أطلق مجهولان ملثمان النار على حفل للزفاف بكنيسة بالقاهرة، ما أدى إلى سقوط قتيلين ومصابين آخرين.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قتل ثلاثة اشخاص، بينهم طفلة وامرأة، وأصيب 12 آخرون على الاقل بجروح في هجوم مسلح استهدف مساء الاحد كنيسة في شمال القاهرة، بحسب ما افادت وزارة الداخلية ومسؤول طبي.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إن quot;شخصين ملثمين على دراجة بخارية اطلق أحدهما النار على عدد من الاشخاص اثناء خروجهم من حفل زفاف بكنيسة العذراء في منطقة الوراقquot; في شمال القاهرة الكبرى، مما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وتسعة جرحى.

واوضحت الوزارة أن القتلى الثلاثة هم طفلة (8 سنوات) وامرأة ورجل، مشددة على أنها تكثف جهودها لضبط مرتكبي الهجوم.

من ناحيته، اعطى رئيس هيئة الاسعاف أحمد الانصاري في تصريح لوكالة فرانس برس حصيلة اكبر للمصابين بلغت 12 جريحًا، معربًا عن خشيته من أن يكون العدد الفعلي اكبر.

وقال إن الهجوم أسفر عن سقوط quot;ثلاثة قتلى و12 مصابًا بينهم اربعة في حالة خطرةquot;.

وأضاف الانصاري أنه quot;من المتوقع أن تزيد حصيلة المصابين بعد حصر كافة المستشفيات التي استقبلت ضحايا الهجومquot;.

وقال مصدر أمني لـquot;إيلافquot; إن كاهن الكنيسة اتصل بشرطة النجدة، وأبلغ عن الحادث، مشيراً إلى أن قوات الأمن هرعت إلى مكان الحادث في كنيسة العذراء بحي الوراق الفقير التابع لمحافظة الجيزة، وأضاف أن الحادث أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين على الأقل، في حصيلة أولية.

ولفت المصدر الأمني ذاتهإلى أنّ أجهزة الأمن أغلقت مداخل ومخارج الشوارع المؤدية إلى الكنيسة، وتمشطها حالياً، بحثاً عن الجناة، ورجح المصدر أن تكون تلك العملية في إطار سلسلة العمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعة الإخوان وحلفاؤها من الحركات والجماعات الإسلامية منذ إسقاط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي.

وأوضح المصدر ذاته، أن الكنائس المصرية تعرضت لسلسلة من الهجمات من قبل الإخوان والجماعة الإسلامية منذ سقوط نظام حكمهم، وإلتزم الأقباط الصمت وتحلوا بالحكمة، نظراً لعلمهم أن هناك إسلاميين يقودون مخططاً، يهدف إلى إشعال الحرب الأهلية في البلاد وإثارة الفوضى من أجل إجبار الشعب على عودة مرسي للحكم.

وقال مصدر كنسي لـquot;إيلافquot; إن الهجوم كانبالرصاص الحي، وأسفر عن مقتل سيدة من أهل العرس، مشيراً إلى أن الحادث أدى إلى إصابة نحو عشرة أشخاص آخرين، إصابات بعضهم خطرة، متوقعاً إرتفاع عدد الضحايا.

وقال الناشط القبطي إبرام لويس، لـquot;إيلافquot; إن الحادث أسفر عن مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، مشيراً إلى أن الحادث وقع عند إطلاق شخصين ملثمين النيران من فوق دراجة بخارية بإتجاه الضيوف أثناء خروج العروسين من الكنيسة.

وأضاف أن الحادث أصاب المدعوين بحالة من الذعر، وأنّ بعض الأسر تقول إن أطفالاً من ذويهم اختفوا، ولا يدرون هل هم مختبئون خوفاً من الرصاص أم تعرضوا للإختطاف في الزحام أثناء حالة الرعب التي سيطرت على الجميع، نتيجة إطلاق النار.

وذكر لويس أن الكنيسة كانت تتولى حراستها مجموعة من رجال الشرطة، مشيراً إلى أنهم مسلحون. وتساءل: لماذا لم يطلقوا النيران على الهاجمين وتركوهما يفران بعد إطلاق النار على العرس؟

ونبه إلى أن الأقباط مستهدفون منذ عزل الرئيس محمد مرسي، مشيراً إلى أن التيار الإسلامي، وجماعة الإخوان المسلمين خصوصاً، يتهمون الأقباط بالضلوع في الحشد أثناء ثورة 30 يونيو، ما أدى إلى أسقاط نظام حكمهم. ونوّه بأن هناك تقصيرًا واضحاً في حماية الكنائس، لاسيما أنها تعرضت لسلسلة من الهجمات الإرهابية عقب عزل مرسي.

وإتهم لويس وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالتقصير في حماية الكنائس والأقباط، والشعب المصري عامة، داعياً إياه إلى تقديم إستقالته، وكذلك الحكومة كلها.

وأضاف أن الحكومة الحالية برئاسة حازم الببلاوي عاجزة عن توفير الأمن للمصريين.

وهذا الهجوم هو الاول الذي يستهدف كنيسة في القاهرة منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو الفائت.

ومنذ عزل الجيش مرسي، تشهد مصر موجة من الاضطرابات الامنية والعنف عبر البلاد خلفت مئات القتلى.

وطال العنف الاقباط الذين يمثلون ما بين 6 الى 10% من سكان مصر البالغ عددهم 85 مليون نسمة،

وقبل عشرة ايام، اعلنت منظمة العفو الدولية أن قوات الامن المصرية فشلت في حماية الاقباط الذين تعرضوا لهجمات بعد القمع الدموي لانصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي.

وتعرضت اكثر من اربعين كنيسة للحرق والتدمير عبر البلاد، خاصة في صعيد مصر حيث تتركز نسبة كبيرة من الاقباط، منذ عزل الرئيس الاسلامي، بحسب ما افاد مسؤولون كنسيون وكالة فرانس برس.