عناصر مجاهدي خلق يحتجون على سوء أوضاعهم في مخيم الحرية ليبرتي
رفضت الحكومة العراقية بشدة عزم الولايات المتحدة رفع منظمة مجاهدي خلق عن لائحة واشنطن للإرهاب، مؤكدة أن المنظمة تورطت في أعمال إرهابية بحق العراق وكانت من المدافعين عن النظام العراقي السابق.

قالت الحكومة العراقية اليوم ان قرار واشنطن في رفع منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من قائمتها للارهاب لن يغير موقفها من أعتبارها منظمة تورطت في اعمال ارهابية ضد العراقيين ودعت الامم المتحدة وجميع الدول الى تنفيذ التزاماتها بقبول عناصرها لاجئين في دول ثالثة.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان صحافي اليوم ان اعلان وزارة الخارجية الاميركية عزمها على شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة المنظمات الارهابية quot;ونود التأكيد بهذه المناسبة ان موقف الحكومة العراقية لم يتغير من هذه المنظمة التي تورطت بأعمال ارهابية ضد العراقيين اضافة الى دورها في الدفاع عن النظام السابق وتحولها الى اداة قمعية من ادواته الخاصة ضد الشعب العراقي على حد قوله. واضاف انه quot;لذا فأن تواجد المنظة غير المشروع على الاراضي العراقية يشكل نقضا لالتزامات العراق الدستورية وسياساته السلمية في العالمquot;.
وشدد على quot;انه بناءا على ذلك فان موقف الحكومة ثابت بضرورة اخلاء العراق من عناصرهذه المنظمة الارهابية باسرع وقت وندعو منظمة الامم المتحدة وكل الدول الى الوفاء بالتزاماتها في هذا المجالquot;.
وامس قال مسؤول في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة إن عزم الولايات المتحدة شطب المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية خطوة أولى لتصحيح ما وصفها بـquot;السياسة الخاطئةquot;. واشار المتحدث باسم المنظمة أفشين علوي إن المقاومة والشعب في بلاده تكبدا خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية معاناة كبيرة جراء إطلاق صفة الإرهاب على المنظمة.
وكانت واشنطن قد وضعت إخلاء محيم أشرف (80 كم شمال شرق بغداد) شرطا مسبقا لشطب منظمة خلق من قائمة الإرهاب ووافق مجاهدو خلق على الانتقال إلى مخيم الحرية (ليبرتي) قرب العاصمة بغداد تمهيدا لنقلهم إلى بلد ثالث تنفيذا لاتفاق بين بغداد والأمم المتحدة.
ويأتي موقف المالكي هذا بعد يوم من قول مسؤولين في الإدارة الأميركية إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، تعتزم إبلاغ الكونغرس، في وقت لاحق ، بنيتها إصدار قرار برفع اسم منظمة quot;مجاهدي خلقquot; الإيرانية المعارضة، من قائمة المنظمات الإرهابية، والتي أدرجت عليها قبل نحو 15 عاماً.
واضافوا إنه من المتوقع أن يعقب هذه الخطوة، صدور قرار رسمي من وزارة الخارجية برفع اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية في الخارج، خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد الانتهاء من نقل قيادات وأعضاء المنظمة المناهضة لنظام طهران، من مخيم quot;أشرفquot; في العراق إلى مخيم الحرية (ليبرتي) قرب العاصمة العراقية بغداد، والذي كان في السابق قاعدة للجيش الأميركي.
وأدرجت واشنطن منظمة quot;مجاهدي خلقquot; ضمن قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997، بعد أنباء عن تورط المنظمة بمقتل ستة أميركيين في إيران خلال عقد السبعينيات، بالإضافة إلى محاولتها تنفيذ هجوم على البعثة الإيرانية بالأمم المتحدة عام 1992، إلا أن الولايات المتحدة تعتبر منذ عام 2004 أي بعد عام من حرب العراق أعضاء المنظمة المقيمين بالعراق quot;غير مقاتلينquot; وquot;أشخاصا يخضعون للحمايةquot; بموجب اتفاقيات جنيف.
وفي السادس عشر من الشهر الحالي أسدل الستار على عملية سياسية ولوجستية شاقة استمرت تسعة أشهر تم خلالها نقل سكان مخيم quot;أشرفquot; الى البالغ عددهم 3280 شخصا الى مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; الجديد قرب مطار بغداد الدولي حيث دعا ممثل الامم المتحدة في العراق المجتمع الدولي الى تسريع جهوده لقبول السكان في بلدان ثالثة .
فقد تم فجرا نقل المجموعة السابعة الاخيرة من عناصر مجاهدي خلق من مخيم اشرف الى مخيم الحرية quot;ليبرتيquot; وضمت هذه المجموعة 680 من أعضاء المنظمة وبقاء 200 آخرين داخل المخيم لاستكمال الإجراءات الإدارية والقانونية لنقلهم وانهاءاجراءات تصفية وبيع ممتلكات السكان التي لم تسمح القوات العراقية بنقلها وبينها كمبيوترات وخزانات ماء ومدافئ زيتية وكهربائية ومبردzwnj;ات ودراجات هوائية واخرى كهربائية وعادية للجرحى والمرضى وسيارات ورافعات شوكية ومولدات كهربائية تبلغ قيمتها حوالي خمسة ملايين دولار.
وقد اعتبر ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر عملية النقل هذه quot;خطوة مهمة بالنظر الى اقترابنا من نهاية عملية الانتقالquot; التي من المفترض ان تدفع نحو توطين هؤلاء العناصر في بلد ثالث. ودعا كوبلر في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;ايلافquot; quot;المجتمع الدولي الى تسريع جهوده لقبول السكان في بلدان ثالثةquot;. وقال quot;هذه خطوة مهمة، بالنظر إلى اقترابنا من نهاية عملية الانتقال. وأود أن أشكر السكان على تعاونهم، كما أود أن أشكر حكومة العراق على ضمان انتقال آخر مجموعة كبيرة من السكان وتمهيد الطريق لإغلاقٍ سلمي لمخيم اشرف، وفقاً لما نصت عليه مذكرة التفاهمquot;.
ووقعت الحكومة العراقية والأمم المتحدة مذكرة تفاهم في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تنص على نقل مخيم quot;أشرفquot; إلى موقع مؤقت بحيث تبدأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جهود إعادة توطينهم خارج العراق في دول ثالثة. وشهد quot;أشرفquot; مواجهات دامية بين عناصر من الجيش العراقي ومسلحين من المقيمين في المعسكر في أبريل (نيسان) من العام الماضي أسفرت عن سقوط نحو 38 قتيلاً وأكثر من 300 جريح واتهمت منظمة quot;مجاهدي خلقquot; الجانب العراقي بالبدء بالهجوم.
وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح للمنظمة بالاقامة في موقع أشرف لمساندته في محاربة النظام الايراني خلال الحرب بين البلدين (1980-1988). وقد جرد المعسكر من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفاؤها العراق في عام 2003 وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر قبل ان يسلموا العراقيين هذه المهمة في منتصف عام 2010.