في حوار شامل مع صحيفة تلغراف البريطانية، أكد دافيد كاميرون أنه سيستمر حتى نهاية ولايته، إن فاز في الانتخابات المقررة في العام 2015، وأنه يسعى إلى قانون يرحل الارهابيين المشتبه فيهم فورًا عن بريطانيا.

القاهرة: أكد دافيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، أنه لا يفكر الآن في نهاية فترة ولايته، بل كل ما يشغل باله في الوقت الحالي هو عدد المشكلات التي لم تُحَل حتى الآن.
أضاف كاميرون، في مقابلة مع صحيفة صنداي تلغراف البريطانية خلال توجهه إلى شمال غرب بريطانيا، في مسعى للتأكيد على جديته بخصوص إحداث توازن في الشأن الاقتصادي بين الشمال والجنوب، quot;أن المراجعة التي سينشرها الائتلاف الحكومي في بريطانيا يوم غد بخصوص منتصف فترة ولاية الحكومة متعلقة بالمناطق الجديدة التي تحتاج لإصلاح على المدى البعيد، لتجهيز البلاد للتحديات الحديثة، كالتأكد من وجود طريقة جديدة لدفع الأموال لبناء الطرقquot;.
وتابع قائلًا: quot;باتت الطرق التي تعتبر شرايين اقتصادنا مكسوة بالاختناقات المرورية ونقص السعة لبناء طرق جديدة، وهناك تحد آخر كبير يمثل أمامنا على المدى البعيد، يتعلق بالتأكد من وجود نظام معاشات بسيط، يدفع أموالًا كي يدخرها المواطن خلال حياته العمليةquot;.
إصلاحات لازمة
تطرق كاميرون إلى مسألة العناية بكبار السن والذين يعانون من الخرف، باعتبارها جانبًا آخر يحتاج إلى إصلاح على المدى البعيد، مضيفًا أن هناك تحديات كبرى من المتوقع أن يتم التطرق إليها في دورة البرلمان المقبلة.
ولم يبالغ كاميرون في مسألة التقارب بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار، وعبر عن إحباطه تحديدًا من وتيرة التغيير الحاصل في إصلاح قطاع الهجرة، وهو أحد المواضيع التي تثير خلافًا عميقًا بين الجانبين.
وتحدث كاميرون عن عاصفة الغضب التي حصلت نتيجة تخفيضات إعانة الطفل ومئات الآلاف من المستفيدين الحاليين، الذين لم يتم تنبيههم حتى الآن بشكل شخصي من جانب إدارة الإيرادات والجمارك بخصوص التغيير الذي تم تطبيقه.
باقٍ حتى النهاية
نادرًا ما يتحدث كاميرون علانيةً عن مستقبله السياسي أو خططه للفترة المقبلة. فقد اكتفى بالقول: quot;ليس لدي أي خطط في ما يتعلق بهذا الأمر، لكن هناك الكثير من الأمور التي نحتاج للقيام بها على أكمل وجه، وأشعر أن خارطة الطريق الموجودة أمامي بحاجة للكثير من الإصلاحquot;.
ومضت الصحيفة تقول إن كاميرون يرغب في إكمال مدته رئيسًا للحكومة، إذا فاز بالانتخابات المقررة في العام 2015، بخلاف ما فعله توني بلير في العام 2005، الذي استقال بعدها بعامين. وأوردت عنه الصحيفة قوله: quot;نعم، أريد أن أناضل في الانتخابات المقبلة وأن أفوز بها وأن أكمل المدة كلها، هذا ما أريدهquot;.
أضاف: quot;في كثير من الأحيان، أقول للمحافظين توقفوا عن الشكوى من الأمور التي لم نفعلها، وانظروا للأشياء التي فعلناها وما زلنا نفعلها. فهذه أجندة إصلاح كبيرة، وهذا أمر كفيل بجعلنا جميعًا مشغولين، وتلك هي الطريقة التي تسير بها الأمورquot;.
جاء إعلان كاميرون هذا ليلقي الضوء على طموح المرشحين حاليًا لخلافته، وهم بوريس جونسون ومايكل غوف وفيليب هاموند وجورج أوزبورن وغرانت شابس. وإن فاز المحافظون في انتخابات العام 2015، لن يكون لدى كاميرون أي نية على الإطلاق للانتظار عامين ومن ثم التقاعد.
ترحيلهم اولًا
يتوقع أن يلقي كاميرون خطابًا بنهاية الشهر الجاري حول الوضع في أوروبا. وقد قال للصحيفة: quot;الكل يعرف أن لبريطانيا دوراً تقوم به في أوروبا، فنحن بلد تجاري بحاجة للوصول إلى الأسواق الأوروبية، كما نحن بحاجة لأن يكون لنا رأي في سبيل تطور تلك الأسواق، لكننا غير سعداء بالعلاقات بيننا في الوقت الراهن، وهو ما نريد أن نغيّرهquot;.
ثم تطرق إلى قضية أبو قتادة، وإلى الاستخدام المزعج للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، فقال: quot;سئمت رؤية الإرهابيين المشتبه بهم وهم يعبثون بالنظام من خلال تقدمهم بمناشدات عديدة، وأنا مهتم بسياسة ترحيل المتهمين أولًا، ومن ثم يكون بمقدور المشتبه فيهم أن يستأنفوا الأحكام في وقت لاحقquot;.
وختم كاميرون حديثه المطول مع الصحيفة بالقول: quot; السؤال الأبرز في الانتخابات هو: هل تريدون تسليم المفاتيح مرة أخرى إلى الناس الذين سبق لهم تحطيم السيارة؟quot;.