اندلع نقاشاً محتدماً بين كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن الرئيس باراك أوباما فور الإعلان عن فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2008، وبشأن الطريقة التي يتوقع أن يتعامل من خلالها مع الجمهورية الإسلامية، فهناك من كان متشدداً وعلى قناعة بأنه لن يختلف عن سابقه جورج بوش، وهناك من كان يعتقد أنه سيحاول حلّ الأزمة.


إدارة أوباما تسعى حتى الآن إلى زيادة حدة الآلام بالنسبة إلى إيران

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن سيد حسين موسويان، مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية الإيرانية، وأحد الشهود على الصدع الداخلي بشأن خطاب أوباما الافتتاحي لولاياته الرئاسية، قوله: quot;تسبب انتخاب أوباما في توليد آمال حقيقية في إيران. لكن السؤال هو ما إن كان أوباما سينجح في تنفيذ وعوده أم لاquot;.

لكن الواضح هو أن كلا الجانبين كان خاطئين في الحكم على أوباما، الذي قرر أن ينتهج مساراً مع إيران ليس تصالحياً أو عدوانياً. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، قرر الرئيس استخدام صلاحياته في تعزيز الجهود التي يبذلها للتواصل مع القادة الإيرانيين.

وحين قوبلت تلك المحاولات بالرفض، على نحو صارم، قرر أوباما الاستعانة بالدبلوماسية لبناء جدار غير مسبوق من المعارضة الدولية لبرنامج إيران النووي وقيادة الجهود التي تهدف إلى فرض عقوبات اقتصادية هي الأقسى والأشد في تاريخ البلاد.

في الوقت نفسه، أثبتت إدارة أوباما أنها لم تكن أكثر نجاحاً عن سابقاتها في وقف تقدم برنامج إيران النووي، وهو الهدف الوحيد الذي تتحرك من خلاله السياسة الأميركية تجاه إيران منذ إدارة الرئيس جورج بوش.

وعاود موسويان الدبلوماسي الإيراني ليقول: quot;تلك اليد التي مُدَّت إلينا اتضح أنها مغطاة بالحديدquot;. ومع اقتراب أوباما من نهاية ولايته الأولى، قدمت النتائج المختلطة لسياسته بخصوص إيران مادة خصبة لأنصاره وكذلك لمنافسه، ميت رومني، الذي وجّه انتقاداته إلى البيت الأبيض على خلفية إخفاقه في وقف التحركات الإيرانية نحو امتلاك أسلحة نووية، ووجّه اتهاماته إلى الرئيس بالتخلي عن إسرائيل، التي تعتبر الحليف الأبرز لأميركا في المنطقة.

مضت الصحيفة تقول إن إدارة أوباما تسعى حتى الآن إلى زيادة حدة الآلام بالنسبة إلى إيران، من خلال ردها جزئياًَ على الضغوط من جانب إسرائيل والكونغرس، الذي لطالما كان يطالب بفرض تدابير أشد، من بينها ما يخشى مسؤولون أميركيون أنها قد تتسبب في إلحاق الضرر بالحلفاء وكذلك بالإيرانيين.

ورغم أن العقوبات نادراً ما كانت تعمل، إلا أن محللين مستقلين أوضحوا أن نشر أطياف واسعة من الاضطرابات الاقتصادية من الممكن أن يجبر النظام على تقديم تنازلات إن وجد أنه معرّض للخطر.

وأعقبت الصحيفة بنقلها عن كليفورد كوبشان، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية، ويعمل الآن كمستشار خاص لملف الشرق الأوسط قوله: quot;تعمل الآن ساعتان: الساعة النووية وساعة تغيير النظام. وقد نجحت العقوبات في خلق فجوة كبرى في العائدات الخاصة بالميزانية الإيرانية، لكن القيادة لا تعلم حتى الآن أنها فوق منحدر صخريquot;.

وقال دنيس روس، وهو مسؤول بارز في الشأن الإيراني لدى إدارة الرئيس أوباما حتى نهاية العام الماضي: quot;شعر (أوباما) بأنه بات يتعين عليه أن يغير من طريقة تعامله مع إيران سريعاً. وإذا لم ينجح، فإن هناك فرصاً متزايدةً بأن يفرض الموضوع نفسهquot;.

وتابع روس حديثه بالتأكيد على الواقعية التي كان يتعامل من خلالها أوباما مع احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي لتلك الأزمة النووية الإيراني، التي لطالما شكلت صداعاً بالنسبة إلى الغرب.

وقال إليوت أبرامز، وهو مستشار بارز سابق في شؤون الشرق الأوسط إبان فترة حكم الرئيس جورج بوش، وأحد أبرز المنتقدين للرئيس أوباما، quot;الإدارة تقول أحكموا علينا بالنظر إلى مدى فعالية العقوبات التي نفرضها. والسؤال الآن هو: ما عدد أجهزة الطرد المركزي، التي باتت تمتلكها إيران حالياً مقارنةً بعددها في العام 2009؟quot;.