مقاتلون من الجيش السوري الحر في حلب

تدور اشتباكات غير مسبوقة في مدينة حلب، حيث أعلن مقاتلو المعارضة الخميس بدء هجوم quot;حاسمquot;، فيما تقوم القوات النظامية السورية باقتحام أحياء يسيطر عليها المعارضون في دمشق.


بيروت: تقوم القوات النظامية السورية باقتحام احياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شمال العاصمة دمشق في هجوم تتخلله اعتقالات وتدمير منازل، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وقال المرصد إن quot;القوات النظامية تقوم باقتحام احياء برزة وجوبر والقابون في مدينة دمشقquot; مشيرًا الى أن هذه العملية quot;رافقها قطع للطرق المؤدية للحي وعمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات طالت اعدادًا من المواطنين في حي برزةquot;. كما اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية التي تضم شبكة من الناشطين المناهضين للنظام عن quot;حملة أمنية وعسكرية كبيرةquot; على هذه الاحياء الثلاثة.

وافادت الهيئة في بيان عن quot;حملة أمنية وعسكرية كبيرة على احياء جوبر والقابون وبرزة شمال دمشق ابتدأت امس (الخميس) في حيي جوبر والقابون ويتم استكمالها اليومquot;، مشيرة الى أن الحملة quot;شملت اقتحامات وتفتيشالبيوت واعتقالات طالت بعض الشباب، كما سجلت حالات سرقة وتخريب للبيوت والمحال التجاريةquot;.

من جهتها اعلنت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن quot;قوات النظام تقتحم حي برزة بعدد كبير من الجنود وانتشار للدبابات على مفارق الحي وتشن حملة اعتقالات ومداهمات عشوائية طالت عددًا من الشبان وسرقة ونهب للمحال التجارية وسط اطلاق نار كثيف لارهاب الاهاليquot;.

واكد النظام مراراً على quot;تطهيرquot; العاصمة من quot;الارهابيينquot; لكن المعارك لم تتوقف بين الجنود ومقاتلي المعارضة على الرغم من التفوق العددي للقوات النظامية. وشهدت دمشق الخميس هجومًا استهدف مقر هيئة الاركان العامة وتبناه quot;تجمع انصار الاسلام-دمشق وريفهاquot; وquot;جبهة النصرةquot;، ما ادى الى مقتل اربعة حراس.

تظاهرات في حلب ومناطق سورية مختلفة رغم العنف

وشهدت مناطق عدة في سوريا الجمعة تظاهرات في quot;جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحرquot;، لا سيما في حلب (شمال) التي تدور فيها معارك عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد quot;خرجت احياء الفردوس وبستان القصر والانصاري والاشرفية والسكري والفرقان وباب قنسرين والمعادي والشعار والقاطرجي وحلب الجديدةquot; في تظاهرات اسبوعية مناهضة للنظام، ومطالبة بتوحيد المجموعات المقاتلة المعارضة له التي تفتقر لهيكلية واضحة.

وبث ناشطون على شبكة الانترنت شريطا لتظاهرة في حي بستان القصر (جنوب غرب)، هتف المشاركون فيها عبارات داعمة لحي صلاح الدين (شرق) الذي يتعرض للقصف.

وردد المتظاهرون عبارات منها quot;صلاح الدين نحنا رجالك للموتquot; وquot;صلاح الدين جايي التحريرquot;. كما شملت التظاهرات بلدات عدة في ريف حلب، منها الابزمو التي بث ناشطون على الانترنت شريطا يظهر متظاهرين يرددون عبارة quot;الجيش الحر الله يحميكquot;.

وشهدت بلدات عدة في ريف دمشق ومحافظة حماة (وسط) وادلب (شمال غرب) والحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب) تظاهرات مماثلة. كذلك بث ناشطون شريطا لتظاهرة في بلدة سرمدا بريف ادلب، ردد فيها المتظاهرون عبارة quot;خافوا الله يا عرب، يا عرب خذلتوناquot;، وquot;هذا يردد هذا يدين، وبالقصة مانن (ليسوا) عارفينquot;. وفي كفر زيتا في حماة، ردد المتظاهرون بحماسة عبارة quot;الله محيي الجيش الحرquot; خلال تظاهرات الجمعة.

وشهدت حلب الجمعة معارك quot;غير مسبوقةquot; وquot;على جبهات عدةquot; بحسب ما افاد سكان والمرصد، غداة اعلان مقاتلين معارضين شن هجوم quot;حاسمquot; على القوات النظامية في المدينة.

وأكد مصدر عسكري أن معارك عنيفة اندلعت فجراً في احياء العرقوب وميسلون (شرق) على مدى ساعات عدة. واشار المصدر الى أن مقاتلي المعارضة حاولوا quot;مرات عدةquot; مساء الخميس ومن جبهات عدة اقتحام ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة الا أنهم لم ينجحوا في ذلك. ويغطي الدخان الأبيض الناتج عن القصف والمعارك المدينة الواقعة في شمال سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان إن quot;المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميسquot;، مضيفًا أنه quot;في السابق كانت المواجهات تجري في شارع أو شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الآن على عدة جبهاتquot;.

كما افاد سكان في احياء في وسط المدينة يسيطر عليها النظام وكانت حتى الآن بمنأى من اعمال العنف مثل السليمانية وسيد علي، عن اطلاق نار quot;غير مسبوقquot;. وقال زياد (30 عامًا) المقيم في السليمانية متحدثًا لوكالة فرانس برس إن quot;المواجهات لم تتوقف، وكذلك اطلاق النار، الجميع كان مذعورًا. لم يسبق أن سمعت ما يشبه ذلك من قبلquot;.

وقال المرصد والسكان إن هذه الاحياء تعرضت لقصف بقذائف الهاون بكثافة غير مسبوقة من قبل مقاتلي المعارضة. وقال احد السكان طالبًا عدم كشف اسمه quot;هذه المرة الاولى أرى ذلك في السيد علي. عادة نسمع طلقتين أو ثلاث طلقات، لكن الامر هذه الليلة كان غير مسبوقquot;.

واشار الى أن قذيفة هاون ادت الى مقتل quot;اربعة اشخاص من عائلة واحدة في سيد علي: رجل في الـ70 من العمر، زوجان وطفلهماquot;. واشار الى أن السكان حاولوا نقلهم الى المستشفى لكنهم كانوا قد فارقوا الحياة.

وروى الشاهد quot;كان المشهد مروعًا في الشارع. الناس كانوا يهرعون نحو الموقع الذي تعرض للقصف وحاولوا مساعدة الجرحى. كان ثمة اطفال وعائلاتquot;. كذلك اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى أن قذائف قتلت الخميس خمسة اشخاص في هذا الحي بينهم اربعة اطفال.

كما تتعرض الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شرقًا لقصف متواصل منذ الخميس من قبل القوات النظامية. وقال المراسل إن عمليات القصف في هذه المناطق يليها اطلاق نار بالاسلحة الرشاشة بشكل شبه متواصل. وقتل مدني الجمعة في قصف طال حي المرجة (جنوب شرق) بحسب المرصد.

ومنذ التقدم الكبير الذي حققوه نهاية تموز (يوليو) بعيد اندلاع المعارك في العاصمة الاقتصادية للبلاد، لم ينفذ مقاتلو المعارضة أي عملية واسعة النطاق في حلب خصوصًا بسبب نقص العتاد بمواجهة القوة النارية لقوات النظام.

وبعد ظهر الخميس، أعلنت مجموعة مقاتلة بارزة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بدء هجوم حاسم في حلب بعد ظهر الخميس الذي شهد هجمات واشتباكات في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية في كبرى مدن شمال سوريا وريفها.

وقال ابو فرات الضابط المنشق وأحد قادة لواء التوحيد المعارض الاكبر في المدينة لوكالة فرانس برس: quot;هذا المساء، اما أن تكون حلب لنا أو نهزمquot;. وذكر المرصد السوري أن quot;اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية في احياء الاذاعة وسيف الدولة واحياء أخرى في مدينة حلب يشارك فيها مئات المقاتلينquot;.

وبقيت حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا لفترة طويلة في منأى عن النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرًا، لكنها تشهد منذ 20 تموز/يوليو الماضي معارك حقق بنتيجتها المقاتلون خروقات مهمة، لينكفئوا بعدها الى الدفاع عن مواقعهم في وجه قوة نيران كثيفة للقوات النظامية مدعومة من سلاح الطيران.

تفجير أنبوب للنفط

كما اقدم مجهولون على تفجير انبوب للنفط في منطقة ام مدفع في جنوب الحسكة (شمال شرق)، في عملية ترافقت مع خطف مدير محطة تل البيضا لضخ النفط، بحسب المرصد. وشملت العمليات العسكرية دمشق وريفها ومحافظات ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) ودرعا (جنوب) واللاذقية (غرب)، وأدت الى سقوط 59 قتيلاً الخميس بحسب المرصد.

من جهة أخرى، تبنت quot;جبهة النصرةquot; الاسلامية المتطرفة الخميس التفجيرين اللذين استهدفا الاربعاء مقر هيئة الاركان العامة في دمشق، واوقعا 14 قتيلاً، بحسب المرصد مع الاشتباكات التي تلتهما، لتصبح بذلك ثاني مجموعة اسلامية تتبنى العملية علنًا بعد quot;تجمع انصار الاسلام-دمشق وريفهاquot;.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ومتحدث باسم الجيش السوري الحر في محافظة دمشق افادا أن اربع مجموعات بينها تجمع انصار الاسلام شاركت في العملية.

في هذا الوقت، دعا ناشطون عبر الانترنت الى المشاركة اليوم الجمعة في التظاهرات الاسبوعية المناهضة للنظام تحت شعار quot;جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحرquot;. وتفتقر المجموعات المقاتلة ضد قوات النظام في سوريا للتنسيق في ما بينها ولهيكلية واضحة.

وتشهد مختلف المدن والمناطق السورية منذ منتصف آذار (مارس) 2011 تظاهرات مطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد. وبدأت الاحتجاجات سلمية قبل ان تتحول الى نزاع مسلح مع استخدام النظام القوة المفرطة لقمع المعارضة. وحصد هذا النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا اكثر من 30 الف قتيل، بحسب المرصد.