نصر المجالي: قضت المحكمة الجنائية الدولية بجواز محاكمة عبدالله السنوسي، رئيس المخابرات السابق في نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، داخل ليبيا، بعد أن طالبت في وقت سابق، بتسليمه إلى لاهاي.
وقال قضاة المحكمة الدولية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الليبية الجمعة، إنه بسبب محاكمة عبد الله السنوسي في ليبيا، quot;فلا يجوز أن تنظر المحكمة في القضية عملاً بمبدأ التكاملquot;.
والسنوسي هو زوج أخت صفية فركاش الزوجة الثانية للعقيد معمر القذافي، وهو يوصف بأنه عين معمر القذافي وأذنه ويده اليمنى في إحكام السيطرة الأمنية على البلاد.
كما يعتقد أنه هو من أدار طريقة تعامل السلطات الليبية مع الاحتجاجات التي انطلقت في 17 فبراير/ شباط 2011 التي طالبت بإسقاط القذافي ونظامه والتي تميزت بالقسوة المفرطة والقتل المباشر للمواطنين الليبيين.
واعتبر قضاة الجنائية الدولية أن quot;القضية ضد السنوسي خاضعة حالياً لإجراءات محلية، تجريها السلطات الليبية ذات الصلاحيةquot;، مؤكدة أن quot;ليبيا تملك النية والقدرة الفعلية على إجراء تحقيق مماثل.quot;
وشددت المحكمة على أن القرار بخصوص عبدالله السنوسي لا تبعات له على القضية المرفوعة ضد سيف الإسلام القذافي، الذي ما زال مطلوباً لديها.
وينص ميثاق روما، الذي أسس المحكمة، على أنه لا يجوز للمحكمة تطبيق إجراءات ضد مشتبه به، إذا كان يخضع لمحاكمة منصفة في محكمة محلية.
مجزرة بو سليم
ويتهم الليبيون عبدالله السنوسي بأنه هو المسؤول عن مجزرة سجن بو سليم بطرابلس في يونيو 1996 التي قـُتل فيها قرابة 1200 سجين معظمهم من المعتقلين السياسيين بالرصاص، رداً على احتجاجهم على ظروفهم السيئة داخل السجن.
وكان أحد المواقع الليبية نقل - بعد تلك المجزرة- عن السنوسي قوله إنه عارض بشدة قيام نظام القذافي بالإفراج عن معتقلين إسلاميين قاموا بمراجعة أفكارهم وأعلنوا تخليهم عن العنف.
كما كانت منظمات حقوقية ليبية اتهمت عبد الله السنوسي بالوقوف خلف قتل واختفاء العديد من المعارضين السياسيين داخل ليبيا حينما كان مسؤولا عن الأمن الداخلي في ليبيا أوائل الثمانينات.
ومن أبرز الاتهامات الموجهة إلى السنوسي قيامه بتدبير محاولة فاشلة لاغتيال ولي العهد السعودي آنذاك عبد الله بن عبد العزيز عام 2003.
وتدرج السنوسي في الجهاز الأمني الليبي وأسندت إليه عدة مهام أمنية حساسة بينها قيادة جهاز الأمن الخارجي والاستخبارات العسكرية، وما يعرف في ليبيا بـquot;الكتيبةquot; وهي الجهاز المكلف بحماية القذافي، وأصبح يمثل الوجه القمعي للنظام داخل البلاد، ويعتقد أنه يقف وراء تصفية عدد من الأصوات المعارضة في الداخل والخارج.
ويشار ختاماً، إلى أن عبدالله السنوسي معروف جداً لدى أجهزة الاستخبارات الغربية، وكان حكم عليه القضاء الفرنسي بالسجن مدى الحياة على خلفية تورطه المحتمل في تفجير طائرة تابعة لشركة يوتا الفرنسية وقتل نحو 170 من ركابها عام 1989، وأدت هذه الحادثة بعد ذلك إلى إصدار مذكرة اعتقال دولية في حقه.
التعليقات