بكين: المسؤول الصيني السابق بو تشيلاي الذي ثبت الاستئناف الجمعة الحكم بالسجن مدى الحياة الصادر بحقه، ماوي ورجل قيادة شغل مناصب رفيعة جدا اقيل منها بعد صعود سياسي سريع وسقوط مدو ليحاكم في قضايا تجمع بين الفساد والجريمة والنزاع على السلطة.

وثبت الاستئناف اليوم الحكم بالسجن مدى الحياة على بو العضو السابق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الذي ادين الشهر الماضي بالفساد وتجاوز حدود السلطة.

واعلنت وكالة انباء الصين الجديدة على حسابها ويبو الذي يعادل تويتر في الصين، ان quot;المحكمة الشعبية العليا في شاندونغ (الاقليم الذي حوكم فيه تشيلاي) ردت صباح 25 تشرين الاول/اكتوبر دعوى الاستئناف وتمسكت بحكم السجن على بو تشيلاي مدى الحياة في قضية الفساد واختلاس اموال وتجاوز حدود السلطةquot;.

وقد ظهر علنا للمرة الاخيرة في المحكمة. ومن خلال اللقطات التي بثها تلفزيون سي سي تي في الصيني على شبكة الانترنت، بدا بو تشيلاي (64 عاما) امام المحكمة مكبل اليدين ويرتدي بزة قاتمة من دون ربطة عنق والى جانبه اثنان من عناصر الشرطة.

واستمع وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة غامضة، الى الحكم ثم اقتيد الى باب الخروج تحت انظار الاشخاص المئة الذين كانوا موجودين في قاعة المحكمة، بينهم اربعة من افراد عائلته، كما ذكر هو جيانجون. وبو تشيلاي الرجل الطموح البالغ من العمر 62 عاما مثل جمهورية الصين الشعبية، كان على رأس الحزب الشيوعي الصيني في مدينة شونغكينغ العملاقة وعضوا في المكتب السياسي للحزب.

وقد توقفت حياته المهنية فجأة قبل ستة اشهر من المؤتمر الثامن عشر للحزب الذي عقد في نهاية العام الماضي وكان يأمل في ان يصبح احد تسعة اعضاء فقط في هيئة النخبة فيه اللجنة الدائمة للمكتب السياسي. وطرد من الجمعية الوطنية وفقد حصانته النيابية ايضا. وهذا السقوط قاس لرجل انيق كان يعتبر من النجوم السياسية الصاعدة في البلاد.

وبو تشيلاي مولود في شانتشي (شمال) وكان والده بو ييبو ثوريا من البداية واصبح عضوا في المكتب السياسي. لكن هذا لم يحل دون معاناة الابن كغيره من quot;الامراء الحمرquot; على اثر اقالة والده موقتا في اطار حملة تطهير خلال الثورة الثقافية.

وبعض السير التي تتناول بو تشيلاي لا تبدأ الا في 1968 quot;بسنوات السجن الخمس خلال الثورة الثقافيةquot; وتتجاهل سنواته في واحدة من منظمات حرس الثورة الاكثر تشددا لواء لياندونغ. ولم ينتسب بو تشيلاي الى الحزب الشيوعي رسميا الا في تشرين الاول/اكتوبر 1980، خلال سنوات دراسته في اكاديمية العلوم الاجتماعية التي تخرج منها بدبلوم في الصحافة.

وبعد ذلك تابع صعوده كاي مسؤول صيني كبير بنى بداياته في اقليم هو لياونينغ المنطقة الصناعية الواقع في شمال شرق البلاد وحكمها من 2001 الى 2004 وخصوصا في مرفأ داليان الذي كان رئيس بلديته من 1993 الى 2000.

وبعد توليه حقيبة التجارة في الحكومة الصينية في بكين في 2004 ذاع صيته كمفاوض حازم لكن يتمتع بشخصية قوية ويتدبر امره بشكل جيد باللغة الانكليزية. ونظرا لاداء الصادرات الصينية الممتاز، تمت ترقيته في 2007 في المكتب السياسي للحزب الشيوعي احد اعل الهيئات القيادية للصين. لكن في شونغكينغ المدينة الكبير في وسط غرب البلاد التي اصبح سكرتير الحزب فيها، استطاع quot;كينيدي الصينيquot; تحقيق انجازات حقيقية. فخلال سنوات حول المدينة الى قطب اقتصادي اساسي.

وترافق هذا التطور مع حملة ضد الفساد شملت توقيف آلاف الاشخاص بقسوة ومحاكمات مدوية للمافيات في اطار عمليات انتقدها المدافعون عن قوق الانسان وخلقت له اعداء كثر.وفي الوقت نفسه اراد بو تشيلاي احياء مثاليات الثورة لماو تسي تونغ في شونغكينغ، فاطلق حملة دعائية واسعة نشرت خلها الشعارات وانتشر quot;الاغاني الوطنية الحمراءquot;.

وقال الخبير في الشؤون الصيني جان بيار كابيستان ان quot;الاوساط القضائية وجهت انتقادات حادة لبو تشيلاي خصوصا في قضية لي جوانغ محامي احد المجرمين وقد اوقف لاسباب ملفقةquot;. واكد باتريك شوفانيك الخبير في جامعة تسينغهوا في بكين ان بو تشيلاي سبب quot;ازعاجاquot; لعدد كبير من القادة الصينيين باسلوبه غير التقليدي.

واضاف quot;انه منفنح جدا ويشعر بثقة كبيرة في النفس ويتمتع بشخصية قوية وغالبية القادة الصينيين لا تصرفون بهذا الشكلquot;. وفي نهاية الامر، نجم سقوط بو تشيلاي عن تخلي قائد شرطة شونغكينغ وانغ ليجون عنه بعدما كان يده اليمنى. وكان هذا الشرطي الواسع النفوذ الذي اختلف مع رئيسه طلب اللجوء السياسي في القنصلية الاميركية في شينغدو عاصمة سيشوان، لكنه لم يحصل عليه.

عندئذ كشف من بين امور اخرى ان رجل الاعمال البريطاني قتل على يد زوجة بو تشيلاي. وحكم بالسجن مدى الحياة على هذه المحامية اللامعة التي تصرفت على ما يبدو بدوافع مالية ومن اجل quot;حمايةquot; ابنها. وفي آب (أغسطس) 2012، حكم على زوجته بالاعدام مع وقف التنفيذ لقتلها البريطاني نيل هيوود بالسم في فندق فخم في شونغكينع في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.