نيويورك: حضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين المجموعة الدولية على الاتحاد في مكافحة التطرف الاسلامي وذلك اثر اعمال العنف المناهضة للاميركيين في العالم العربي فيما عقدت سلسلة لقاءات مع قادة مسلمين قبل افتتاح اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة الثلاثاء في نيويورك.

ولا تزال الولايات المتحدة تحت وطأة الصدمة منذ هجوم 11 ايلول (سبتمبر) على قنصليتها في بنغازي (ليبيا) الذي اودى بحياة سفيرها وتسعى لاحتواء موجة العنف في شمال افريقيا والشرق الاوسط وآسيا التي اثارها فيلم مسيء للاسلام من انتاج اميركي.

ومنذ اسبوعين تنقل وزيرة الخارجية الاميركية الرسالة نفسها الى دول عربية ومسلمة وبينها دول شهدت انتفاضات الربيع العربي في 2011 ومفادها ان الولايات المتحدة quot;لن تتخلىquot; عن شعوب وقادة هذه الدول وان quot;شعوب العالم العربي لم تقايض استبداد دكتاتور باستبداد غوغائيينquot;.

وكررت الرسالة نفسها في نيويورك عشية بدء اعمال الجمعية العامة الـ67 للامم المتحدة. وفي اشارة الى الهجمات الاخيرة ضد بعثات دبلوماسية اميركية في ليبيا ومصر والسودان وتونس وباكستان، دعت كلينتون العالم الى quot;الاتحادquot; في وجه quot;متطرفين في كافة انحاء العالم يسعون الى شق صفوفناquot;.

واضافت quot;يجب ان نوحد صفوفنا لمقاومة هذه القوى ودعم عمليات الانتقال الديموقراطي الجارية في شمال افريقيا والشرق الاوسطquot;. وتمضي وزيرة الخارجية الاميركية كل الاسبوع في نيويورك حيث تعقد حوالى عشرين لقاء ثنائيا عادة يعقدها الرئيس الاميركي باراك اوباما لكنه هذه السنة مضطر للعودة بعد ظهر الثلاثاء الى واشنطن لمتابعة الحملة الانتخابية الرئاسية.

وعبرت كلينتون لدول وشعوب عربية عن شكر الولايات المتحدة quot;لانهم وقفوا ضد العنف والحقدquot;. وخصت بالذكر سكان بنغازي الذين تصدوا مساء الجمعة لميليشيات مسلحة، بعد عشرة ايام على قتل السفير الاميركي كريس ستيفنز في هجوم على قنصلية بلاده في بنغازي.

واضافت كلينتون ان quot;سكان بنغازي بعثوا بهذه الرسالة القوية والشفافة الجمعة عندما صدوا المتطرفين (...) لقد عبروا عن حزنهم لخسارة السفير ستيفنز، صديق ليبيا الحرةquot;. واستمعت كلينتون بانتباه الى رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف الاثنين الذي وعدها بان ليبيا لن تشكل quot;عبئاquot; على العالم.

وشدد المقريف على ان ما حصل في 11 ايلول/سبتمبر لا يعبر في اي شكل عن تطلعات الشعب الليبي وما يشعر به حيال الشعب الاميركي. وغداة هجوم بنغازي، اكدت الولايات المتحدة التي كانت ابرز المساهمين في عملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا، لطرابلس quot;صداقتهاquot; الدائمة.

وسعت كلينتون ايضا الى تحسين العلاقات مع باكستان والتي شهدت توترا بسبب العملية الاميركية لتصفية اسامة بن لادن في أيار (مايو) 2011 والهجمات التي تشنها طائرات اميركية بدون طيار ضد اسلاميين على الحدود الافغانية-الباكستانية.

والتقت الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري متوجهة اليه بكلمة quot;صديقيquot; وقالت له ان الولايات المتحدة quot;قدرت بشكل كبير الرد القوي لحكومتكمquot; على التظاهرات العنيفة الموجهة ضد الولايات المتحدة على خلفية الفيلم المسيء للاسلام.

ورد عليها الرئيس زرداري quot;ان شخصا او شخصين مثيرين للازعاج ينبغي الا يعرضا السلام العالمي للخطر تحت غطاء حرية التعبيرquot;، بحسب بيان لسفارة باكستان في الولايات المتحدة.

وكانت باكستان احدى ابرز بؤر العنف ضد هذا الفيلم في العالم الاسلامي. وبعد صلاة الجمعة، تحولت تظاهرات ضمت حوالى 45 الف شخص الى مواجهات مع الشرطة ما اوقع 21 قتيلا واكثر من 200 جريح.

والاحد نأت الحكومة الباكستانية بنفسها عن مبادرة وزير عرض مكافأة بقيمة 100 الف دولار لمن يقتل منتج الفيلم المسيء للاسلام quot;براءة المسلمينquot;. ثم التقت كلينتون مطولا الرئيس الافغاني حميد كرزاي وبحثت معه خصوصا التحضيرات لانسحاب القوات الدولية في نهاية 2014.

وبعد ذلك التقت للمرة الثانية منذ تموز/يوليو الرئيس المصري محمد مرسي وبحثت معه الامن الاقليمي والمساعدة الاقتصادية. وعلق مسؤول في الخارجية الاميركية بالقول ان quot;مصر آمنة وديموقراطية هو امر مهم للامن القومي الاميركي ولكل المنطقةquot;.