سلطان القحطاني من الكويت:كان واضحًا من الاجتماع التمهيدي، الذي عقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون مساء الاثنين في الكويت، مدى تباين المواقف بين دول المجلس، ما جعل المباحثات تستهلك ساعات أطول، وذلك بسبب ملف الاتحاد الخليجي الذي أثار حفيظة سلطنة عمان، وتسبب في تعكير أجواء القمة قبل بدايتها، في وقت أكد فيه مطلعون أن الملف سيبحث في القمة.
وطرحت فكرة الاتحاد بين دول المجلس في قمة الرياض بمبادرة من العاهل السعودي الذي طالب بانتقال دول المجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، بغية أن تتحرك هذه الكتلة التي تحتضن نحو أربعين في المئة من المخزون النفطي العالمي، بشكل أكثر قوة وتأثيراً في محيطها، في ظل توقعات بعودة إيران إلى المسرح الدولي بقوة بعد اتفاق جنيف.
ورغم أن أحاديث سابقة لدبلوماسيين هنا في العاصمة الكويتية أشارت إلى احتمال رفع بند الاتحاد من هذه القمة وتحريكه للمستقبل، بعد الطلب العماني، إلا أن مسؤولين كويتيين أكدوا أن الملف لا يزال مطروحاً للتشاور خلال هذه القمة، ضمن ملفات الاتفاق الإيراني الغربي، ومستقبل الوضع في مصر، إضافة إلى الملف السوري الذي يحظى بأهمية خليجية قصوى.
وفاجأ السلطان قابوس دول الخليج برسالة رسمية قبل بدء القمة بيوم، تحمل فيها معارضة بلاده من مجرد بحث ملف الاتحاد، وأن ذلك يعني عملياً خروج عمان بشكل مباشر من دول مجلس التعاون، رغم أن عمان كانت قد دعت إلى مشروع مشابه في أواخر السبعينات، وتم تجاهله.
ومعروف عن عمان معارضتها لأغلب قرارات دول مجلس التعاون، ما جعل التراشق الإعلامي بينها وبين وسائل إعلامية خليجية يصل الى حده الأعلى، معتبرين إياها مجرد أداة إيرانية، بينما يقول أهل المقام الرفيع في مسقط أن سياسات المجلس مجرد ردود أفعال لا أكثر، وأن هذا الاتحاد لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات الإقليمية.
بيد أن عمان أكدت أكثر من مرة أنها لن تواجه الاتحاد الخليجي بشكل سلبي، لكنها ستنسحب من المجلس، معتبرة أن هذه الخطوة ليست موجهة ضد أحد.
وتخشى مسقط، أو أنها لا تريد، الدخول في صدام مباشر مع طهران، التي تربطها بها علاقات خاصة، بل حمت عرش السلطان حين ثارت ثورة ظفار وهددت النظام الحاكم.
وتقول أجواء القمة هنا في الكويت أن هنالك توافقاً بحرينيًا سعوديًا قطرياً على فكرة الاتحاد بشكل تدريجي، بينما لدى الإمارات والكويت بضع نقاط تود أن تخضعها للدراسة.
وقال مصدر كويتي لـquot;إيلافquot; إن بلاده عدلت عددًا كبيرًا من تشريعاتها لتتوافق مع دول المجلس، وذلك تحسبًا لخطوة كبيرة تتمثل في الاتحاد. وقال:quot; إذا وجدنا اختلافاً في التشريعات فإننا دائمًا نصيغها على غرار أغلبية دول المجلس لأن الاتحاد قد يكون خطوة مستقبليةquot;.
ويدخل الخليجيون هذه القمة على أصداء الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، الذي تفاجأوا به، باستثناء عمان، ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر خشية هيمنة إيرانية متوقعة على ضفتي الخليج الغني بالنفط.
والأهم من ذلك أن الخلافات البينية بين دول المجلس وصلت إلى حد لم يعد من الممكن إخفاؤها، خصوصًا الخلاف السعودي القطري، والتوجس العماني المستمر من الإمارات، ما قد يحول هذه القمة إلى قمة تسويات لا أكثر.
وحول إذا ما يمكن أن يتم تجاهل عمان، ويمضي المجلس دون الالتفات إلى مقاطعتها، قال مصدر كويتي لـquot;إيلافquot;:quot; الأهم لدينا هو ألا نلغي مؤسسة كاملة ذات تاريخ من أجل خلافات بين الدول. الحل هو أن تبقى المؤسسة ونحاول التوصل إلى إصلاحات داخل إطارها. ليس من السهولة إخراج عضو من المجلس بهذه الطريقةquot;.