باريس: المقاتلون الاسلاميون في شمال مالي يستخدمون اسلحة خفيفة للمشاة مصدرها مستودعات ليبية او اشتروها من تجار اسلحة بأموال حصلوا عليها من عمليات التهريب او الفدى التي يتسلمونها في مقابل الافراج عن رهائن.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال اريك دينيسي مدير المركز الفرنسي للبحوث حول الاستخبارات ان quot;القسم الاكبر منها اسلحة خفيفة للمشاة مصدرها بلدان كانت في الكتلة الشرقية، وغالبا ما توضع على سيارات جيب تقل عشرة مقاتلينquot;. ويرفض هذا الخبير التحدث عن quot;اسلحة ثقيلةquot; تبدأ من عيار 20 ملم وفق تصنيف الاسلحة.

واضاف اريك دينيسي ان المتمردين يستخدمون بنادق هجومية من نوع كالاشنيكوف وبنادق دقيقة التصويب ورشاشات خفيفة من عيار 7,62 ملم ورشاشات ثقيلة من عيار 12,7 ملم و14,45 ملم. ويمكن تركيز هذه الرشاشات على سيارات جيب على غرار المدافع المزدوجة الفوهة المضادة للطائرات من عيار 14,5 ملم او 23 ملم (السوفياتية الصنع) التي يبلغ مداها حتى 2500 متر.

وهذه الاسلحة المصممة لاطلاق النار على طائرات او مروحيات تحلق على ارتفاع منخفض، تستخدم في الواقع من قبل مقاتلي الصحراء لاطلاق النار المباشر على آليات اخرى برية، كما قال دينيسي.

ويمتلك المقاتلون على الارجح ايضا بعض المدافع القصيرة من عيار 105 ملم وبعض صواريخ ارض-جو من نوع سام7. ويؤكد اريك دينيسي ان هذه الصواريخ لا تشكل quot;تهديد كبيراquot; بسبب ظروف ظروف حفظها الصحراوية (الرطوبة) والصيانة (كل اربعة الى ستة اشهر، بطاريات جديدة ...) اللازمة لتشغيلها.

واوضح مسؤول سابق في الاستخبارات الفرنسية طلب عدم الكشف عن هويته ان محاربي الصحراء هؤلاء يمتلكون بالتأكيد بعضا من صواريخ ميلان (المضاد للدبابات، الموصول بسلك والفرنسي الصنع والذي باعته فرنسا الى القذافي).

وقد حصل الاسلاميون على اسلحتهم، كما يقول اريك دينيسي، خلال عمليات عسكرية ضد الجيشين الجزائري او الموريتاني ومن مستودعات الجيش الليبي السابق ايام العقيد القذافي. واضاف انهم يمتلكون ايضا اسلحة سلمتها فرنسا في 2011 الى المتمردين الليبيين في جبل نفوسة على الحدود التونسية.

من جهة اخرى، قال المسؤول السابق في الاستخبارات quot;انهم يشترون ايضا اسلحة وذخائر من السوق الدولية السرية حيث يستطيعون ان يجدوا كل ما يريدون من الاسلحة الخفيفة والذخائرquot;.

وخلص هذا المسؤول الى القول quot;ليس لديهم مشكلة اموال لانهم يملكون كميات كافية منها، وقد حصلوا عليها من الرسوم المفروضة على مرور قوافل مهربي المخدرات والسجائر والبنزين التي تجتاز الساحل، بالاضافة الى المبالغ المتأتية من الفدى لقاء الافراج عن الرهائنquot;.