بعدإخفاء الخبر ما يزيد عن ستة أسابيع، أعلنت عائلة الصحافي الأميركي جيمس فولي أن ابنها خطف في 22 تشرين الثاني، في شمال سوريا حيث كان يقوم بتغطية الأحداث هناك.


باريس: اعلنت عائلة صحافي اميركي مستقل قدم في الاشهر الاخيرة تحقيقات لوكالة فرانس برس عن الحرب في سوريا، أن الصحافي خطف في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) في شمال هذا البلد.
وجيمس فولي (39 عامًا) مراسل حرب محنك جداً قام بتغطية ابرز النزاعات في السنوات الاخيرة. وحتى عشية اختفائه، قدم لفرانس برس تسجيلات فيديو من محافظة ادلب في شمال غرب سوريا.
وتفيد شهادات جمعتها فرانس برس أنه اوقف في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) قرب مدينة تفتناز من قبل اربعة رجال مسلحين برشاشات كلاشنيكوف، افرجوا بعد ذلك عن سائقه ومترجمه.

ومنذ ذلك الوقت لم تصل الى عائلته أي اخبار عنه.
ويعمل جيمس فولي ايضًا للموقع الاميركي غلوبال بوست المتخصص بالاخبار الدولية، كما يعمل لصالح شبكات تلفزيونية اميركية كبرى.
وكانت عائلة جيمس فولي طلبت التكتم على خطفه حتى الآن على امل أن يسمح ذلك بتعزيز الجهود لاطلاق سراحه.

لكنها قررت الاربعاء وبعد ستة اسابيع على تعرضه للخطف اعلان ذلك.
وقال جون فولي والد جيمس فولي في بيان quot;نريد أن يعود جيم بسلام الى المنزل أو نحتاج على الاقل الى التحدث اليه لنعرف إن كان في صحة جيدةquot;. واضاف أن quot;جيم صحافي موضوعي وندعو الى اطلاق سراحه سالمًاquot;.
ووجه نداء الى quot;الذين لديهم جيم، ارجوكم اتصلوا بنا لنعمل معًا من اجل اطلاق سراحهquot;.
من جهته، قال مايكل فولي شقيق جيمس فولي quot;إنه وضع رهيب للعائلات التي تشعر بالعجزquot; في مواجهة ذلك. واضاف quot;انه امر صعب لوالديّ خصوصاً أنهما اضطرا الشهر الماضي للامتناع عن قول أي شيء عن الوضعquot;.

واضاف quot;مع ذلك، نبقى متفائلين. انني واثق من أن الخاطفين سيتخذون القرارات الصائبة وسيفرجون عن هذا الصحافي البريء والمحايدquot;.
ولعائلة فولي موقع على الانترنت وصفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي خصصا لإبنها المخطوف.
وعلى هذا الموقع نشرت العائلة صوراً لإبنها المخطوف. ويظهر جيمس فولي في هذه الصور اثناء تحقيقات قام بها في الشرق الاوسط. والموقع مزود ايضاً بعداد للايام التي قضاها الصحافي في الاسر وقد بلغت حتى الاربعاء 41 يومًا، اضافة الى عريضة تطالب بالافراج عنه يمكن لمتصفحي الموقع التوقيع عليها.
واكدت الخارجية الاميركية بلسان المتحدثة باسمها فيكتوريا نولاند أنها على علم بخطف جيمس فولي، الا انها لم تعطِ أي معلومات بشأن الجهود التي تبذلها واشنطن لمحاولة اطلاق سراحه.

واوضحت نولاند أن الولايات المتحدة في هذه الحالات لديها quot;عدد من المسارات التي نحاول سلوكهاquot;. وقالت quot;نوجه نداءاتنا الخاصة عبر قنوات متعددة وبعضها يملك تأثيراً مباشرًا على النظام السوري، للحصول على معلوماتquot;.
واشارت الى أن واشنطن تستخدم ايضًا quot;اتصالاتها مع المعارضة باوسع طريقة ممكنةquot; لمحاولة جمع المعلومات.
وقالت نولاند quot;ثمة دوافع سياسية في بعض الاحيان، لكن هناك احيانًا دوافع مالية اكثرquot;.

وكان جيمس فولي اوقف في ليبيا في 2011 لمدة 43 يومًا من قبل نظام معمر القذافي.
وقد توجه اليها للعمل لحساب غلوبال بوست التي بذلت جهودًا شاقة للتوصل الى اطلاق سراحه وتقف اليوم الى جانب عائلته في هذه المحنة الجديدة.
ولم تتبنَّ أي جهة خطف الصحافي الذي قد يكون تم على ايدي مجموعات اجرامية أو اسلاميين متطرفين أو منظمات قريبة من السلطة في سوريا.
وكان صحافي اميركي من شبكة ان بي سي يدعى ريتشارد اينغيل خطف في سوريا مع فريقه الكامل لخمسة ايام قبل أن يتم اطلاق سراحه في 18 كانون الاول/ديسمبر بعد تبادل لاطلاق النار بين خاطفيه ومجموعة من مقاتلي المعارضة.

وقد اكد هذا المراسل الاميركي أنه كان محتجزًا مع زملائه لدى مؤيدين لنظام الرئيس بشار الاسد.
وتسيطر مجموعات مسلحة على جزء كبير من شمال سوريا. وهذه المناطق التي باتت خارجة عن سيطرة النظام، تخضع لهؤلاء المسلحين في الجيش السوري الحر أو لمقاتلين اسلاميين جاء بعضهم من دول أخرى.
وقد عملت وكالة فرانس برس التي تتضامن مع فولي وعائلته، منذ البداية للتوصل الى الافراج عنه.

وقال رئيس مجلس ادارة الوكالة ايمانويل هوغ: quot;نحن على تواصل دائم مع عائلة الصحافي واقربائه ونضاعف الاتصالات ونتخذ كل الاجراءات التي يمكن ان تساعد على الافراج عنهquot;.
واضاف أنه quot;صحافي مهني التزم الحياد الكامل في هذا النزاع وعلى خاطفيه، اياً كانوا، اطلاق سراحه فوراًquot;.
ومنذ نهاية آذار/مارس 2012 مد فولي فرانس برس بحوالي ثلاثين ريبورتاج فيديو.