اعتبر مراقبون أن دعوة الشيخ حمد تشكل تحديًا مباشرًا لتحرك الأمم المتحدة من أجل إنهاء الأزمة السورية عن طريق المفاوضات. ورأى مسؤول أميركي أن المقترح القطري قد يكون جزءًا من خطة بديلة للتدخل الدولي.

باراك أوباما (يمين) وأمير قطر

إعداد عبد الاله مجيد: دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الدول العربية الى اقامة ائتلاف سياسي وعسكري للتدخل في سوريا من أجل إنهاء سفك الدماء.

واعلن الشيخ حمد امام زعماء العالم، الذين حضروا بدء اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء quot;انه من الأولى والأجدر ان تتدخل الدول العربية نفسها انطلاقا من واجبها القومي والانساني سياسيًا وعسكريا لوقف نزيف الدم السوري وضمان الانتقال السلمي للسلطةquot;.

واعتبر مراقبون ان دعوة الشيخ حمد تشكل تحديًا مباشرًا لتحرك الأمم المتحدة من اجل انهاء الأزمة السورية عن طريق المفاوضات.

وقال امير قطر في خطابه quot;لقد سلكنا كل السبل لإخراج سوريا من دائرة العنف والقتل، ولكن من دون جدوى. إذ فشل مجلس الأمن في الاتفاق على موقف فاعلquot;.

ولاحظ مراقبون ان ادارة اوباما استقبلت نداء الشيخ حمد بفتور، مشيرين الى انه يأتي في اطار تحرك قطري أوسع يدفع باتجاه التدخل في سوريا، على أمل اقناع الولايات المتحدة والقوى الاوروبية في نهاية المطاف بالمشاركة في اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة العسكرية، ربما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وكان المسؤولون الاميركيون أوضحوا ان الولايات المتحدة لا تؤيد الحل العسكري للأزمة، وانه من المستبعد ان تقدم اسنادا عسكريا لأية قوة تدخل عربية. وما زال المسؤولون الاميركيون ينظرون الى المعارضة السورية على انها معارضة متشظية، والى النظام السوري على انه ما زال قويًا بما فيه الكفاية للبقاء في السلطة بعض الوقت.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول اميركي رفيع طلب عدم ذكر اسمه quot;نحن جعلنا رأينا واضحًا في الوقت الحاضر بشأن قضية التدخل العسكري واقامة مناطق حظر جويquot;. واضاف المسؤول الاميركي ان المقترح القطري قد يكون جزءًا من خطة بديلة للتدخل الدولي.

وتابع المسؤول ان القطريين بحثوا ذلك في السابق quot;وطرحوه كاحتمال او امكانية تكون متاحة في الوقت المناسب وفي الظروف المناسبة، ونحن بطبيعة الحال لم نستبعد شيئا من الطاولة، ولكننا كنا واضحين بأننا نرى ان التدخل العسكري الخارجي الآن سيكون ضرره أكبر من نفعهquot;.

وقال الشيخ حمد في كلمته ان للدول العربية سابقة مماثلة للعمل العسكري، الذي يقترحه عندما تدخلت قوات الردع العربية في لبنان خلال الحرب الاهلية عام 1976 وكانت خطوة اثبت جدواها.

ودعا امير قطر quot;كل الدول المؤمنة بقضية الشعب السوري للمساهمة في تقديم كل انواع الدعم لهذا الشعب لتحقيق مطالبه المشروعةquot;. لكن محللين أكدوا انه من دون دعم الولايات المتحدة فإن فرص تنفيذ المشروع القطري تبقى ضئيلة، وانه من المستبعد ان تُحشد قوة عربية لخوض حرب مع واحد من اقوى جيوش المنطقة، وخاصة جيش مدعوم بقوة من ايران وروسيا.

جاءت كلمة امير قطر بعد ساعات على مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الأخرى الى الامتناع عن التدخل في النزاع، ودعم جهود مبعوثه الخاص الأخضر الابراهيمي لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية. وقال بان quot;علينا ان نوقف العنف وتدفق السلاح الى الطرفين، ونطلق عملية انتقال بقيادة سوريةquot;.

وبدا ان كلمات بان موجّهة الى الدول التي تدعم اطراف النزاع، بما فيها قطر ودول خليجية أخرى، افادت تقارير انها تسلح المعارضة السورية، وروسيا وايران اللتين تدعمان نظام الأسد.

ومن المتوقع ان تقترح وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون زيادة المساعدة الاميركية لفصائل المعارضة السورية حين تجتمع يوم الجمعة مع ناشطين ودبلوماسيين من مجموعة اصدقاء سوريا، التي تدعم الانتقال الديمقراطي في سوريا، كما قال المسؤول الاميركي لصحيفة واشنطن بوست. وسيركز اجتماع المجموعة المقبل على توحيد المعارضة السياسية في الداخل والخارج.

وأكد المسؤول الاميركي ان كلينتون اعربت خلال اجتماعها مع الابراهيمي يوم الثلاثاء عن دعم الولايات المتحدة لطريقته في التعامل مع الأزمة السورية بالتأني في اقتراح أي خطة سلام دولية جديدة بعد فشل خطة السلام التي اقترحها سلفه كوفي انان.

وقال المسؤول الاميركي quot;نحن نعتقد ، كما يعتقد الابراهيمي، بأنه ما زال هناك مجال لتحقيق انتقال عن طريق المفاوضاتquot; يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية وفي النهاية الى quot;سوريا جديدةquot;. واضاف ان الايراهيمي quot;لا يعتقد ان ذلك سيتحقق غدا أو في الاسبوع المقبلquot;.