موسكو: رمى الجانب الأميركي مؤخرا قنبلة قانونية تزيد من حدة تعثر العلاقات الروسية الأميركية وتجلت بفرض محكمة في واشنطن غرامة على روسيا لرفضها التعاون وقرار المحكمة عام 2010 بشأن إعادة مجموعة من الوثائق الدينية لمنظمة يهودية بارزة في الولايات المتحدة الأميركية.

تأتي هذه الخطوة التي يمكن وصفها quot;بالمحاكمة القانونية لروسياquot; في خضم البحث والنقاش بشأن قضية quot;ماغنيتسكيquot; والتي لا تزال حتى اليوم محورا رئيسا في العلاقات الروسية الأميركية والحافز وراء اعتماد مجلس الدوما الروسي قانونا يحظر على الأميركيين تبني الأطفال الروس.

وبدا قرار المحكمة الأميركية محاولة لممارسة الضغوطات على النظام القضائي الروسي.

وحسب تفاصيل القضية فرضت محكمة في واشنطن على روسيا دفع مبلغ 50 ألف دولار يوميا لمنظمة quot;شاباد لوبافيتشquot; اليهودية الأرثوذوكسية ومقرها نيويورك، وذلك حتى رفع موسكو يدها عن مكتبة quot;شنيرسونquot; التي يدعي اليهود أنها من حقهم الكامل وإعادة محتوياتها التاريخية من الكتب والوثائق لهم.

ولم يترك قرار المحكمة الخارجية الروسية مكتوفة الأيدي، إذ سارعت بالتعبير عن سخطها إزاء تجرؤ المحكمة في واشنطن اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة والمحفوفة بالمخاطر الجديدة والعواقب الوخيمة، والتي تمثلت بفرض غرامة على سيادة دولة مستقلة.

وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي أشارت إلى أن القرار يحمل في طبيعته quot;خرقا للقوانين الدوليةquot;، وأن موسكو لا تنظر إليه كقانون ساري المفعول.

ومكتبة quot;شنيرسونquot; تضم مجموعة كبيرة من الكتب اليهودية والمخطوطات، التي جمعها حاخامات من الجالية اليهود شاباد في أواخر القرن الثامن عشر في بيلاروسيا.

وتم تأميم مجموعة كبيرة من هذه المخطوطات، والتي جمعها الحاخام يوسف اسحق شنيرسون على يد البولشيفية عام 1918 وانتهت بأن أصبحت مكتبة روسية ضُم إليها في ثلاثينات القرن الماضي جزء آخر من مجموعات الحاخام شنيرسون الذي هاجر إلى الولايات المتحدة.

وعادت قضية هذه المخطوطات إلى واجهة النقاش بين روسيا والولايات المتحدة عندما أمرت المحكمة الفدرالية في واشنطن في آب/أغسطس 2010 بحق المنتمين إلى مجموعة الحاسيديم اليهودية باستعادة هذه المجموعة من الكتب والمخطوطات والوثائق اليهودية في المكتبة.

وتضم المجموعة التي يطالب فيها شاباد لوبافيتش 12 ألف كتابا و50 ألف وثيقة نادرة.

إلا أن الخارجية الروسية أكدت في بيانها الأخير أن محتويات المكتبة لم تكن يوما ملكا للشاباد وأنها لم تغادر يوما الأراضي الروسية وأن تأميمها كان تبعا لغياب أي وريث له.

أصبحت كرة المشادات الروسية الأميركية في الملعب الروسي ويترقب الجانبان الخطوة التي في جعبة روسيا للرد على هذا القرار الذي وصفته بـquot;المشينquot;.