تواصل دول 5+1 خلال اليومين المقبلين مباحثاتها مع إيران بخصوص برنامجها النووي، وأمل الخروج باتفاق لا يطمئن المنطقة إلى مصير أفضل.


بعد التقدم المتعثر الذي احرزته محادثات إيران مع دول 5+1، خلال المحادثات التي تواصلت من السابع حتى التاسع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، تتجه هذه الدول للاجتماع في العشرين من هذا الشهر للتوصل إلى اتفاق تاريخي بهذا الشأن، كما يبدو من تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، التي اكد فيها أن الخطوات التي يجب اتباعها لنزع فتيل الأزمة وإيجاد الظروف اللازمة لابرام اتفاق نهائي واضحة لكل من مجموعة الدول الست المشاركة في المحادثات وإيران، أي أن هذه الدول التي تتقدمها الولايات المتحدة الأميركية نجحت بانتزاع تنازلات من طهران باتجاه عدم استثمار التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية، مقابل ازالة الحصار الاقتصادي عنها تدريجًا.

تشاؤم!

يتساءل كثيرون إن كان أي اتفاق محتمل بين طهران والغرب سينعكس إيجابًا على المنطقة، لكنّ قرّاء إيلاف لا يرون أي نسبة تفاؤل في الاتفاق المقبل، إذ قال 72% ممن شاركوا في الاستفتاء الأسبوعي أنهم لا يرون في الاتفاق بين إيران والدول الكبرى ما يحقق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بينما خالفهم 29،28% الرأي. وقد بلغ عدد القرّاء المشاركين في الاجابة على سؤال الاستفتاء 3921.

بدت بوادر الاتفاق المتوقع من الجولات المكوكية التي ينشط فيها قادة ووزراء الخارجية في الدول الكبرى في ما بينهم ومع حلفائهم في المنطقة، لتوضيح خطوط الاتفاق الذي سيبرم مع إيران، وتبديد أي مخاوف من توجهاتها النووية.

مكاسب مختلفة

كذلك سعت طهران لانتزاع مكاسب اقتصادية وسياسية بازالة الحصار عن اقتصادها المتهاوي وفك عزلتها السياسية، وتحقيق انفراجات ترضي معظم الاطراف في الازمة السورية. لكن هذا الاتفاق بين إيران والدول الكبرى ينظر اليه مرحليًا وليس دائمًا لاختبار نوايا طهران في الجانب العسكري.

فاسرائيل حذرت الدول الكبرى من التوصل لاتفاق قد تستثمره طهران لصالحها، وبالتالي يتحول وبالًا على المنطقة كلها. فقد علل الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز أن امتلاك بلاده قنبلة نووية لم يكن خافيًا، ولم تهدد اسرائيل بها أحداً، كما هو الامر مع إيران التي يرى انها تهدد كل جوارها، على حد قوله.

فرح إيراني

يرى مراقبون أن نوبة فرح تنتشر في إيران بسبب التقارب مع الغرب، الذي خططت له منذ الانتخابات الاخيرة حين دعمت القوى المحركة لخيوط السياسة الإيرانية المرشح الاصلاحي روحاني، الذي كان يقف وحده تقريبًا ضد عدد من المرشحين المحافظين، الذين تبددت اصواتهم من دون وصول عتبة النجاح.

ويضيف هؤلاء أن روحاني كان مطلبًا إيرانيًا استراتيجيًا، بعد العزلة التي رسخها الرئيس السابق المحافظ محمود أحمدي نجاد، أي أن انجاح المفاوضات مع الدول الكبرى مطلب إيراني، تستعد طهران أن تقدم لإجله كل التنازلات. وهو ما حصل بالفعل، ففي جنيف اجتمع الأميركيون والإيرانيون 72 ساعة وبدوا مرتاحين من مشروع الإتفاق الذي أبقيت بنوده سرية، ومازال على الطاولة لتبديد الخلافات التي تقول أوساط جنيف إنها بسيطة.

قلق فرنسي

ثمة قلق في دول جوار إيران الخليجية، خصوصًا إذا أتى الاتفاق مع طهران على حساب مصالحها، لجهة تعويم إيران كدولة كبرى في المنطقة ترى أنها متورطة في التدخل بشؤونها الداخلية، وسط تصاعد موجة النزاع الطائفي في المنطقة العربية والاسلامية. حيث توجه لإيران اتهامات بدعم مجموعات اثنية وتحريضها على الخروج على أنظمة الحكم في بلدانها.

هذا الامر هو ما عكر موجة التفاؤل التي سادت مباحثات جنيف في مطلع هذا الشهر، حيث تطلب على الدول الكبرى العودة لحلفائها ولقادتها لبحث الخطوة الكبرى والخطيرة التي ستشهد توقيع الاتفاق التاريخي مع طهران هذا الاسبوع، وفق توقعات المراقبين الذي يرون أن إيران ستقبل بما هو مطلوب منها من اجل الخروج من عنق زجاجة الحصار، وان الدول الكبرى خاصة أميركا وبريطانيا وروسيا تدعم هذا الاتفاق بقوة وترى أن بديله الحرب.

كما ترى فيه بداية لحل الازمة السورية ايضًا، باستثناء فرنسا التي تتهم بتعطيلها الاتفاق خلال الايام الماضية بنشرها بنوده السرية، فهي لا ترى مصلحة لها ولحلفائها في المنطقة اذا ما نجحت إيران في عقد الاتفاق من دون تقييدها ببنود ملزمة.