يواصل المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي مهمته الصعبةفي انهاء الأزمة السورية، وقد وصل أمس الاثنين إلى دمشق وسط توتر واستياء من العديد من الأطراف، وخاصة بعد تصريحات الإبراهيمي حول مشاركة إيران في جنيف2.


في ختام جولة في الشرق الأوسط، اجرى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي محادثات في دمشق يوم الإثنين، لكن مهمته خيّم عليها التوتر الذي تشهده المنطقة.

وقال الأخضر الإبراهيمي إن quot;الكثير من المحيطين ببشار الأسد يرون في ترشحه لولاية جديدة في العام 2014 أمرًا محتمًا، معتبرًا أنه يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية.

وزار الإبراهيمي عواصم في انحاء الشرق الأوسط لمناقشة خطط اجتماع quot;جنيف 2quot; المحدد له مبدئيًا 23 نوفمبر/ تشرين الثاني.

لكن قوى المعارضة لم تقرر بعد ما اذا كانت ستحضر كما استاءت دول الخليج العربية التي تدعم مقاتلي المعارضة السورية بعد تصريح الإبراهيمي يوم السبت بأنه ينبغي أن تشارك إيران في المؤتمر الدولي.

واجتمع الإبراهيمي مع فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري، في دمشق، ولكن لم ترد انباء عمّا اذا كان الأسد سيقابله.

وقال مسؤول تركي كبير إن الإبراهيمي لم يسعَ من اجل أي اتفاق خلال جولته والتزم quot;اسلوب الاستماع والمشاهدةquot; تاركًا التفاوض النشط لموسكو وواشنطن.

ومن شأن نتيجة الصراع في سوريا أن تغيّر ميزان التنافس بين طهران والرياض على النفوذ في العالم العربي.

تهديد السعودية

وكانت المملكة العربية السعودية هددت الاسبوع الماضي بعدم التعاون مع الولايات المتحدة احتجاجًا على ما ترى أنه عدم تحركها بشكل فعّال في ما يخص الحرب في سوريا وجهودها الجديدة للتقارب مع إيران.

وجعل التشاحن الدبلوماسي المعارضة السورية تشعر بأنها اكثر ضعفاً، كما زادت ممانعتها لبحث المشاركة في مؤتمر جنيف 2.

ونقلت (رويترز) عن سمير نشار، العضو التنفيذي بالائتلاف الوطني السوري المعارض، قوله، إن كل هذه القضايا متشابكة فالمعارضة السورية تخشى مثل السعودية أن تأتي المصالح الأخرى للولايات المتحدة في إيران على حساب القضية السورية.

وأعرب عن اعتقاده بأن مؤتمر جنيف لن يعقد في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني ولا في أي موعد آخر.

ضغوط على المعارضة

ورأت مصادر دبلوماسية غربية أن المعارضة السياسية في الخارج واقعة تحت ضغوط متزايدة من المقاتلين في الداخل لرفض أي مفاوضات لا تشترط رحيل الأسد.

ورفضت كثير من ألوية المعارضة المسلحة الرئيسية يوم السبت أي مفاوضات لا تقوم على رحيل الأسد قائلة إنها ستتهم كل من يحضرها بالخيانة. لكن الأسد وإيران قالا إنهما لن يشاركا إلا في محادثات بلا شروط.

ولم يتضح كيف يمكن للولايات المتحدة وروسيا الراعيتين للمحادثات التوفيق بين المطالب المتعارضة للاطراف المختلفة حتى يتسنى عقد المؤتمر.

وكانت الولايات المتحدة التي تدعم المعارضة وروسيا، مورد السلاح الرئيسي للأسد، اتفقتا في مايو أيار على العمل على ترتيب محادثات جنيف 2 على أساس اجتماع سابق استضافته المدينة السويسرية العام الماضي، ودعا إلى انتقال سياسي في سوريا دون أن يحدد وضع الأسد فيه.

وقال كريس فيليبس وهو محاضر متخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة لندن: quot;المشكلة هي ما يعتقد كل جانب أنه سيخرج به من جنيف. المعارضة والخليج يريان الهدف هو ازاحة الأسد. والأسد لن يقبل ذلك بطبيعة الحال خصوصاً وهو في موقف القوة الآن.quot;

وأضاف أن الولايات المتحدة تتخذ الآن quot;موقفاً واقعياًquot; من التعامل مع الأسد رغم جهود حلفائها الخليجيين لحثها على تقديم دعم عسكري فعّال لمقاتلي المعارضة.

ترشيح بشّار

الى ذلك، قال الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن quot;الكثير من المحيطين ببشار الأسد يرون في ترشحه لولاية جديدة في العام 2014 أمرًا محتمًا، معتبرًا أن الرئيس بشار الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية، وذلك في مقابلة أجريت معه في باريس ونشرها الموقع الالكتروني لمجلة quot;جون افريكquot; الأسبوعية.

وقال الإبراهيمي: quot;علمنا التاريخ أنه بعد أزمة مماثلة، في إشارة إلى النزاع السوري، لا يمكن العودة إلى الوراء. وقال: الرئيس الأسد يمكنه إذًا أن يساهم بشكل مفيد في الانتقال بين سوريا الماضي، وهي سوريا والده (الرئيس الراحل حافظ) وسورياه، وما أسميه الجمهورية السورية الجديدةquot;.

واعتبر الدبلوماسي الجزائري أن الرئيس السوري quot;كان شخصاً منبوذاًquot; قبل الاتفاق حول السلاح الكيميائي السوري، quot;وتحول إلى شريكquot; بعده، مضيفاً quot;إلا أن بشار لم يسقط أبدًا ومهما يقول الناس، فهو لم تساوره الشكوك على الإطلاق، لا لجهة ما يحق له، ولا لقدرته على حسم الأمور لصالحهquot;.

وجاء كلام الإبراهيمي ردًا على سؤال حول ما إذا كان الاتفاق الروسي الأميركي حول نزع الترسانة الكيميائية السورية الذي تم التوصل إليه في سبتمبر/ أيلول بعد تهديد بضربة عسكرية أميركية، قد أدى إلى تعويم الأسد.
وأبدى الابراهيمي حذره حول مشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف 2.

جنيف بداية مسار

وقال إن المؤتمر المزمع عقده في نوفمبر/ تشرين الثاني quot;هو بداية مسار نأمل في أن تتمكن المعارضة من الاتفاق على وفد ذي صدقية وقدرة تمثيلية لا يجب أن تكون لدينا أوهام: لن يحضر الجميع المرحلة اللاحقة لهذا المسار يجب أن تشمل أكبر عدد ممكنquot;.

ولم تتضح بعد المواقف النهائية للطرفين الأساسيين في النزاع من المؤتمر، فالنظام يبدي استعداده للمشاركة quot;من دون شروط مسبقةquot;، إلا أنه يرفض في الوقت نفسه محاورة quot;الإرهابيينquot; (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة)، أو البحث في مصير الرئيس الأسد.

واعتبر الابراهيمي، وهو الديبلوماسي الجزائري الذي عرف عنه توليه لمهمات مستحيلة، أن quot;ما يهدد سوريا ليس تقسيم البلاد. الخطر الحقيقي الذي يواجه هذا البلد هو نوع من quot;الصوملةquot;، يكون أطول وأعمق مما رأيناه في الصومالquot;.