الرياض: أشعل نبأ تعيين الأمير خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم في السعودية مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن قياس شهرة الأمير خالد والجدل حول شخصيته من خلال متابعة ردود الفعل الواسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما quot;تويترquot; الذي شهد تدوين ملايين التغريدات وردود الفعل حول الأمر الملكي الذي صدر أمس بهذا الخصوص.

وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أصدر أمس أمراً ملكياً بتعيين الفيصل وزيراً للتربية والتعليم، لينتقل من منصب أمير منطقة مكة إلى رأس الوزارة التي لطالما أثارت الجدل وحظيت بنصيب الأسد من الاهتمام بين عموم السعوديين.

وبعد مضي 24 ساعة فقط على صدور الأمر الملكي، تُظهر الأرقام الخاصة بـquot;الوسومquot; التي دُشّنت للحديث عن التعيين، اهتماماً غير مسبوق من السعوديين، لدرجة أن الأمر طغى على ما سواه من اهتمامات وقضايا في شتى المجالات بما فيها تعيين الأمير عبدالعزيز نجل العاهل السعودي أميراً لمكة.

ورغم أن أهمية هذا التعيين تكمن في دخول الأمير خالد للمرة الأولى في تاريخه إلى قاعة مجلس الوزراء رغم عمره الإداري الطويل في المملكة، إلا أن رمزية تعيينه على هرم التعليم كان أشد وقعاً على الكثير من أي أمر آخر.

وشهد وسم quot;#خالد_الفيصل_وزير_التربية_والتعليمquot;، نشر 214,096 تغريدة، كانت عبارة عن 8,563 رابطاً، و7,945 صورة، و205,593 تويتة، و223 مقطع فيديو.

بينما شهد وسم quot;#خالد_الفيصل_وزيرا_للتربية_والتعليمquot; أرقاماً مشابهة، بواقع 8,567 رابطاً، و7,950 صورة، و205,645 تويتة، و224 فيديو.

أما وسم #خالد_الفيصل، فنال نصيب الأسد من التداول، إذ جرى نشر 336,520 تغريدة، بواقع 6,962 رابطاً، و4,510 صور، و 864 تويتة، و98 صورة.

وهذه الوسوم الثلاثة ليست سوى عينة من وسوم أخرىما زالت تحظى بمتابعة غير مسبوقة، ويتبادل فيها السعوديون آراءَهم بشأن القرار، وسط ترحيب شريحة كبيرة بوجود الأمير خالد الفيصل على رأس الوزارة التي تعاني كثيراً من الانتقادات المحلية على المستويين الإداري والتعليمي، إذ تتحمل الوزارة عبء سنوات طويلة من شد وجذب التطوير والتقليد، خصوصاً وأن الوزارة متهمة بأنها الحاضنة الكبرى لما يعرف بالإخوان السعوديين، وكذلك quot;السروريينquot; الحركيين.

وبعيداً عن روح النكتة التي تعاطى معها الكثيرون حول أشعار الأمير خالد وربطه بمستقبله في التعليم، إلا أن فريقاً مهماً من رجال الدين الحركيين الذين باتوا معروفين تمامًا في الأوساط السعودية، خصوصاً في ما يتعلق بالتعليم وعمل المرأة، ظهروا بتصريحات وتغريدات يتضح منها الأسى، فكثير منهم رددوا العبارة الدينية الشهيرة quot;اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منهاquot;، فيما أظهر بعضهم الآخر موقفاً معلنًا مثل ناصر العمر وغيره.

وعلى الضفة الأخرى، غلب على المحتفين بهذا القرار تحذيراتهم من عدم التردد في استئصال ما أسموهم بالحركيين من ردهات التعليم، وquot;الحركيينquot; مصطلح يستعمله السعوديون على رجال دين وأتباعهم من الناشطين في المجال الدعوي، وفق أفكار تنظيمية وتنسيقية عالية المستوى تصل إلى كل قطاعات الدولة تقريباً، إما بالسيطرة عليها مثل التعليم والهيئة أو بالتأثير عليها ومحاولة تعطيلها مثل وزارتي العمل والإعلام وغيرهما.