يقف الائتلاف السوري المعارض على حافة عالية، فالمطلوب منه قرار واضح بالنسبة إلى جنيف-2، الذي تتراجع فرص نجاحه.

يخوض الائتلاف الوطني السوري المعارض امتحانًا صعبًا ما قبل مؤتمر جنيف-2، وذلك خلال اجتماعه الشهر القادم لإصدار القرار النهائي حول المشاركة. فأعضاء الائتلاف ما بين مؤيد بالمطلق وما بين معارض بالمطلق للذهاب إلى جنيف، وسط الظروف الدولية الحالية وفشل الدول الراعية في تقديم البيئة المناسبة التي يراها الائتلافيون تمهد الطريق نحو جنيف-2، وفي ظل تساقط البراميل المتفجرة على حلب.
فرص حقيقية؟
المشكلة الرئيسة التي تعترض الائتلافيون تكمن في أن الحديث عن أي مؤتمر للسلام كلام سطحي وغير عملي، رغم الترويج للمؤتمر من بعض اعضاء الائتلاف المقتنعين به. بعض أعضاء الائتلاف يعتبرونها معركة سياسية بالنسبة إلى المعارضة، لكن منذر ماخوس، سفير الائتلاف في باريس وعضو هيئته السياسية، يقول لـquot;ايلافquot; إن لا آمال تعقد على نجاح جنيف-2.
وقال: quot;بعد الاستماع إلى وفد الائتلاف العائد من جنيف، لا جديد في المواقف الدوليةquot;، وعبر عن أسفه لان المقاربات هي نفسها بلا تجديد. أضاف: quot;على الائتلاف في اجتماع الهيئة السياسية والهيئة العامة القادمين تقدير الفرص الحقيقية المتوافرة لانعقاد جنيف-2 وامكانية أن يفرز جنيف حلًا سياسيًا؟quot;.
واعتبر ماخوس أن الشيء المهم هو العودة إلى الأطر والمحددات التي أقرها الائتلاف، والتي يعتبرها شرطًا اساسيًا لأنه يمكن عند تطبيقها أن يفرز جنيف-2 حلًا سياسيًا، مذكرًا ببيان لندن-11 وبقرارات الجامعة العربية المصرة على أن لا مكان لبشار الأسد في العملية السياسية المقبلة.
وعبّر ماخوس عن أسفه لأن جميع الجهود الدولية لم تفرز عن إطلاق المعتقلين السوريين، ولم تؤد إلى اية نتائج ايجابية. كما أكد أن تصريحات مسؤولي النظام وتصريحات الروس لا تبشر بأي خير، في ما يتعلق بالتوصل إلى حلول فاعلة وناجعة.
احتمالات النجاح تضيق
وكان بدر جاموس، أمين عام الائتلاف، أكد لـquot;ايلافquot; أن احتمالات نجاح جنيف-2 تضيق، quot;فالائتلاف جاد في عدم المشاركة في حال استمرار النظام في سياسة القتل الجماعيquot;، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن هذا القرار مرهون بقرار أعضاء الهيئة العامة السياسية القادم.
وقال جاموس إن الخصم لا يمكن أن يكون حكمًا وقاضيًا، quot;فهذا ما يعاني منه السوريون، فالروس هم خصومهم لانهم يدعمون النظام، لكن يتم فرضهم ويجب القبول بهم كقضاة في جنيف-2quot;.
وفيما يستمر أحمد الجربا، رئيس الائتلاف، في اتصالاته الدولية والعربية المكثفة، يحاول بعض أعضاء الائتلاف الإيحاء بأن جنيف-2 معركة سياسية يمكن النجاح فيها في ظل عدم وجود البدائل، فهناك ضغوط على الائتلاف للمشاركة فيه، ويبدو أن هناك هجومًا منقطع النظير للمهرولين إلى جنيف في ظل المستجدات الحالية التي لا تعطي انطباعًا بأي أمل في جنيف-2، ليعود الجدل من جديد: هل جنيف-2 لاعادة شرعنة النظام أم أن العملية السياسية تضع الشعب السوري في موقع الند، علمًا أنه الاقوى لولا التخاذل الدولي والتخلي العسكري؟