آخر تحديث الاثنين 14 يناير/كانون الثاني الساعة 8:20 ت.غ

هدد جهاديون في شمال مالي الاثنين بأنهم quot;سيضربون عمق فرنساquot; بعد تعرّض مواقعهم لغارات جوية فرنسية، في حين يرتقب أن يجتمع مجلس الأمن الدولي الاثنين حول مالي بطلب من فرنسا.


باماكو: هدد جهاديون في شمال مالي الاثنين بانهم quot;سيضربون فرنسا في الصميمquot; بعد تعرض مواقعهم لغارات جوية فرنسية كما اعلن مسؤول في حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا.

وقال ابو دردار احد مسؤولي حركة التوحيد في شمال مالي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من باماكو quot;ان فرنسا هاجمت الاسلام، وسنضرب فرنسا في الصميمquot;. وردا على سؤال حول المكان الذي يقصده قال ابو دردار الذي ترجم اقواله شخص قريب منه، quot;في كل مكان، في باماكو، وفي افريقيا واوروباquot;.

وفرنسا التي اعلنت انها تخوض quot;حربا ضد الارهابquot; في مالي اوقفت الجمعة تقدم مجموعات اسلامية مسلحة تسيطر منذ تسعة اشهر على شمال مالي، نحو وسط البلاد وقصفت للمرة الاولى الاحد مواقع الاسلاميين في شمال البلاد في غاو وكيدال معقل الجهاديين.

وتطرق مسؤول حركة التوحيد ايضا الى مصير الرهائن الفرنسيين الثمانية المحتجزين في منطقة الساحل. وقال quot;سنصدر بيانا اليوم حول الرهائن، واعتبارا من اليوم، كل المجاهدين هم معاquot;.

وتحتجز القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي منذ 16 ايلول/سبتمبر 2010 اربعة موظفين في مجموعة اريفا النووية الفرنسية خطفوا في النيجر، ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011 فرنسيين اعتقلتهما في شمال مالي. وخطف شخص سابع في 20 تشرين الثاني/نوفمبر في غرب مالي من قبل حركة التوحيد.

ورفض ابو دردار اعطاء حصيلة للغارات الفرنسية على مواقع الاسلاميين المسلحين. واوضح quot;ليس لديّ ما اقوله حول هذه القضايا، لكن كل المجاهدين الذين قتلوا اصبحوا في الجنةquot;.

مقتل اكثر من 60 اسلاميًا في غاو شمال مالي
وقتل اكثر من 60 جهاديا الاحد في مدينة غاو شمال مالي ومحيطها في قصف كثيف للقوات الفرنسية كما اعلن الاثنين سكان ومسؤول امني.

وقال احد سكان غاو لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من باماكو quot;قتل اكثر من 60 اسلاميا في غاو وقواعدهم القريبة منها. وليلا خرج الاسلاميون الذين كانوا مختبئين في المنازل، لسحب جثث رفاقهمquot;. واكد هذه الحصيلة سكان اخرون ومصدر امني.

واضاف quot;سقط قتلى خصوصا في معسكر في غاو. لقد تمت مباغتة الاسلاميين في وسط اجتماعهم، وسقط العديد من القتلىquot;. واكد هذه الحصيلة سكان اخرون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ومسؤول امني اقليمي.

وقال هذا المصدر لوكالة فرانس برس ان quot;الحصيلة مرتفعة في معسكر الاسلاميين. لقد لحقت بهم خسائر كبرى لوجستيا وبشريا. ان حصيلة 60 قتيلا ليست مبالغة في غاو. الحصيلة بالتاكيد اعلى من ذلك بكثيرquot;. من جهة اخرى قال شاهدان، ان شبانا من غاو تجمعوا quot;للاحتفال سرياquot; بهزيمة الاسلاميين عبر التدخين في الاماكن العامة متحدين بذلك الجهاديين.

مجلس الأمن يجتمع الاثنين بشأن أزمة مالي
هذا ويعقد مجلس الأمن الدولي الاثنين اجتماعا حول مالي بطلب من فرنسا، حسب ما أعلن مسؤول فرنسي الاحد. وقال المتحدث باسم البعثة الفرنسية لدى الامم المتحدة بريوك بون إن quot;مجلس الامن سيجتمع بعد ظهر الاثنين بطلب من فرنسا لبحث الوضع في ماليquot;.

واضاف quot;أنها خطوة من فرنسا لإبلاغ مجلس الأمن وتبادل وجهات النظر بين أعضاء المجلس ومع الامانة العامة للامم المتحدةquot;.

واشار الى أن هذا الاجتماع يأتي بعد رسالة وجّهتها فرنسا مساء الجمعة، وابلغت فيها مجلس الامن بتدخلها في مالي بناء على طلب باماكو، واوضحت أنها ستواصل اطلاع مجلس الامن على الامر.

فابيوس: فرنسا تحظى بدعم quot;عمليquot; من دول اوروبية عدة
هذا واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد أن فرنسا التي تقوم بعملية عسكرية في مالي تحظى quot;بدعم عمليquot; من دول اوروبية عدة، متحدثًا خصوصًا عن مساعدة في مجال النقل.

وقال فابيوس في تصريح لمحطة التلفزيون quot;ال سي آيquot; واذاعة quot;ار تي الquot; وصحيفة الفيغارو: quot;نحظى بالدعم، بما في ذلك العملي من بريطانيا واصدقائنا الدنماركيين ودول أخرى كبرى عدة تقدم النقلquot;.

واضاف: quot;نحن نحظى بدعم الاميركيين في ما يتعلق بالاتصالات والنقل، ونحظى بالدعم باشكال مختلفة عدة، ولن افصح عن دول اوروبية أخرىquot;.

وردًا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت اوروبا quot;غائبةquot; في الازمة المالية، اجاب: quot;لحسن الحظ لاquot;. واوضح أن quot;فرنسا ستحظى بالدعم من قبل القوات الأفريقية ونحن نأمل ذلكquot;.

الاسلاميون quot;تم وقفهمquot; وسلاح الجو الفرنسي يغير على معاقلهم في شمال مالي
الى ذلك، واصلت الطائرات الفرنسية الاحد قصف مواقع الاسلاميين في مالي لليوم الثالث على التوالي، واغارت للمرة الاولى اليوم على عمق مواقعهم في شمال البلاد في مدينتي غاو وكيدال.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد quot;إن عملية وقف (تقدم) الاسلاميين تمت. وما بدأنا فعله اليوم هو التعامل مع قواعدهم الخلفيةquot; في الشمال. وبحسب وزارة الدفاع الفرنسية فإن اربع طائرات مقاتلة من نوع رافال دمرت معسكرات تدريب ومخازن استراتيجية للمجموعات المسلحة قرب غاو (نحو 1200 كلم شمال باماكو).

وقال احد سكان غاو، إحدى أهم مدن شمال مالي الواقع منذ تسعة اشهر تحت سيطرة مجموعات مسلحة اسلامية، لوكالة فرانس برس: quot;سجلت عشر ضربات في غاو وقربها (..) تم تدمير كل قواعد الاسلاميينquot;.

وقال احد نواب المدينة: quot;لقد قام الفرنسيون بعمل جيد. كل الاسلاميين تقريبًا فروا من المدينة. ومن بقي منهم مختبئ في المنازل وينتظر حلول الظلام للفرارquot;.

وقال مصدر امني اقليمي quot;إن الطائرات الفرنسية نفذت ضربات جوية في منطقة كيدال وتحديدا في اغابوquot; على بعد 50 كلم من كيدال. واغابو هي قاعدة مهمة لمجموعة انصار الدين. كما اغارت الطائرات الفرنسية على اهداف في العديد من البلدات الاخرى في شمال مالي وخارج منطقة كونا في وسط البلاد، حيث تركزت حتى الآن المعارك.

وتم استهداف معسكر للمسلحين الاسلاميين في ليري على بعد 150 كلم شمال كونا قرب موريتانيا، بحسب شهود ومنظمة اطباء بلا حدود، كما تم ضرب اهداف قرب دويونتزا (800 كلم شمال باماكو).

وقال وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان: quot;الغارات متواصلة بلا توقف، وهناك غارات تتم حاليًا، وستكون هناك غارات غدًاquot;. وكان الوزير قال صباحًا لمحطة quot;اوروبا 1quot;، إن quot;فرنسا في حالة حرب مع الارهاب اينما كان، للحفاظ على أمنها وأمن مالي، البلد الصديقquot;. وغاو وكيدال، اضافة الى مدينة تمبكتو، هي المدن الرئيسة الثلاث في شمال مالي الصحراوي.

واصبحت هذه المدن في ظل سيطرة الاسلاميين منذ تسعة اشهر على شمال مالي، نقاطًا مهمة لمجموعات انصار الدين والقاعدة في المغرب الاسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا.

وفي تمبكتو، حيث نفذ الاسلاميون عمليات جلد وقطع اطراف (اقامة حدود الشريعة برايهم)، قال مدرس إن هناك quot;بداية بلبلةquot; بين أسر الاسلاميين، الذين توجهوا الى القتال، واكد أن quot;الكثيرين يحاولون التوجه الى الصحراءquot;.

واضاف quot;منذ تسعة أو عشرة اشهر، نعيش في اطار نظام شمولي. ونحن في عزلة تامة. بصراحة نحن لا ننتظر الا هذا. لا يمكننا أن نتصور أن القوات الفرنسية ستتوقف في باب كونا. إنها فرصة سانحة للتخلص من هؤلاء الاسلاميينquot;.

وتبين أن الاسلاميين الذين تم تقديمهم quot;كمجندين على متن سيارات تويوتا مع بضعة اسلحةquot; هم في الواقع quot;مدربون جيدًاquot;، ويملكون quot;اجهزة حديثة ومتطورة، واكثر صلابة ونجاعة مما كان يعتقدquot;، بحسب ما ذكر الاحد بعض المقربين من الرئيس الفرنسي.

وفي الوقت الذي قال فيه الرئيس هولاند إن التدخل الفرنسي اتاح quot;وقف تقدمquot; الاسلاميين، فإن الجيش الفرنسي انتقل الى مرحلة جديدة من عملياته من خلال الضرب في عمق مواقع ومعاقل الاسلاميين في شمال مالي.

وقال وزير الدفاع الفرنسي إن التدخل الفرنسي من شأنه أن يسمح لقوات مالي quot;باستئناف مسيرتها باتجاه استعادة وحدةquot; اراضي مالي. غير أن احتمال تقدم قوات الجيش المالي باتجاه الشمال، وهي منطقة الطوارق أساسًا، كانت موضع تنديد الحركة الوطنية لتحرير ازواد (تمرد طوارق مالي).

وهذه الحركة التي تنادي بتقرير المصير كانت شنت هجومًا في كانون الثاني/يناير 2012 في شمال مالي، غير أنها منيت بهزيمة على ايدي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وانصار الدين والتوحيد والجهاد في غرب أفريقيا.

وفي باماكو قال الكابتن امادو سانوغو قائد انقلابيي آذار/مارس 2012 الذي كان الى حد الآن مترددًا في قبول التدخل الاجنبي، السبت إن فرنسا قامت quot;بدور رئيسquot; الى جانب جيش مالي.

كما عبّرت الجزائر القوة الاقليمية التي لا يمكن تجاوزها والمناهضة للتدخل الاجنبي، عن دعمها quot;الذي لا لبس فيهquot; للسلطات الانتقالية في مالي. بل إنها quot;سمحت بالتحليق فوق أراضيها بلا حدودquot; للطائرات الفرنسية المتجهة الى مالي، بحسب فابيوس.

ووصل رئيس الوزراء المالي ديانغو سيسوكو الاحد الى الجزائر في زيارة تستمر يومين. واكد فابيوس أن فرنسا تحظى بدعم دول اوروبية عدة، مثل بريطانيا والدنمارك، وأنها تتلقى منها مساعدات لوجستية، ومن الولايات المتحدة في مجال الاتصالات.

من جهة أخرى، تتسارع الاستعدادات لنشر قوة غرب أفريقية مكلفة من الامم المتحدة بطرد المجموعات المرتبطة بالقاعدة. وتنتشر طلائع قوة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا تحت قيادة الجنرال النيجيري شيهو عبد القادر الذي وصل الى مالي، بحسب لاغوس التي ستوفر quot;نحو 600 رجلquot;.

كما اعلنت النيجر وبوركينافاسو وتوغو والسنغال ايضًا عن ارسال 500 رجل لكل منها الى مالي. وتنوي بنين ارسال 300 جندي. وقال المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب أفريقيا كلايسن مونييلا الاحد ان بلاده لا تعتزم ارسال قوات الى مالي.