أظهرت صور للرئيس العراقي جلال طالباني من مصحته في المانيا التقطت له الاحد الماضي، أنه بصحة جيدة جالسا مع عقيلته وبدا وهو يحرك يديه على عكس ماتردد قبل ايام عن موته سريريا.


أسامة مهدي: نشرت مواقع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وقنواته الفضائية بزعامة طالباني مساء الثلاثاء صورا جديدة له تظهره جالسا مع عقيلته هيرو ابراهيم أحمد حيث اكدت أن الصور التقطت الاحد الماضي الثامن من الشهر الحالي.

وقالت أن طالباني يبعث التحية إلى مؤيدي حزبه والشعب الكردستاني والشعب العراقي.

واوضحت ان عقيلته قد زارته في مصحته بالمانيا في السادس والسابع من الشهر الحالي والتقت مع الرئيس والتقطت صورا معه.

وفور نشر الصور وعرضها فقد شهدت منطقة الجادرية في بغداد قرب المنطقة الخضراء بوسط العاصمة العراقية اطلاق ناري كثيف في الهواء من قبل الفوج الرئاسي التابع الى رئاسة الجمهورية والمكلف بحراسة طالباني وقصره الرئاسي.

وتنشر هذه الصور للمرة الاولى منذ سبعة اشهر حين نشرت له صور انذاك وهو جالس في حديقة مشفاه يحيط به اطبائه ومرافقيه وقد بدا عليه الوهن والشرود.

وجاء نشر صور طالباني الحديثة هذه الليلة بعد ساعات من معلومات تداولتها مواقع عراقية ادعت ان طالباني يمر بمرحلة موت سريري.

واوضحت ان طالباني الذي يرقد في أحدى المستشفيات في العاصمة الالمانية برلين منذ حوالي عام يمر بحالة موت سريري وهو يعيش حاليا على الأجهزة الطبية فقط ولاصحة لانباء وفاته او مطالعته للصحف يومياً.

واشارت الى ان الفريق الطبي المشرف على صحته قد نقله الى خارج المستشفى في مكان مجهول.

واصيب طالباني في السابع عشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2012 بجلطة دماغية افقدته الوعي ونقل على اثرها الى المانيا لتلقي العلاج.

تناقض المعلومات

ومنذ اصابته بالجلطة ونقله الى المانيا والتقارير الرسمية عن صحة طالباني تتناقض في معلوماتها بين تحسن صحته وقرب عودته الى بلده وبين تدهورها وموته سريريا.

وقد نأت رئاسة حكومة أقليم كردستان بنفسها في الثامن عشر من اب (أغسطس) الماضي عن تقارير اشارت الى ان رئيسها نجيرفان بارزاني قد اكد خلال اجتماع مع القادة الامنيين مؤخرا وفاة طالباني وقال سكرتيره الصحافي سامي أركوشي في تصريح صحافي وزع على الاعلام ان ماتداولته مواقع الكترونية عن تاكيدات بارزاني خلال اجتماع ببعض قادة الاجهزة الامنية التابعة لحكومة الاقليم وفاة الرئيس العراقي وان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني لم يعلن الخبر منتظرا ظرفا مواتيا لذلك غير صحيحة.

من جهته اكد الدكتور نجم الدين كريم الطبيب الخاص لطالباني منتصف ايلول (سبتمبر) الماضي أنه تحدث معه حول اخر التطورات على الساحة العراقية والكردستانية وان صحته جيدة جدا ويتلقى علاجه بشكل جيد مشيرا الى ان معلومات غير صحيحة تنشر حول وضعه كلما كانت هناك انتخابات.

وقال كريم وهو محافظ محافظة كركوك العراقية الشمالية المخول رسميا بالتحدث عن وضع طالباني الصحي ان الرئيس بصحة جيدة جداً وهو يتلقى العلاج بشكل جيد، ولكن هناك اناساً ينشرون تصريحات غير صحيحة حول صحة الرئيس كلما كانت هناك انتخابات.

ومن جهتهم رفض قياديون في الاتحاد الوطني الكردستاني الحديث عن وضع طالباني الصحي واشاروا الى ان الاتحاد خول محافظة rlm;كركوك نجم الدين كريم حصرا للتصريح بشان حالة الرئيس حيث اشار الى ان صحة الرئيس طالباني rlm;مستقرة وعودته الى البلاد باتت قريبة.

معروف ان طالباني يعاني من أزمات صحية منذ عام 2007 حيث نقل حينذاك الى مستشفى rlm;الحسين الطبية في الاردن وامضى عدة اسابيع فيها ثم نقل لتلقي العلاج في مستشفى مايوكلينك rlm;بالولايات المتحدة الأميركية.

وفي ايار (مايو) من العام نفسه اجريت له عملية جراحية في احد صمامات rlm;القلب بمستشفى مايو كلينيك في ولاية مينيسوتا الاميركية وذلك بعد ايام من الاعلان عن اجراء جراحة rlm;له بالركبة في آب (أغسطس) عام 2008.rlm;

ثم تدهورت الحالة الصحية لطالباني مرة اخرى في السابع عشرمن كانون الأول (ديسمبر) عام 2012 اثر اصابته rlm;بجلطة دماغية أدخل على إثرها مستشفى مدينة الطب ببغداد من دون ان يستقر وضعه الصحي فنقل بعد rlm;اربعة ايام إلى مستشفى متخصص في المانيا.

وكانت رئاسة الجمهورية قد اعلنت في 17 كانون الاول الماضي ان الرئيس طالباني اصيب بجلطة دماغية وانه تعرض لوعكة صحية بفعل الإرهاق والتعب، نقل على إثرها إلى إحدى المستشفيات الخاصة في بغداد للسيطرة على وضعه الصحي تحت إشراف طبي متخصص.

وبعد ثلاثة ايام أي في 20 من الشهر نفسه قام أطباء المان استقدموا الى بغالعراق على عجل بنقل الرئيس طالباني الى المانيا حيث ادخل الى احدى المستشفيات الكبيرة هناك ومازال يتلقى العلاج فيها.

مطالبات لاختيار بديل لطالباني والاكراد يرفضون

وفي 25 اب الماضي أكد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر قلقه على صحة طالباني وعلى ما سيؤول اليه العراق داعيا الى تشكيل وفد رفيع للاطمئنان على صحته واطلاع الشعب العراقي على وضعه.

ودعا الصدر وجهاء العراق وعشائره وأطبائه في بيان إلى quot;تشكيل وفد مرموق وتخصصي لزيارة طالباني والاطمئنان على صحته ولكي لا نكون قد قصرنا في محنته الصحية لا أخلاقيا ولا اجتماعيا ولا وطنيا إضافة إلى الاطمئنان على مصير العراق وهل لنا أمل برجوعه أم لا ؟quot; كما قال.

ودعا الوفد الى ضرورة إطلاع quot;الشعب العراقي المظلوم على الحقائق وطمانته لكى نفرغ ذممنا أمام الله تعالى وأمام شعبنا الحبيبquot;.

وعلى الرغم من دعوات اختيار بديل عن طالباني الا ان الاكراد صعدوا من رفضهم الامر معتبرين انه يشكل مخالفة قانونية ودستورية اضافة لما يحمله من دوافع سياسية.

وقال آزاد جندياني المتحدث باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني في تصريح صحافي quot;قبل ان نكون مستعدين لدراسة هذا الطلب المقدم من قبل الادعاء العام العراقي، قامت اللجنة القانونية في مجلس النواب برفض الطلب واعتبرته غير دستوري لان الادعاء العام ليست الجهة المخولة دستورياً للبت في هذا الموضوعquot;.

واضاف quot;نحن يجب أن نبحث عن رائحة السياسة في هذا الطلبquot; من دون الادلاء بتوضيح عن هذه الرائحة.

وكان مجلس القضاء الاعلى قد طلب في أيار (مايو) الماضي من رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي انتخاب رئيس جديد للبلاد بعدما اعتبر أن منصب الرئيس أصبح quot;خالياquot; بسبب سفر طالباني ومرضه.

ودعت رئاسة جهاز الادعاء العراقي العام الى اتخاذ الإجراءات القانونية لانتخاب خليفة لطالباني، وجاء في بيان مقتضب لرئاسة الادعاء اطلعت عليه quot;ايلافquot; انه quot;نظراً لمرور فترة طويلة على غياب فخامة رئيس الجمهورية عن منصبه تطبيقا لأحكام المادة (72/ ثانياً/ ج) من دستور جمهورية العراق الخاصة بالإجراءات القانونية الواجب اتخاذها في حال خلو منصب رئيس الجمهورية، واستنادا إلى أحكام المادة (1) من قانون الادعاء العام رقم (159) لسنة 1979المعدلquot;.

ويأتي هذا الاجراء استنادا لاحكام المادة 72من الدستور لكون رئيس الجمهورية غائب عن المنصب منذ فترة بسبب المرض وذلك تنفيذا لاحكام المادة الدستورية هذه حيث انه لابد من انتخاب رئيس للجمهورية لاكمال المدة المتبقية لهذه الدورة الرئاسية التي تنتهي في اذار (مارس) المقبل عام 2014 موعد الانتخابات النيابية العامة في البلاد.

وتنص الفقرة ج من المادة الدستورية 72 تنص على انه انه في حال خلو منصب رئيس الجمهورية لاي سبب من الاسباب يتم انتخاب رئيس جديد لاكمال المدة المتبقية لولاية رئاسة الجمهورية .

وبحسب مواد الدستور العراقي المتعلقة بخلو منصب رئيس الجمهورية فأن الفقرة الثالثة من المادة 75 منه تنص على quot; يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لأي سبب كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد، خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من تاريخ الخلوquot;.

كما تنص المادة 67 من الدستور على quot;ان رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة اراضيه، وفقاً لاحكام الدستور، وينتخب مجلس النواب رئيس الجمهورية، باغلبية ثلثي عدد اعضائه وتحدد ولاية رئيس الجمهورية باربع سنوات، ويجوز اعادة انتخابه لولايةٍ ثانيةٍ فحسبquot;.

ويعاني طالباني (80 عاما) منذ سنوات من مشاكل صحية وقد اجريت له عملية جراحية للقلب في rlm;الولايات المتحدة في آب (أغسطس) عام 2008 قبل ان ينقل بعد عام إلى الأردن لتلقي العلاج جراء rlm;الارهاق والتعب. كما توجه خلال العام الماضي إلى الولايات المتحدة واوروبا عدة مرات لاسباب rlm;طبية.rlm;

وجلال طالباني هو اول رئيس كردي في تاريخ rlm;العراق الحديث وقد انتخب رئيسا لمرحلة انتقالية في نيسان (ابريل) عام 2005 واعيد انتخابه في نيسان عام 2010 rlm;لولاية ثانية لاربع سنوات.rlm;