قال جون كيري إن الثورات العربية لم تقم على أساس طائفي ولا ديني، وإنما بسبب الظلم الواقع على الشعوب، مؤكداً أن الإخوان المسلمين في مصر سرقوا ثورة 25 يناير.

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في موقف حاسم هو الأحدث بشأن الثورة المصرية التي بدأها عدد من الشباب في ميدان التحرير، أنها quot;تعرضت للسرقةquot; على يد جماعة الإخوان المسلمين.وتصريح كيري الجديد أمام مؤتمر أمني دولي استضافته وزارة الخارجية الأميركية، الاربعاء، يحسم الجدل الدائر حول تباين موقف الإدارة الأميركية من إطاحة حكم الإخوان في مصر.
وما زالت الانقسامات قائمة، حيث ظهرت إلى العلن أخيراً بين أركان الإدارة خلافات حول كيفية التعامل مع مصر وخاصة بين وزير الخارجية ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس.وكان موقع (ديلي بيست) الأميركي الالكتروني كشف في تقرير خاص كتبه جوش روجين مطلع الأسبوع الحالي أنه قبيل زيارة كيري الأخيرة لمصر طلبت منه رايس أن يدلي ببيانات قوية عن محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وفي طريقه إلى القاهرة قرر كيري أن لا يلتفت لتعليمات البيت الأبيض.
وإلى ذلك، قال كيري في مؤتمر الأمن إن الربيع العربي لم يبدأ بصراع طائفي أو بأسباب دينية، وإنما بإحراق الشاب التونسي، محمد البوعزيزي، نفسه احتجاجًا على الفساد. واضاف وزير الخارجية أمام المؤتمر الذي ناقش قضية التشدد والإرهاب، إن دور أميركا في حفظ الأمن الدولي،والتصدي للنزاعات حول العالم هو العلاج الأمثل بمواجهة موجات التشدد.
لا دوافع دينية
وتابع كيري: quot;بائع الخضار التونسي الشاب (محمد البوعزيزي) الذي أحرق نفسه وأشعل الثورة في تونس لم يفعل ذلك بدوافع دينية أو أيديولوجية، وإنما تصرف رداً على صفعة من عنصر بالشرطة.. لقد أتعبه الفساد وأراد الحصول على فرصة للحياة عبر بيع بضاعتهquot;.
وأضاف الوزير الأميركي: quot;وأولئك الشبان في ميدان التحرير (بالقاهرة)، لم يتحركوا بدافع ديني أو أيديولوجي، وإنما بسبب ما شاهدوه حولهم في هذا العالم وقد أرادوا الحصول على فرص وعلى تعليم ووظائف ليضمنوا مستقبلهم، وأرادوا أيضًا التخلص من حكومة فاسدة حرمتهم من كل هذاquot;.
وأشار كيري، في أوضح موقف له حيال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، الذي أدى عزله إلى فتور في العلاقات بين واشنطن والقاهرة، إلى أن شبان ميدان التحرير نظموا اعتصاماتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي وحققوا ثورتهم quot;التي سرقتها لاحقًا الجماعة الأكثر تنظيمًا، وهي جماعة الإخوان المسلمينquot;.
لا ذكر لمرسي
وكان مسؤولون في الإدارة قالوا إن كيري لا يتفق مع رايس حول أجزاء كبيرة من سياسة واشنطن إزاء مصر واتخذ قراراً متعمدًا وواعياً بعدم ذكر مرسي في لقاءاته في القاهرة، حيث لم تكن رايس راضية عن هذا الموقف.
وأشار المسؤولون إلى أن الخلاف بين وزير الخارجية ومستشارة الأمن القومي بشأن كيفية معالجة العلاقة المضطربة والصاخبة مع مصر quot;ما هو إلا أحدث مثال على الكيفية التي أدار بها البيت الأبيض نهج السياسة الأميركية إزاء مصر بطريقة تتعارض مع رغبات وزارة الخارجية والبنتاغونquot;.
وكان كيرى امتنع عن ذكر مرسي أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، كما أنه لم يتطرق الى مسألة محاكمته في مختلف لقاءاته الخاصة مع المسؤولين المصريين.
وفي الأخير، فإن كيري قال أمام مؤتمر الأمن إن الثورة السورية لم تكن صراعاً سنيًا شيعيًا، وإنما كانت عبارة عن تحرك شبابي يطالب بالإصلاح، ولكن الرئيس بشار الأسد، رد عليها بالرصاص والقذائف والعنف، ما أدى إلى تجذر الاقتتال المذهبي.