ربما كان الرئيس اوباما قادرا على خوض الحروب الملحمية وتغيير وجه العالم بأكمله. هذا على الساحة الدولية. لكن الأمور قد تختلف قليلا عندما تتعلق بمعركة داخلية صغيرة!


laquo;يضع سرّه في أضعف خلقهraquo; كما يقول المثل العربي. وليس أدل على هذا من أن حصون الحماية المنيعة المضروبة حول الرئيس الأميركي برعاية أعتى وكالات الاستخبارات في العالم وقفت عاجزة عن صد ذبابة حلا لها ان تجعل من وجهه مستقرا لها وهو يواجه العدسات.
وتبعا لصحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية التي حرصت على تسجيل المناسبة، فقد سرقت هذه الزائرة ثقيلة الظل الضوء من الرئيس بينما كان يعلن على العالم تعيين اثنين من وزرائه في إدارته الجديدة. وبينما كان يحاول جاهدا التخلص منها، أصرت هي على إثبات وجودها للعالم أجمع وراحت تقطع حديثه بلا استئذان... بدون مراعاة لأصول التأدب العام دعك من بروتوكول البيت الأبيض.
وبالطبع فلم يفت على الصحافيين نقل وقائع هذه المعركة التي خاضها الرئيس شخصيا ومني فيها بهزيمة مدويّة. وجاء في التقرير الصحافي المشترك الذي يصدر بالتنسيق مع مكتب البيت الأبيض الإعلامي أن اوباما laquo;تحدث حوالي خمس دقائق لكنه قوطع خلالها على نحو شبه مستمر من قبل ذبابة منزليةraquo;.
كما لم يفت على الصحافة تذكير الناس بأن هذه لم تكن المعركة الوحيدة من نوعها بالنسبة للرئيس وأن تاريخ نضاله في هذا الشأن يعود الى أيام حملته الانتخابية الأولى. فقد اضطر لوقف لقاء صحافي كان يعقده وقتها بسبب هجوم مشابه عليه. وفي 2010 مني بهزيمة مماثلة فقطع قصة مؤثرة كان يلقي بها عن عامل أميركي ومعاناته بسبب افتقاره للتأمين الصحي.
ومع ذلك فيجب أن يُقال إن سجل الرئيس ليس بأكمله سلسلة متصلة من المعارك الخاسرة. فقد تمكن في أوائل ولايته السابقة وتحديدا في يونيو / حزيران 2009 من القضاء على العدو بضربة ماهرة واحدة عادت عليه بالتصفيق وصيحات الاستحسان. لكن هذا كان في وقت مختلف عن هذا الزمن المشحون بهموم خارجية وداخلية غير عادية وبحالة اقتصادية مزرية... وفوق كل هذا تأتي تلك الذبابة!