فيما عطلت مياه امطار غزيرة، لم يشهدها العراق منذ 20 عامًا تجاوزت نسبتها 50 مللم، الحياة في العاصمة ومحافظات الجنوب وعطلت مدارسها واداراتها العامة، يترأس نوري المالكي الثلاثاء اجتماعًا لحكومته لبحث خطط الطوارئ لتفادي مخاطر فيضانات يتوقع أن تسببها هذه الامطار، فيما طالب مقتدى الصدر البرلمان باستجواب رئيس الوزراء وعدد من مساعديه في المجال الخدماتي.

يبحث مجلس الوزراء العراقي في جلسة يترأسها رئيسه نوري المالكي اليوم الثلاثاء سبل دعم المحافظات في مواجهة آثار الامطار الغزيرة وغير المسبوقة منذ عقدين ووصل معدل هطولها الى اكثر من 50 مللم وتعزيز الاجراءات المتخذة لدرء مخاطرها على المواطنين والمزارع والمرافق العامة.
وقالت الامانة العامة لمجلس الوزراء إنها تتابع اجراءات محافظة بغداد وامانتها والمحافظات الوسطى والجنوبية والجهات الساندة الأخرى المتخذة لمواجهة مياه الأمطار . واشارت في بيان الى أنها تتابع اجراءات محافظات ميسان والديوانية وواسط وذي قار والسماوة والنجف وبابل والبصرة، اضافة إلى محافظة بغداد . وقالت إن محافظة البصرة خصصت خمسة مليارات دينار عراقي (4 ملايين ونصف المليون دولار) وشكلت خلية أزمة برئاسة المحافظ وعضوية مدراء دوائر الخدمات البلدية، إضافة إلى الاستعانة بقوى الدفاع المدني والهلال الأحمر في المحافظة . كما اعلنت أمانة بغداد اتخاذ اجراءات عاجلة بفتح خطوط طوارئ لتصريف مياه الأمطار في عدد من مناطق العاصمة.
وكان المالكي دعا الاحد الماضي إلى الخروج من دائرة معالجة الطوارئ إلى وضع الخطط العملية والاستراتيجية لمعالجة الآثار المتوقعة للأمطار. وطالب خلال اجتماع مع المحافظين بتشخيص الخلل قبل وقوعه وحل العقبات ضمن سياقات عمل الدولة بدل الظهور في الإعلام وquot;التباكي وتبادل اللوم والاتهامquot; على الواقع quot;المأساويquot;، كما قال .
وقد اعلنت محافظات الجنوب العراقي عطلة رسمية لمدارسها واداراتها العامة عدا الخدمية منها اليوم وغدًا حفاظاً على حياة الطلاب وخوفاً من سقوط ابنية المدارس على رؤوسهم وتقليل معاناة المواطنين الناجمة عن غزارة الأمطار، وحتى يتسنى للدوائر المختصة تخليص الأحياء السكنية والشوارع الغارقة من المياه المتراكمة فيها، كما قال مسؤولون محليون.
وتتعرض المحافظات الجنوبية العراقية منذ الساعات الاخيرة إلى عواصف رعدية وأمطار غزيرة لم تحدث منذ سنوات، ووصلت الى العاصمة الليلة الماضية وتستمر لثلاثة أيام بسبب اندماج منخفضي البحرين الأحمر والمتوسط الجويين، وسط توقعات بتلاشي هذا المنخفض الجوي يوم الخميس المقبل .
الصدر يدعو البرلمان لاستجواب المالكي ومسؤولي الخدمات
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة الى تعويض المتضررين من الأمطار التي تشهدها البلاد وطالب مجلس النواب بإستدعاء رئيس الحكومة نوري المالكي ووزير البلديات والمسؤولين المحليين لمساءلتهم بشأن غرق العاصمة بغداد وبعض المحافظات.. وقال الصدر في بيان اطلعت quot;ايلافquot; على نصه :
بسمه تعالى
انطلاقًا من الواعز الديني والوطني ولرفع معاناة الشعب العراقي المظلوم من جراء سوء البنية التحتية وتصريف المياه والأمطار التي راح ضحيتها المنازل والمحال والشوارع والطرق والممتلكات مما لا يشعر به إلا الفقراء الذين يقطنون الأحياء الفقيرة بل عمّ حتى مناطق بغداد الراقية .
فمن هذا المنطلق ادعو وأطالب بما يلي :
1. على الحكومة العراقية تعويض المتضررين من جراء مياه الأمطار وبأثر رجعي كما يعبرون .
2. الاسراع بوضع حلول ناجعة وناجحة للحيلولة دون حدوث غرق وفيضان اذا أمطرت سماء العراق بل الاستفادة من مياه الأمطار قدر الإمكان.
3. على البرلمان العراقي الموقر استدعاء كل من :
أ. رئيس الوزراء
ب. وزير البلديات
ج. المحافظين
ء . مدراء البلديات
وكل من له دخل في تلك المعاناة .. سائلاً العلي القدير أن يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة غير متناسين الحكمة القائلة (من امن العقاب أساء الأدب) ومن امن المتابعة وبعد عنه الإشراف أساء التصرف وقصر بالعمل لينطبق عليه المثل العامي ( إن غاب القط العب يا فأر) مع الاعتذار للشعب الحبيب عن كل تقصير .
مقتدى الصدر
وكانت امطار شديدة ضربت بغداد ومناطق أخرى من العراق في الثامن من الشهر الحالي وسط انتقادات للسلطات بعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لدرء خطر الفيضانات التي سببتها الامطار والتي ادت الى مصرع إمرأة وابنتيها لدى انهيار منزلهن، حيث ارتفع مستوى المياه في الشوارع العامة وشوهدت مستنقعات وبرك مياه كبيرة وعديدة في معظم مناطق العاصمة ما أدى إلى إعاقة حركة سير المركبات وتذمر المواطنين واعلان عطلة رسمية. وأظهرت موجات الأمطار التي يتواصل هطولها منذ اسبوعين مع فترات توقف حجم العيوب في شبكات المجاري وصعوبة تصريف مياه الأمطار التي شكلت فيضانات كبيرة لم تنفع معها الحلول الترقيعية التي لجأت إليها الدوائر المعنية.
يذكر أن بغداد والمحافظات العراقية تعاني منذ سنوات من مشاكل كبيرة في مجال الخدمات وفي مقدمتها انقطاع الماء والكهرباء لاكثر من 10 ساعات يوميًا وتهاوي مجاري الصرف الصحي وسوء شبكات الطرق.