دمشق: وزعت الحكومة السورية الاربعاء المهمات على اعضائها لتطبيق اقتراح الحل السياسي الذي عرضه الرئيس بشار الاسد في خطاب الاحد لحل الازمة المستمرة في البلاد منذ 21 شهرا، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) اليوم.
وقالت الوكالة ان مجلس الوزراء quot;اقر البرنامج السياسي لحل الازمة في سوريا الذي يوضح المهام التي تعمل الحكومة السورية على انجازها لحين اعتماد الميثاق الوطني من قبل الشعبquot;.
وكان الاسد قال في خطابه الاحد، وهو الاول المباشر له منذ سبعة اشهر، ان الحكومة القائمة ستدعو الى مؤتمر وطني للوصول الى ميثاق وطني جديد يعرض على استفتاء، قبل تشكيل حكومة موسعة تتولى اجراء انتخابات برلمانية جديدة.
وكلفت الحكومة الاربعاء quot;وزارة الخارجية والمغتربين باجراء الاتصالات الاقليمية والدولية لتوضيح البرنامج والدعوة لتأييده والتشاور حول الآلية التي يمكن تطبيقها لمراقبة تنفيذ بنوده وخاصة مراقبة الحدودquot;.
وفي النقطة الاولى من الاقتراح، قال الاسد ان الاولوية هي التزام الدول الاقليمية والدولية وقف quot;تمويل وتسليح وايواء المسلحينquot; قبل وقف العمليات العسكرية للقوات النظامية السورية التي تحتفظ بحق الرد.
ودعا المجلس المجتمع الدولي الى تأييد اقتراح الاسد quot;والعمل على مكافحة الارهاب بكل اشكاله والالتزام بتنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بما فيها حظر توريد السلاح للمجموعات الارهابية والتوقف عن دعمها ماديا وسياسيا واعلامياquot;.
ويتهم النظام السوري دولا غربية واقليمية بدعم المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية على الارض، والذين يستخدم وصف quot;الارهابيينquot; في الاشارة اليهم.
كما اعلن المجلس عن تشكيل فريق عمل وزاري quot;لتنفيذ ما يترتب على الحكومة في البرنامج السياسي لحل الازمة في سورياquot;.
ورفضت اطراف سورية معارضة في الداخل والخارج اقتراح الرئيس السوري، مجددة رفضها اي حوار قبل تنحيه.
المقاتلون السوريون المعارضون يسيطرون على مساحات واسعة من مطار عسكري شمال غرب سوريا
من جهة ثانية سيطر مقاتلون سوريون معارضون الاربعاء على مساحات واسعة في مطار عسكري في شمال غرب سوريا يحاصرونه منذ فترة ويهاجمونه في محاولة للاستيلاء عليه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني بعد ظهر اليوم quot;لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة واحرار الشام والطليعة الاسلامية داخل مطار تفتناز العسكري بعدما استطاع المقاتلون اجتياز اسوار المطار والاستيلاء على مساحات واسعة منه واعطاب عدد من المروحياتquot;.
واشار المرصد الى ان القوات النظامية ردت بقصف quot;المطار والمناطق المحيطة بهquot;، والواقع في محافظة ادلب.
من جهته، ابلغ مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس ان المقاتلين شنوا اليوم هجموما عنيفا على المطار، مشيرا الى ان quot;الطيران والمدفعية ساندا عناصر حماية المطار حيث تم تدمير ثلاث دبابات كانت بحوزة المسلحينquot;.
واوضح ان هذا الهجوم تلا هجوما آخر شنه المقاتلون ليل الثلاثاء quot;اسفر عن مقتل عدد منهم وتدمير دبابة كانت بحوزتهمquot;، مشيرا الى ان quot;الطيران السوري ساند وحدة حماية المطار في صد الهجوم الذي دام لنحو ثلاث ساعاتquot;.
وافاد سكان في البلدة فرانس برس ان quot;حشودا كبيرةquot; من المقاتلين تتواجد في المناطق المحيطة بالمطار، وان quot;الطيران والمدفعية قصفا بلدتي تفتناز وطعومquot; في ريف ادلب.
كذلك، افاد المرصد عن اشتباكات في محيط مطارات كويرس ومنغ والنيرب في ريف محافظة حلب (شمال)، والتي يحاصرها المقاتلون المعارضون كذلك منذ فترة.
وفي مدينة حلب، قتل تسعة اشخاص الاربعاء جراء اعمال قصف وقنص في مناطق عدة من المدينة التي تشهد معارك يومية منذ نحو ستة اشهر.
وفي ريف دمشق، قتل شخصان اثر سقوط قذيفة هاون على مدينة جرمانا (جنوب شرق)، بينما استمرت الاشتباكات واعمال القصف في مناطق عدة محيطة بدمشق، لا سيمها منها دوما (جنوب غرب)، التي تحاول القوات النظامية منذ فترة استكمال السيطرة عليها.
وفي مدينة دمشق، قال المرصد ان مسلحين مجهولين quot;اغتالوا المحامي حاتم ديب اثر اطلاق الرصاص عليه داخل مكتبه في منطقة عين الكرش (وسط دمشق) ليل الثلاثاءquot;.
من جهتها، اشارت سانا الى مقتل المحامي، محملة quot;مجموعة ارهابية مسلحةquot; المسؤولية عن الامر، وذلك في quot;اطار استهدافها للكوادر والخبرات الوطنيةquot;، كما قالت الوكالة.
وفي محافظة حمص (وسط)، قتل اربعة اطفال من عائلة واحدة في وقت متاخر من ليل الثلاثاء جراء غارة جوية نفذتها طائرات حربية على قرية جباب حمد، بحسب المرصد.
وادت اعمال العنف اليوم الى مقتل 27 شخصا في انحاء مختلفة من سوريا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.
وادى النزاع السوري الى مقتل اكثر من 60 الف شخص منذ بدئه في اذار/مارس 2011، بحسب ارقام الامم المتحدة.