تستمر العمليات العسكرية في سوريا بوتيرة تصعيدية مع محاولات لقوات النظام والمعارضة المسلحة تحقيق نقاط على الارض، فيما أعلن الموفد الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن لديه مقترحًا يمكن أن يتبناه المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة في سوريا محذرًا من أن الوضع في هذا البلد quot;سيىء جدًا جدًا ويتفاقم كل يومquot;.


القاهرة: رغم عدم بروز أي أفق للحل نتيجة المحادثات التي اجراها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في روسيا خلال اليومين الماضيين وقبلها في دمشق مع الرئيس بشار الاسد، فقد اعلن موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية من القاهرة الاحد أن لديه quot;مقترحًا للحلquot; قد يحظى بموافقة الجميع.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الوضع في سوريا quot;سيىء جدًا جداً ويتفاقم كل يومquot;. واضاف quot;اذا كان خمسون الفًا قتلوا خلال ما يقرب من عامين فإن الازمة اذا استمرت لا قدر الله سنة أخرى سيقتل 100 الفquot;، مجددًا التحذير من أنه quot;اما الحل السياسي أو الجحيمquot;.

وقال الابراهيمي إن لديه quot;مقترحًاquot; للخروج من الازمة السورية quot;يمكن أن يتبناه المجتمع الدوليquot;، موضحًا أن هذا المقترح يستند الى اعلان جنيف الصادر في حزيران/يونيو 2012، وأنه أجرى محادثات بشأنه في سوريا ومع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة هيلاري كلينتون.

واضاف أن هذا المقترح quot;يتضمن وقف اطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي الى انتخابات إما رئاسية أو برلمانية وارجح أن تكون برلمانية لأن السوريين سيرفضون النظام الرئاسيquot;. واضاف أنه اما أن يتم التوصل الى quot;حل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق له طموحاته وحقوقه المشروعة أو تتحول سوريا الى جحيم، سوريا لن يتم تقسيمها بل ستحدث صوملة وسيكون هناك امراء حرب في سورياquot;.

وكانت موسكو اعتبرت السبت أن التوصل الى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا لا يزال ممكنًا، مشيرة في الوقت نفسه الى تعذر اقناع الرئيس بشار الاسد بالتنحي عن السلطة. ونص اتفاق جنيف الذي توصلت اليه quot;مجموعة العمل حول سورياquot; (الدول الخمس الكبرى وتركيا والجامعة العربية) برعاية الموفد الدولي السابق الى سوريا كوفي انان في حزيران (يونيو)، على تشكيل حكومة انتقالية وبدء حوار من دون أن يأتي على ذكر تنحي الاسد.

على الارض، احرز مقاتلو المعارضة تقدمًا في معركتهم للسيطرة على مركز الحامدية العسكري جنوب مدينة معرة النعمان في شمال غرب سوريا، في وقت تستمر الاشتباكات العنيفة في محيط معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان، آخر اكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان الاحد إن quot;مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب اخرى مقاتلة تمكنوا ليل امس من الاستيلاء على حاجزين عند مداخلquot; مركز الحامدية، وهو عبارة عن تجمع عناصر وآليات للقوات النظامية، مشيرًا الى استمرار الاشتباكات داخل المركز الاحد. وقال المرصد إن مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) وقرى محيطة بها تعرضت للقصف براجمات الصواريخ.

وبعد استيلائهم على معرة النعمان الواقعة على الطريق السريع بين دمشق وحلب (شمال)، تمكن مقاتلو المعارضة من اعاقة وصول الامدادات الى القوات النظامية في مدينة حلب التي تدور فيها معارك يومية منذ تموز/يوليو. وهم يحاصرون وادي الضيف القريب من معرة النعمان منذ ذلك الوقت ويحاولون دخوله للحؤول دون تمكن قوات النظام من اعادة فتح هذه الطريق.

في المقابل، تركز القوات النظامية عملياتها في منطقة ريف دمشق وفي حمص في وسط البلاد بعد أن تمكنت السبت من دخول حي دير بعلبة في المدينة والذي كانت تحاصره مع احياء أخرى منذ اشهر طويلة. فقد افاد المرصد السوري صباح الاحد عن تعرض حي الخالدية لقصف من القوات النظامية، تزامن مع اشتباكات في حي جورة الشياح، وهما من الاحياء المحاصرة في المدينة.

وتمكنت القوات النظامية من دخول حي دير بعلبة الذي كان تحت الحصار ايضاً، بعد أن اجبرت معظم المجموعات المعارضة المسلحة على الانسحاب منه. وافاد المرصد وناشطون عن العثور مساء السبت على عشرات القتلى في الحي من دون أن تتضح ظروف مقتلهم. واصدر المكتب الاعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بيانًا الاحد تحدث فيه عن quot;مجزرة جديدةquot;.

وجاء في البيان quot;قامت قوات الأسد والشبيحة بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر بعد عملية استمرت عدة أيام في أحياء حمص القديمة وفي حي دير بعلبة على وجه الخصوص بمجزرة جديدةquot;، مشيرًا الى سقوط quot;220 شهيدًا من الأطفال والنساء والرجالquot;. لكن المرصد السوري يرفض تأكيد هذا الرقم أو اعطاء اي حصيلة بسبب quot;تعذر توثيق اسماء القتلى نتيجة انقطاع الاتصالاتquot;. وقد أشار إلى أنّ بين القتلى مدنيين ومقاتلين.

واعلن الائتلاف انه سيدعو الى quot;انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن واتخاذ موقف حازم ونهائي يوقف جرائم النظام بحق السوريين وتجريم كل من يدعمه بالسلاح والمال والخبرة والمقاتلينquot;. كما دعا quot;المجتمع الدولي للوفاء بوعوده وامداد الجيش الحر والثوار بكافة الوسائل التي تمكنه من الدفاع عن المدنيين الأبرياءquot;.

من جهة ثانية، نفذت طائرات حربية الاحد غارات جوية على عدد من البلدات والمدن في ريف دمشق، في وقت وصلت تعزيزات اضافية للقوات النظامية الى مدينة داريا التي تتواجد هذه القوات في قسم منها ومقاتلو المعارضة في القسم الآخر.

في محافظة حماة (وسط)، قتل سبعة اشخاص الاحد في قصف من قوات النظام على بلدة كفرنبودة، وبين القتلى ثلاثة اطفال. وذكر الاعلام الرسمي السوري أن قوات الجيش تواصل عملياتها ضد quot;الارهابيينquot;. واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot; أن quot;مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت اليوم مدير أوقاف الرقة (شمال) عبد الله الصالح أمام منزله في حي الدرعية في مدينة الرقةquot;.

ونقلت عن مصدر مسؤول أن quot;ارهابيين أطلقوا عدة طلقات نارية على الشهيد الصالح استقرت احداها فى رأسهquot;، مدرجة ذلك quot;في اطار استهداف الكفاءات الوطنيةquot;. وقال المرصد السوري إن الصالح كان من الموالين للنظام السوري.

وقتل في اعمال العنف السبت في مناطق مختلفة من البلاد 180 شخصًا هم 91 مدنيًا و54 عنصرًا من قوات النظام و35 مقاتلاً معارضًا، بحسب المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا.