تشكك فرنسا في التوصل الفعلي لاتفاق نووي نهائي مع إيران، وتؤكد أن تخفيف العقوبات عن طهران لا يجب أن يتم قبل البدء بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية.


لندن: أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن شكه في أن تتوصل القوى الغربية إلى اتفاق نهائي مع ايران بشأن برنامجها النووي، واضعًا موضع تساؤل استعداد طهران للتخلي عن قدرتها على انتاج سلاح نووي.
خوف فابيوس
كان فابيوس قاد الوفد الفرنسي في مفاوضات 5 + 1 مع طهران، حيث اتخذ موقفًا متميزًا بحزمه في المحادثات. ومنذ توقيع الاتفاق النووي المرحلي في نهاية المفاوضات، ظهرت خلافات حول الخطوات التنفيذية للاتفاق الذي ينص على تجميد أنشطة نووية ايرانية مقابل قدر من تخفيف العقوبات المفروضة ضد طهران.
وقال فابيوس إن على ايران أن تنفذ المرحلة الأولى من الاتفاق quot;بأمانةquot;، لكنه اضاف في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال: quot;مبعث خوفي الرئيس هو المرحلة الثانية، إذ ليس واضحًا ما إذا كان الايرانيون سيقبلون بالتخلي على نحو مؤكد عن أي قدرة على امتلاك سلاح نووي أو مجرد الموافقة على تعليق البرنامج النوويquot;.
وأكد فابيوس أنه من الضروري أن تركز القوى الغربية جهودها على منع إيران من امتلاك القدرة على استئناف برنامجها النووي التسلحي في منشآت تصبح نائمة بموجب الاتفاق ثم تنطلق مسرعة نحو انتاج سلاح نووي قبل أن تتمكن القوى الدولية من التحرك.
منع إيران
قال وزير الخارجية الفرنسي إن الرهان الكبير يتمثل في منع ايران من امتلاك مثل هذه القدرة على الانطلاق المفاجئ لاستئناف برنامجها النووي. واعتبر مراقبون أن تصريحات فابيوس في هذه المرحلة الدقيقة من المفاوضات النووية تعكس التحديات التي تواجه التوصل إلى اتفاق نهائي مع ايران.
وتأكدت مخاوف فابيوس مما تضمره إيران بالشكوك التي ابداها مسؤولون اميركيون أيضًا منذ توقيع الاتفاق النووي في جنيف الشهر الماضي، بل إن الرئيس باراك اوباما نفسه اعلن أخيرًا انه لا يعتقد أن احتمالات التوصل إلى اتفاق طويل الأمد مع ايران تزيد على 50 بالمئة.
وأوضح فابيوس، في حديثه لصحيفة وول ستريت جورنال، أن فرنسا والدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الاوروبي لن تبدأ بتخفيف العقوبات ضد ايران إلا بعد أن تنتهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تفتيش المنشآت النووية الايرانية، للتحقق من أن طهران فعلًا علقت برنامجها النووي.
لم تبدأ بعد
ويمنح الاتفاق المرحلي لمفتشي الوكالة تفويضًا للقيام بجولات يومية على المنشآت النووية، ولكن التفتيش لم يبدأ بعد. واعلن فابيوس أن التفتيش يجب أن يبدأ قبل أن تخفيف العقوبات. وقال مسؤولون غربيون إن عمليات التفتيش المبكرة تهدف إلى التوثق من تنفيذ طهران التزاماتها. وكشف فابيوس أن فرنسا تعمل من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي أكثر تشددًا، يكثف عمليات التفتيش ويلجم مخزون ايران من اليورانيوم وقدرتها على انتاج كميات جديدة من الوقود النووي. واضاف: quot;ما علينا فعله هو التحرك بطريقة يكون الغش معها متعذرًاquot;.
وكانت ايران احتجت الاسبوع الماضي بقطع المفاوضات بعد أن ادرجت الولايات المتحدة عددًا من الافراد والشركات على القائمة السوداء لدعمهم برنامج ايران النووي.
ويتمثل السبب الرئيس للطريق المسدود الذي وصلته المفاوضات في الخلاف على الطرف الذي عليه أن يتخذ الخطوات الأولى. وقال بهزاد آذرسا المستشار الاقتصادي في السفارة الايرانية في باريس: quot;إن واحدًا من أكبر الأسئلة في هذا الاتفاق هو متى وكيف سيُنفذquot;، متوقعًا استجلاء هذه وغيرها من القضايا الأخرى في اللقاءات القادمة.