الرياض: يرى محللون ان ايران تسعى الى تحقيق اختراقات في مجلس التعاون الخليجي مستفيدة من الزخم الذي اوجده الاتفاق الموقت مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي لكن السعودية العمود الفقري لهذا التكتل الاقليمي تحاول صد هذه quot;الاندفاعةquot;.
وقال الاكاديمي والباحث خالد الدخيل لوكالة فرانس برس ان ايران quot;تسعى للاستفادة من الزخم الذي اوجده الاتفاق باقصى ما يمكنها في حين تحاول السعودية صد هذه الاندفاعةquot;.
وكانت ايران ومجموعة الدول الست (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) ابرمت في جنيف اتفاقا مرحليا لمدة ستة اشهر تحد بموجبه ايران من انشطتها النووية مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الغربية التي تخنق الاقتصاد الايراني.
واشار الدخيل الى quot;حملة ايرانية في المنطقة عبر محاولة طهران خلق فجوة بين السعودية وبعض دول الخليج مثل سلطنة عمان وقطر، كما كانت سوريا تفعل سابقاquot;.
وقد قام وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف بجولة في المنطقة شملت الكويت وسلطنة عمان وقطر حيث استقبله رؤساء هذه الدول.
كما قام امس بزيارة الى الامارات حيث لقي اهتماما كبيرا واستقبله رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان الذي قبل دعوة لزيارة طهران.
واعلن ظريف مرارا رغبته في زيارة السعودية quot;الدولة المهمة وصاحبة التاثيرquot; في حين كتبت صحيفة quot;الشرق الاوسطquot; ان وزير خارجية ايران طلب مقابلة الملك عبد الله لكن الرياض ردت ان الوزير الايراني سيلتقي نظيره فقط.
وفي هذا الصدد، قال رئيس مركز الخليج للابحاث عبد العزيز بن صقر لفرانس برس ان ما quot;يهم السعودية اولا هو التدخل الايراني في الشؤون الداخلية لدول خليجية وفي سورياquot;.
واضاف ان quot;للكويت وقطر حقول طاقة مشتركة مع ايران في حين تحاول الامارات تحسين موقعها التجاري اما سلطنة عمان فان منهجها مغاير للخط الرئيسي لدول الخليج منذ ايام الرئيسين المصري انور السادات والعراقي صدام حسينquot;.
وتابع بن صقر ان الحوار مع ايران سيكون حول quot;تدخلها في البحرين والعراق وسوريا ولبنان واستخدامها العامل الطائفي ليس اكثرquot;.
وفي هذا الاطار، اعتبر الدخيل quot;اتهام حسن نصر الله السعودية بتفجير سفارة ايران في بيروت تصعيدا خطيرا لانه بالعادة ليس تصادميا بهذا الشكل مع المملكةquot;.
وتساءل عما اذا كان الامين العام لحزب الله quot;يريد افشال الانفتاح الايراني على الغرب لابعاد شبح تصفية الحزب في وقت لاحق، ام انه ياتي ضمن سياسة ايران بوجهيها البارد والساخنquot;.
ورأى الباحث ان quot;حل مشكلة الخليج لن يتم الا بتعزيز القوة العسكرية للسعودية بما يتناسب مع حجمها الاقتصادي ودورها في المنطقة وتخلي ايران عن ورقة تحالف الاقليات من العراق الى سوريا ولبنانquot;.
لكنه قال مع ذلك ان الاتصالات السعودية مع روسيا قد تشكل عاملا يساهم في الحوار مع ايران حول هذه المسائل وسوريا خصوصا.
وفي هذا السياق، قال الدخيل ان لقاء رئيس الاستخبارات العامة الامير بندر بن سلطان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو قبل يومين تمحور حول quot;سوريا كونها الموضوع الرئيسيquot;.
واضاف ان quot;السعودية تاخرت في التواصل مع الروس. كان يجب حصول ذلك مع الاسابيع الاولى للثورة السوريةquot;.
وعزا ذلك الى quot;التوقعات التي كانت سائدة بان واشنطن جادة في اسقاط نظام الاسدquot;.
لكن بن صقر قال ان quot;لدى الروس اوراقا مهمة كالعلاقات مع ايران وسوريا كما ان بحوزة السعودية مفاتيح كثيرة (...) لا توجد اندفاعة قوية بين الطرفين لكن كل منهما يعرف مكانة الاخر وحجمهquot;.
واضاف ان quot;بوتين اكد للملك عبد الله في المكالمة الهاتفية الاخيرة ان موسكو تؤيد نتائج جنيف الذي يدعو الى قيام سلطة انتقالية في سوريا، اي القبول بتنحية الاسد عن السلطةquot;.
وكان الامير بندر كان التقى بوتين في 31 تموز/يوليو الماضي ايضا.
من جهته، قال انور عشقي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لفرانس برس ان الامير بندر يعمل مع الروس على quot;بلورة حل للازمة في سورياquot; التي توقع quot;انتهاءها في غضون ستة اشهرquot;.
واضاف ان المجتمع الدولي quot;يذلل العقباتquot; لكن تبقى مسائل عالقة مثل quot;الارهابيينquot; وquot;امن الحدود مع اسرائيلquot;.
اما مصير quot;الاسد فهو الخروج الامن او الملاحقة القضائية دولياquot;، على حد قوله.