عراقيون لدى وصولهم الى بغداد قادمين من سوريا
مع الاعلان في بغداد عن ارتفاع عدد العراقيين العائدين من سوريا الى 33 الف شخص، فقد ناشد النائب العراقي المستقل حسن العلوي اليوم الجمعة رئيس الوزراء نوري المالكي عدم مساءلة أي عائد منهم لانهم يتعرضون هناك الى الذبح والقتل والاختطاف، معتبرًا أن هذا يعطيه بعدًا وطنيًا مطلوبًا.. فيما دعا معتمد للمرجع الشيعي الاعلى في العراق الحكومة الى تأمين سكن ملائم للاجئين السوريين معتبرًا أن مسألة التخوف من تسلل مجاميع ارهابية من سوريا لا تعني ترك الجانب الانساني في رعاية هؤلاء اللاجئين.

ناشد النائب العراقي المستقل حسن العلوي اليوم الجمعة رئيس الوزراء نوري المالكي،اتخاذ quot;القرار الشجاع المناسب بعدم مساءلة أي من العراقيين العائدين الى بلادهم هرباً من الموتquot;. واكد أن quot;هذا يعطيه شخصيًا البعد الوطني المطلوب في رئيس الوزراءquot;. واشار الى أن عدداً كبيرًا من العراقيين الموجودين في سوريا حملوه مذكرة موجهة الى المالكي يطالبون فيها بعدم مساءلة أي عراقي يعود الى بلده هربًا من الخطف أو القتل ذبحًا في سوريا . وكان نواب اشتكوا من تحقيقات تجريها السلطات العراقية مع بعض العائدين من سوريا لمعرفة مدى ارتباطاتهم بقيادات بعثية تعيش في سوريا ومتهمة من قبل بغداد بتدبير عمليات تفجير في العراق والعمل على الانقضاض على السلطة فيه.
عراقيون تحدثوا عن ربع الساعة الاخير من حياتهم
واضاف العلوي في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;ايلافquot; اليوم أن عددًا كبيرًا من العراقيين المقيمين في سوريا قدموا له مذكرة عاجلة يتحدثون فيها عن الربع ساعة الاخطر في حياتهم وهم مهددون بين لحظة وأخرى بالخطف أو القتل أو الذبح .. وقال quot; لقد جعلوني وسيطاً بينهم وبين رئيس الوزراء نوري المالكي شخصيًا ليتخذ القرار الشجاع المناسب بعدم مساءلة أي من العراقيين العائدين الى بلادهم هربًا من الموت وهذا يعطي لرئيس الوزراء شخصيا البعد الوطني المطلوب في رئيس الوزراءquot;.
وقال العلوي الذي عاش في سوريا لاكثر من عشرين عامًا ضيفًا على حكومتها لاجئًا سياسيًا حتى سقوط النظام العراقي السابق عام2003 إن هؤلاء العراقيين اشاروا في مذكرتهم الى quot;أن المسؤولية سيتحملها شخصيًا رئيس الوزراء فيما لو تعرض أي شخص من هؤلاء الى الخطف او القتل هم وعوائلهم خاصة وان معظم العراقيين الراغبين في العودة الى بلدهم غير مدانين بقضايا جنائية وانما هم لاجئون سياسيون لم يرد اسم أي منهم في مذكرة قبض او اعتقال ولكنهم يخشون ان تكون اسماؤهم موضوعة على قوائم المنع ويلقى القبض عليهم وهم عائدون الى بلادهم كالمستجير من الرمضاء بالنارِquot;.
واكد العلوي أن واجبه الوطني والاخلاقي يدفعه الى تبني هذه القضية quot;لتحرير هؤلاء الأسرى المهددين بالذبح بين لحظة واخرى، وهذه مسؤولية وطنية واجتماعية يجب أن يتحملها جميع اعضاء مجلس النواب العراقي ورئيس الوزراء شخصيًاquot;.
عودة 33 الف عراقي من سوريا لحد الآن
عراقيون قادمون من سوريا
وجاء تصريح العلوي متزامنًا مع اعلان اللجنة الحكومية العليا المكلفة بالإشراف على عودة العراقيين من سوريا وإيواء اللاجئين السوريين عن عودة أكثر من 33 ألف عراقي من سوريا وتوزيع وزارة الهجرة والمهجرين منحة الاربعة ملايين دينار (حوالي 2500 دولار) الى كل عائلة من بين ألف من العائدين لحد الآن.
وقال رئيس اللجنة العليا للاشراف على عودة العراقيين من سوريا وكيل وزارة الهجرة سلام الخفاجي إن عدد العراقيين العائدين من سوريا عبر منفذي الوليد والقائم الحدوديين بلغ حوالي 26 الف عائد فيما بلغ عدد العائدين عبر المطارات حوالي 7 آلاف عائد .
ومن جهته، قال مدير دائرة الفروع في الوزارة محمد صفوان إن الوزارة قامت بتوزيع منحة الاربعة ملايين دينار بين ألف عائلة حتى الآن في عموم محافظات البلادrdquo;، مؤكدًا أنه ldquo;لا يوجد هناك أي تأخير مقصود بشأن معاملات العائدين من سوريا معتبرًا أن ldquo;الاجراءات الروتينية الخاصة بتدقيق المعاملات وتأخر صرف المنحة المخصصة من قبل بعض المصارف هي أسباب خارجة على ارادة الوزارة اضافة الى عدم وجود المبالغ الكافية قد أسهم أيضًا في تأخر صرف هذه المنحة.
وكانت الحكومة العراقية قد خصصت مؤخرا حوالي 50 مليون دولار لدعم عودة العراقيين من سوريا واستقبال اللاجئين السوريين الذين دخلوا العراق هربًا من الاوضاع الامنية المتردية السائدة هناك.
ستة مليارات دولار قيمة استثمارات العراقيين في سوريا
وفي التاسع من الشهر الحالي طالب عراقيون عادوا من سوريا مؤخراً وزارتي الهجرة والمهجرين وحقوق الإنسان باسترجاع أموالهم التي قالوا إنهم استثمروها هناك طوال السنوات الماضية وتبلغ نحو ستة مليارات دولار وفق تقديرات الوزارة . وقال مسؤول ملف العراقيين في سوريا عبد الستار نوروز أن الوزارة استحدثت قسماً مهمته تسجيل شكاوى يقدمها العراقيون العائدون من سوريا الذين تركوا استثماراتهم وأموالهم هناك مؤكداً أنه استقبل عشرات الشكاوى.
وقال إنه من خلال متابعة ملف العراقيين في سوريا واللقاء المستمر مع الجالية العراقية quot;وجدنا أن استثمارات العراقيين هناك كبيرة جداً وقد تتجاوز ستة مليارات دولار فضلاً عن الأرصدة الموجودة في البنوك وتستخدم في القطاع التجاريquot;. وأشار إلى أن المستثمرين العراقيين انتقلوا إلى سوريا حتى قبل عام 2003 وأسسوا خلال عقدين محافظ استثمارية كبيرة تضم مصانع وأصول شركات وأسهماً في مصارف وعمليات عقارية وسياحية وفندقية وغيرها.
واضاف quot;تلقينا الكثير من الطلبات خلال الأسبوع الماضي، وفي الوقت الراهن لا توجد آلية غير توثيق هذه المطالبات ونقلها رسمياً إلى وزارة الخارجية ومن ثم إلى الجانب السوري وهو إجراء ديبلوماسي طبيعيquot;.
وتقدر الحكومة السورية عدد اللاجئين العراقيين في سوريا بأكثر من مليون وسبعمائة ألف لاجئ، بينما تقدر وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عددهم بحوالي مليون وأربعمائة ألف. لكن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قال مؤخرًا إن اعداد العراقيين في سوريا كانت مبالغًا فيها كاشفاً عن وجود حوالي 100 الف مواطن عراقي في سوريا.
وتقدر منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة إن نصف العراقيين المتواجدين في سوريا في سن التعليم ومعظمهم غير قادرين على الحصول على فرصة التعليم لأن اغلب العائلات فرت من العراق دون أن تصطحب معها الوثائق الشخصية الضرورية للتسجيل في المدارس السورية أو بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي يعيشونها.
وفي العشرين من تموز (يوليو) الماضي دعا المالكي جميع العراقيين في سوريا للعودة إلى العراق مؤكداً الصفح عن جميع الذين اتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا في سفك دماء الأبرياء. وقال إن quot;العراقيين الأبرياء والمسالمين في سوريا يتعرضون إلی عمليات قتل ونهب للأموال وسلب للممتلكات من العصابات الإجرامية التي انتهكت جميع الأعراف والقيم الإنسانية وهي علی شاکلة تلك المجموعات الإرهابية التي عبثت بأمن العراقيين خلال السنوات الماضيةquot;.
وأضاف أنه quot;وفي ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها اخواننا و ابناؤنا في سوريا، فإننا ندعوهم رجالاً ونساء واطفالاً إلی العودة إلی بلادهم معززين ومکرمين ونقول لهم تفضلوا إلی وطنکم الذي هو موطن أمنکم وعزکم إن شاء الله وسنصفح عن کل الذين اتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا بسفك دماء الأبرياء، ليعيش الجميع بأمن وسلام ونضع يدًا بيد لحماية بلدنا وشعبنا من عبث العابثينquot;.
وناشد quot;الأمم المتحدة للتدخل العاجل وبالتعاون مع السلطات السورية لحماية العراقيين ومساعدتهم وتسهيل عملية العودة إلی العراق. واكد الترحيب quot;بعودة أبناء العراق إلی بلدهم وبين أهليهم، فالعراق هو لکل العراقيين فلا تمييز بعد اليوم بين المواطنين علی أسس قومية أو مذهبية أو طائفيةquot; كما قال .
وكانت الحكومة العراقية دعت، في17 تموز الماضي رعاياها المقيمين في سوريا إلى المغادرة والعودة إلى البلاد بعد quot;تزايد حوادث القتل والاعتداءquot; عليهم، وذلك بعد ساعات على تسلم جثامين 23 عراقياً، بينهم صحافيان، قتلوا في أحداث سوريا.

لجوء 26 الف سوري الى العراق
وعلى صعيد متصل، فقد دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الحكومة العراقية والشعب العراقي الى الوقوف الى جانب النازحين السوريين ردًا لجميل وقفتهم النبيلة الى جانب الشعب العراقي، كما قال .
وأضاف الكربلائي خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) أن مسألة التخوف من تسلل مجاميع ارهابية من سوريا لا تعني أن نترك الجانب الانساني في مسألة اللاجئين quot;فهذا الامر ممكن السيطرة عليه ويجب توفير الحاجات الانسانية والسكن للنازحين السوريين من باب حسن الجوارquot; .
وكانت الحكومة العراقية اعادت الثلاثاء الماضي فتح معبر القائم الحدودي العراقي مع سوريا أمام اللاجئين السوريين، وذلك بعد نحو شهرين على إغلاقه وتكدس مئات العائلات السورية قريبًا منه. ووافقت الحكومةعلى دخول النازحين السوريين البلاد من النساء والأطفال والشيوخ الكبار والجرحى المدنيين، وذلك بعد ضغوط وانتقادات تعرضت لها الحكومة العراقية من قبل منظمات إنسانية محلية ودولية، فضلاً عن ضغط السكان المدنيين ودعواتهم المتكررة quot;للنظر في ما يعانيه الأشقاء السوريون من أعمال عنف متصاعدةquot;.
وقد استثنت السلطات العراقية من دخول السوريين الى اراضيها الشباب دون سن الخمسين خشية أن تكون لهم علاقات مع تنظيم القاعدة الذي ينفذ عمليات ارهابية في العراق أو الجيش السوري الحر الذي يقاتل قوات الرئيس السوري بشار الاسد على حد قولها. يذكر أن عدد اللاجئين السوريين الى العراق قد بلغ حوالي 26 الف شخص يتوزعون على محافظتي دهوك الشمالية والانبار الغربية.
وقالت الجهات المختصة في مخيم اللاجئين السوريين في مدينة القائم العراقية على الحدود مع سوريا أن مئات اللاجئين انتقلوا للعيش مع أقاربهم بعد حصولهم على موافقات الأمن من الجهات المعنية. وقال قائمقام قضاء القائم فرحان فتيخان إن نحو 700 لاجئ سوري انتقلوا للعيش مع أقاربهم من الدرجة الأولى والثانية في قضاء القائم بعد حصولهم على موافقات الأمن وكفالة الأقارب.
وحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 1.2 مليون سوري -أكثر من نصفهم أطفال- نزحوا داخل سوريا في حين أن 250 ألفًا آخرين لجأوا إلى الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا والعراق.