أكد السفير السعودي في لبنان أن السفارة السعودية مستمرة في عملها، بالرغم من غيابه عنها، ووصف اتهام السعودية بالوقوف وراء عملية استهداف السفارة الإيرانية في بيروت بأنه غير مسؤول.


حيان الهاجري من الرياض: بالرغم من تأكيدات حزب الله، ذراع الإيرانيين في لبنان، أن الرد على تفجيري السفارة الإيرانية في بيروت سيأتي في سوريا، تحوّلت السفارة السعودية في بيروت إلى قلعة حصينة، إذ تضاعفت الإجراءات الأمنية فيها وفي محيطها، بعدما تداعت قوى الثامن من آذار إلى اتهام السعودية بالتفجيرين.

اتهام غير مسؤول
غير أن جريدة عكاظ السعودية نقلت عن السفير السعودي لدى لبنان، علي عواض عسيري، تأكيده على أن سفارة خادم الحرمين الشريفين في بيروت لم تتلق أية تهديدات، وأن طاقمها السياسي والثقافي والقنصلي مستمر في أداء مهامه اليومية، وأبدى شكره للقيادات اللبنانية التي اتصلت بالسفارة، وأكدت التزامها حماية أمنها، معتبرة أن أمن الدبلوماسيين يأتي على عاتق مسؤولية الدولة المضيفة، والحكومة اللبنانية معنية بأمنهم وسلامتهم على أراضيها.

وقال عسيري: quot;الاتهامات والتهديدات التي توجّه إلى السعودية بالإرهاب، وما يخص الأعمال التفجيرية في بيروت، وخصوصًا استهداف السفارة الإيرانية، غير مسؤولة، ولا تمثل اللبنانيين بمواقفهم المعروفة تجاه السعوديةquot;.

أضاف: quot;السعودية خير داعم لمكافحة الإرهاب، وقد أثبتت ذلك في الكثير من القضايا، إضافة إلى أنها من أبرز المتضررين من الإرهاب، بعدما استهدفها مرات عدةquot;.

عجز أو خبرة؟
وكانت التقارير الصحافية سلطت الضوء على غياب السفير السعودي عن لبنان، لتثير التكهنات حول شيء يحضّر، إلا أن عسيري أكد أن وجوده في السعودية حاليًا نتيجة عمل مكلف به، ومن المفترض أن يعود إلى لبنان قريبًا، quot;وسواء كنا في السعودية أو في لبنان فعمل السفارة مستمرquot;.

الجدير بالذكر أن وجود عسيري في السعودية سابق على تفجيري السفارة الإيرانية، ونمت شائعات سرّبها محللون مساندون للنظام السوري تقول إن القيادة السعودية تنوي استبدال عسيري بسفير آخر، إما لأنه عجز عن أداء مهمات كلف بها تتصل بالوضع في سوريا، وإما للاستفادة من خبرته في سياسة استباقية لتداعيات أي اتفاق إيراني أميركي على دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، وفق ما قاله المحللون، في تناقض واضح بين عجز عسيري وخبرته.

سهر على الطلاب
إلى ذلك، نقلت quot;عكاظquot; عن الملحق الثقافي للسفارة السعودية في لبنان مساعد الجراح تأكيده أن الملحقية اتخذت كل الإجراءات الكفيلة تأمين حماية الطلاب السعوديين في لبنان. وأوضح الجراح: quot;لا قرار حتى الآن بمغادرة الطلاب السعوديين، لأنهم يمرون بفترة امتحانات، وترحيلهم فجأة قد يسبب ضررًا بمستقبلهم العلميquot;.

أضاف الجراح: quot;تقوم الملحقية الثقافية بمتابعة الطلاب والاطمئنان إليهم بشكل دائم، إضافة إلى أنها وفي حال تطور الأحداث الأمنية في لبنان ستقوم بنقل الطلاب إلى دول ابتعاث أخرى، أو ستعيدهم إلى المملكة لمتابعة تحصيلهم العلميquot;.