تشير توقعات في باكستان إلى أن الجنرال أشفق برويز كياني ربما يصبح رئيسا للجنة الأركان المشتركة بعد استقالته من قيادة الجيش، في وقت يعتزم فيه نواز شريف إجراء تغييرات في اللجنة لتصبح هيئة دفاعية مركزية.
لا تستبعد مصادر سياسية تعيين قائد الجيش الباكستاني الذي كان أعلن أنه سيتقاعد في تشرين الثاني (نوفمبر) رئيساً لهيئة دفاعية تسيطر بالكامل على الجيش.
وكان الجنرال أشفق برويز كياني أعلن اعتزامه التقاعد، في إعلان يعتقد كثيرون انه سيدعم الديمقراطية الهشة في البلاد.
وثارت تكهنات على مدى أشهر بين الباكستانيين بشأن ما إذا كان كياني سيحاول تمديد فترة توليه المنصب المحددة بثلاث سنوات لمدة ثالثة وهو ما أصبح مستبعدا بعد هذا البيان.
ولكن الجنرال كياني لم يعلق مباشرة على التقارير التي تفيد بأنه سيتولى بعد تقاعده رئاسة لجنة الأركان المشتركة.
وقال سياسيون ان رئيس الوزراء الجديد نواز شريف يريد إجراء تغييرات في اللجنة لتصبح هيئة دفاعية مركزية تكون لها السيطرة على المؤسسة العسكرية بالكامل.
ومن شأن تعيين كياني رئيسا للجنة بعد إعادة تشكيلها أن يعني انه ما زال القائد الفعلي للجيش. وقد يساعد ذلك شريف على ضمان قدر من الاستقرار في وقت تواجه فيه باكستان تحديات تتمثل في عنف المتشددين وتصاعد حدة التوتر مع الهند بسبب النزاع على كشمير.
والجنرال أشفق برويز كياني متخرج من كلية جيلام العسكرية وكان التحق بالقوات المسلحة الباكستانية عام 1971 في فوج البلوش للمشاة.
وقال كياني في البيان quot;أشارك الرأي العام أن المؤسسات والتقاليد أقوى من الأشخاص وينبغي أن يكون لها الأولوية.
من المخابرات للأركان
وكان الرئيس السابق برويز مشرف عين كياني لعام 2007 نائبا لرئيس هيئة الأركان في الجيش، بعد أن كان يتولى منصب المدير العام لوكالة المخابرات في باكستان.
وقال كياني quot;حان الوقت كي يواصل آخرون مهمة جعل باكستان دولة ديمقراطية حقا تنعم بالرفاهية والسلام.quot;، وأضاف: ان هناك الكثير من quot;الشائعات والتكهناتquot; بشأن خططه المستقبلية.
أفضل ضابط
ويشار الى ان الجنرال كياني كان التحق بكليات عسكرية أخرى متعددة في بلاده. ونال درجة الماجستير في العلوم الحربية، وقاد كتيبة ثم لواء ثم فرقة مشاة في الجيش الباكستاني.
وكان رئيس باكستان الأسبق الجنرال برويز مشرف وصفه في كتابه quot;على خط النارquot; بأنه أفضل ضباط الجيش الباكستاني وأكثرهم بسالةquot;.
ولعب كياني دورا هاما في نجاح انقلاب مشرف في عام 1999 حيث سارع بصفته وقتذاك قائدا لمنطقة لاهور العسكرية بالاستيلاء على منازل وممتلكات عائلة رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف. وكياني من ضمن الذين يثق بهم مشرف واعتمد عليهم وكلفهم بمهام التفاوض مع رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو لأجل اقتسام السلطة.
عمل في 3 حكومات
وكانت رئيسة الحكومة الراحلة بي نظير بوتو عينته سكرتيرها العسكري عام 1990 كما عمل سكرتيرا عسكريا لرئيس الوزراء الموقت غلان مصطفى جاتوي واستمر في عمله ضمن وزارة نواز شريف لفترة قصيرة، ليكون بذلك قد عمل مع ثلاث حكومات متعاقبة ضمن فترة ستة أشهر.
ونال كياني رتبا عسكرية بشكل سريع أو بشكل غير عادي. وهو الذي تسلم ملف التحقيقات بمحاولة اغتيال مشرف في كانون الأول (ديسمبر) 2003، وهو من ضمن الدائرة الداخلية للرئيس مشرف.
وينتمي كياني لإحدى القبائل الكبيرة والغنية وصاحبة النفوذ والقوة في منطقة جيلام الشمالية في إقليم البنجاب. وهذه المنطقة القاسية القاحلة في شبه القارة معروفة بإنجاب العسكريين.
وكان كياني مسؤولا عن القوات الباكستانية التي تصدت للهجوم الذي شنته القوات الهندية ضد معسكرات لشكر طيبة المتمركزة في باكستان 2001 -2002 الأمر الذي جعل نجمه يسطع ويثير اهتمام الجنرال مشرف.
كما ترأس المخابرات الداخلية لبلاده، ما جعل البعض يظن أنه حرم نفسه من ترقيات أخرى، وكان أحد أعضاء لجنة محاكمة افتخار تشودري الذي بقي صامتا طيلة جلسة التحقيق مع تشودري في آذار (مارس) 2007.
التعليقات