بعد الخفافيش والتمور.. أثار اكتشاف إصابة quot;جملquot; سعودي بفيروس كورونا القاتل تفاؤلاً حذرا من قبل العلماء لمعرفة مصدر المرض الناقل للعدوى، خصوصا في السعودية.


الرياض: يبدو أن فيروس quot;كوروناquot; يعود من جديد ولكن هذه المرة قادما على سفينة الصحراء quot;الجملquot;، فبعد أن اتهمت الخفافيش والتمور وغيرها على أنها ناقلة للمرض القاتل اتضح اليوم الاثنين أن وزارة الصحة السعودية بصدد التوصل إلى فتح علمي جديد قد يسهم في معرفة مصدر فيروس كورونا وذلك بعد التأكد من إصابة جمل بالفيروس في حظيرة تابعة لمواطن سعودي في الـ 43 من عمره مصاب هو أيضا بالفيروس ويتلقى العلاج في أحد مستشفيات جدة.

وقالت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني إنها سبق وأعلنت عن حالة اصابة بفيروس كورونا في جدة لمواطن يبلغ من العمر (43) سنة وأنها وضمن أعمال التقصي الوبائي الذي تقوم به الوزارة بشكل علمي ومنهجي فقد قامت بفحص المخالطين للمصاب وفقاً للمعايير العلمية المتبعة ، كما قامت الوزارة ضمن سعيها لمعرفة وتقصي مصدر العدوى بأخذ عينات من البيئة المحيطة بالمريض بما في ذلك مجموعة من الجمال في حظيرة تابعة للمريض ، وقد اتضح ايجابية احد الجمال للفحوصات المخبرية المبدئية للفيروس .

وأكدت الوزارة أنها تعمل حالياً وبالتنسيق مع وزارة الزراعة والجهات العلمية لتأكيد الفحوصات وعزل الفيروس ومقارنته من ناحية التركيب الجيني مع فيروس المريض. وفي حال ثبوت تطابق الفيروس المصاب به المريض والجمل فإن ذلك يكتشف للمرة الأولى على مستوى العالم ويعتبر فتحا في معرفة مصدر هذا الفيروس وسيساهم في معرفة العالم لوبائية المرض وطرق انتقاله.

ورغم أن تصريحات وزارة الصحة السعودية تؤكد السيطرة على زمام الأمور خلال حج العام المنقضي، تم الكشف عن أن معظم الحالات المكتشفة خليجيا كان اصحابها مروا من هنا اما لحج او عمره، حتى أن سلطنة عمان أعلنت قبل أيام أن المرض قد وصل لأحد مواطنيها. وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن المريض كان يعاني عدة أمراض مزمنة منها السكر والضغط وقصور في القلب وأن سبب الوفاة الرئيس يعود إلى قصور في وظائف الرئة ما أدى إلى تدهور الحالة التي انتهت بالوفاة.

ووفقا لاحصائيات رسمية، بلغ مجموع الحالات المصابة بفيروس الكورونا التي تم تسجيلها بالمملكة 114 حالة حتى الآن منها 49 حالة وفاة. وأصدرت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، تحذيراً عالمياً أواخر سبتمبر، قائلة: إن الفيروس الذي لم يكن معروفاً من قبل في البشر، أصاب قطرياً (49 عاماً)، كان قد سافر مؤخّراً إلى السعودية، بينما تُوفّي شخص آخر كان مصاباً بنفس الفيروس. ويسبب الفيروس الجديد، بعض أعراض مرض (سارس)، الناجم عن فيروس إكليلي آخر، والذي ظهر في الصين عام 2002، وتسبّب في وفاة عُشر المرضى الذين أُصيبوا به، في مختلف أنحاء العالم، وعددهم 8000 شخص.

ومن بين الأعراض في الحالات المؤكدة، الحمى والسعال وصعوبات في التنفس. وتنتشر الفيروسات الإكليلية، بنفس طريقة حالات عدوى الجهاز التنفسي الأخرى، مثل الإنفلونزا، وتنتقل عبر الرذاذ المنتشر في الهواء، عندما يقوم المصاب بالعطس أو السعال. وقالت المنظمة: إن تحقيقات تجري، لمعرفة المصدر المحتمل للعدوى، وطريقة الإصابة، وإمكان انتقال الفيروس بين البشر. وحثّت منظمة الصحة العالمية، الدول الأعضاء، على مواصلة مراقبة حالات عدوى الجهاز التنفسي الحادّة.

وأضافت: إلى أن تُتاح المزيد من المعلومات، من المهم أن نُدرك أن الفيروس يُمكن انتشاره، على نطاق أوسع من الدولتين اللتين تم فيهما رصد حالات. ولعل من أهم طرق الوقاية من المرض والحد من انتشاره المداومة على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لمدة 15-20 ثانية خصوصاً بعد السعال أو العطس أو فركها بالجل المعقم لليدين وكذلك استخدام المنديل عند السعال أو العطاس وتغطية الفم والأنف به ثم التخلص منه في سلة النفايات إضافة إلى محاولة تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد إلا بعد التأكد من نظافتهما مع ضرورة تجنب الاحتكاك بالمصابين وكذلك مواقع الازدحام والتجمعات التي ظهر فيها المرض قدر الإمكان وكذلك التقيد بالتوجيهات التي تصدرها وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى.