ساعدت تسريبات إدوارد سنودن التنظيمات المتشددة ومن بينها القاعدة، على إعادة ترتيب أوراقها في مساعيها لمراوغة الأساليب التي تنتهجها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الغربية للإيقاع بالارهابيين.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: حذر رئيس جهاز إم آي 6 البريطاني من أن المعلومات الأمنية التي سربها الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية، ادوارد سنودن، أتاحت الفرصة لتنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المتطرفة بأن يغيروا من التكتيكات التي كانوا ينتهجونها سابقاً.

وأكد أن ذلك ساعد مثل هذه التنظيمات على إعادة ترتيب أوراقها في مساعيها لمراوغة الأساليب التي تنتهجها مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الغربية حول العالم.

وأكد رئيس جهاز الإم آي 6، سير جون ساورز، أن خصوم بلاده quot;يفركون أيديهم من فرط السعادةquot; بسبب تسريب التكتيكات التي كانت تستعين بها الأجهزة الأمنية البريطانية.

وأشار مسؤولون بريطانيون إلى أن مثل هذه الكشوفات والتسريبات منحت لتنظيمات كتلك، فرصة لمراوغة أساليب التجسس التي كانت تتبعها المملكة المتحدة، وهو ما عرَّض العمليات الاستخباراتية للخطر وتسبب بحدوث أضرار ستستمر لأعوام.

وكانت الملفات الخاصة بمقر الاتصالات الحكومية في بريطانيا قد سُرِقت من وكالة الأمن القومي الأميركية عن طريق عميل السي آي إيه السابق، ادوارد سنودن، وأفصح عنها في صحيفة الغارديان البريطانية، وهو ما أحدث ردود فعل متفاوتة في وقتها.

وأطلق سير ساورز تحذيراته هذه خلال جلسة استماع برلمانية، وصفت بأنها جلسة تاريخية، أدلى فيها علانيةً للمرة الأولى رؤساء أجهزة الإم آي 5 والإم آي 6 ومقر الاتصالات الحكومية البريطانية بشهاداتهم مقترنةً بالأدلة على كل ما يقولونه.

واستغل رؤساء تلك الأجهزة، تلك الجلسة، لمهاجمة التسريبات التي يتم نشرها من جانب سنودن والغارديان، مؤكدين أن مهمتهم باتت الآن quot;أكثر صعوبةquot; مما كانت عليه قبل خمسة أشهر.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ونائبه ووزير الداخلية قد حذروا من خطر أن تصبح البلاد أقل أماناً على خلفية تسريبات مقر الاتصالات الحكومية.

وكان كاتب العمود في صحيفة الغارديان، جوناثان فريدلاند، قد صرح لهيئة الإذاعة البريطانية بأنهم لم ينشروا سوى 0.07 % من الوثائق التي سربها إليهم ادوارد سنودن، وأن كل الوثائق المخبأة كانت ستظهر على الإنترنت لولا نشرهم الموضوع.