أُجبر اهالي معضمية الشام على رفع علم النظام السوري، مقابل إيصال مواد غذائية إلى البلدة المحاصرة، في عملية ابتزازية هدفها النيل من معنويات مقاتلي المعارضة والأهالي.
لندن:قال سكان معضمية الشام انهم مضطرون لتجرع صفقة العدنة المهينة مع النظام السوري، فبلدتهم الواقعة غرب دمشق تتعرض منذ عام تقريبًا للقصف والتجويع بتطويقها بحواجز تفتيش اقامها النظام حول البلدة، تمنع دخول الأغذية والماء الصالح للاستهلاك البشري والوقود. وحاول النظام بهذه الاجراءات اللاانسانية الضغط على الأهالي لاخراج مقاتلي المعارضة من البلدة. وقال ناشطون إن امرأتين واربعة اطفال على الأقل قضوا حتى ايلول (سبتمبر) الماضي بعد اصابتهم أمراض ناجمة عن الجوع.
لن يساعدنا أحد
اشترط النظام مقابل السماح بدخول مواد غذائية إلى البلدة أن يسلِّم المقاتلون أسلحتهم الثقيلة، وألا يبقى في معضمية الشام إلا السكان المسجلون، في مناورة تهدف إلى إضعاف قوة المقاتلين العددية. وقال ناشط في معضمية الشام، قدم نفسه باسم احمد: quot;نشعر بالحزن في داخلنا لكننا رفعنا علم النظام، لأن احدًا لم يساعدنا ولم يمد يده لناquot;. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن احمد قوله إن سكان معضمية الشام مستعدون لانقاذ الأطفال الجياع، quot;إذ ليس هناك خبز في معضمية الشام، ومنذ ثلاثة أشهر ليس هناك حبة رز واحدةquot;.
ويحذر ناشطون في المعضمية منذ اشهر من تفشي سوء التغذية بين سكانها الذين يُقدر عددهم بنحو 8000، وان الأطفال وكبار السن أول من يقع ضحية هذا الوضع اللاانساني، وكثيرًا ما يُصابون بأمراض يزيدها الجوع تفاقمًا.
وقال عضو مجلس المعضمية قصي زكريا إن الاتفاق الذي توصلت اليه البلدة مع النظام يسمح بدخول كمية محدودة من الأغذية يوميًا، بحيث يستطيع النظام أن يعيد فرض حصاره عليها في أي وقت. لكن زكريا واحمد أكدا أن المعضمية لم تشهد وصول مساعدات غذائية حتى الآن. وأوضح زكريا أن مسؤولي النظام يريدون أن تقوم لجنة عسكرية بتمشيط البلدة لمصادرة الأسلحة الثقيلة قبل إدخال أي مواد غذائية.
لن يدخلها النظام
كانت هدنة مماثلة في خريف العام أتاحت لنحو 5000 مدني من اهالي المعضمية أن يغادروا البلدة. وقال الائتلاف الوطني لقوى المعارضة إن الاتفاق الجديد يؤكد أن نظام الأسد يستخدم الغذاء أداة في الحرب. وشوهد علم النظام الذي يرتبط بسلطة البعث ونظام اسرة الأسد الحاكمة مرفوعًا فوق خزان الماء في معضمية الشام.
وقال عضو البرلمان السوري جورج نخلة إن سكان المعضمية سيبادرون بعد أن يسلم مقاتلو المعارضة اسلحتهم الثقيلة إلى تشكيل فرق محلية مسلحة لحماية بلدتهم. فجيش النظام لن يدخلها لكنه سيحرس البلدة من الخارج.
واضاف نخلة في مقابلة مع قناة ميادين التلفزيونية اللبنانية إن مؤسسات الدولة ستعود تدريجيًا إلى عملها الطبيعي، وإن جميع البوابات ستُفتح لدخول الغذاء وغيره من المواد الأخرى إلى البلدة لتعود الحياة إلى حالتها الطبيعية.
وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على طوق من البلدات في ريف العاصمة واصبحت مواقعهم في هذه البلدات جبهة رئيسية في الحرب المستعرة منذ نحو ثلاث سنوات. ولعل خطوة النظام في المعضمية واجبار اهلها على رفع علمه تهدف إلى تعزيز مواقعه قبل مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده في كانون الثاني (يناير) المقبل.
التعليقات