهذا الانتشار يزيد القلق بشأن القدرة الفعلية على تأمين ترسانات الأسلحة في حالة تعرض نظام الرئيس بشار الأسد للانهيار التام، وفقاً لتحذيرات أطلقها مسؤولون أميركيون وشرق أوسطيين.
وبالرغم من بقاء مواقع تخزين هذه الأسلحة تحت المراقبة الغربية اللصيقة، فإن المراقبين عبروا عن تنامي تخوفهم من العجز عن تحديد كل المواقع، وبقاء بعضها بلا مراقبة، ومن سرقة بعض الأسلحة المميتة لاستخدامها من جانب القوات النظامية ضد المدنيين.

خوف المفاجآت
نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤول سابق في المخابرات الأميركية، رفض الكشف عن هويته، قوله: quot;نعتقد أننا على دراية بكل شيء، لكننا نشعر بنفس شعورنا إزاء ليبيا. ومع أننا كنا على أرض الواقع، إلا أننا صادفنا مفاجآت كبيرة من حيث الكميات والمواقعquot;.
وأضافت الصحيفة أن انهيار السيطرة الحكومية في العديد من المحافظات السورية أدى لزيادة التدقيق بمستودعات الأسلحة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ولفت المسؤولون الأميركيون والشرق أوسطيون إلى أن ذلك أدى أيضاً إلى تسريع التحضيرات الخاصة بتأمين المواقع.

ترسانة كبيرة
استناداً إلى تقييمات استخباراتية حديثة، عبر المسؤولون عن اعتقادهم بان الترسانة السورية تحتوي على مئات الأطنان من الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك كميات كبيرة من غاز الأعصاب المميت quot;سارينquot; الجاهز لضخه في ساحات القتال.
وأشار مسؤولان اطلعا على التقارير الاستخباراتية في هذه المسألة إلى أن الترسانة التي تمتلكها سوريا تبدو أضخم وموزعة على نطاق أكبر مما كان معروفًا، مضيفين في الوقت عينه أن معظم الأسلحة الخطرة مخزّنة في مخابئ في ستة مواقع تقريباً، كما يستخدام نحو 14 مقرًا آخر لتصنيع المكونات وتخزينها.

صعوبة التأمين
نظراً للمخاطر المرتبطة بهذه الترسانة الكيميائية، خصّصت الاستخبارات الأميركية موارد ضخمة لمراقبة المنشآت عبر صور تلتقطها الأقمار الصناعية، لوضع الخطط اللازمة لتأمين الأسلحة في حال تفاقم الأزمة، طبقاً لما ذكره مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول أميركي: quot;من الواضح أن تأمين الوضعية الأمنية لتلك المنشآت يحظي بأهمية قصوىquot;. واعترف عددٌ من المسؤولين السابقين والحاليين بصعوبة تأمين المستودعات الكيميائية داخل سوريا، نظرًا إلى القتال الدائر هناك، واحتمال مقاومة القوات السورية بشدة لأي تدخل خارجي.
كما لفت مسؤول الاستخبارات الأميركي السابق إلى أن كوريا الشمالية وروسيا ساعدا سوريا على مدار العقود الماضية في تطوير منشآت للأسلحة محصنة ومحمية جيدًا، وهذا ما يجعل اختراقها بأقمار التجسس الاصطناعية أمرًا صعبًا للغاية.