سجلت جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا زيادة حادة خلال هذا العام، إذ سجلت شرطة اسكتلند يارد 500 جريمة كراهية ضد المسلمين في لندن وحدها.
لندن:تؤكد تقارير الشرطة حدوث زيادة حادة في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين بعد مقتل الجندي لي ريغبي على يد اثنين من المتطرفين الاسلاميين في منطقة ووليتش جنوب شرق لندن، في ايار (مايو) الماضي.
قال محللون إن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير من الأرقام التي ترد في تقارير الشرطة، لأن حوالى نصف قوات الشرطة في انكلترا ومقاطة ويلز لا تكشف عدد جرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين تحديدًا. وتعترف قوات الشرطة في بعض المناطق بأنها لا تسجل دائمًا ديانة الضحية المستهدفة بجريمة الكراهية.
قفزة كبيرة
وقالت منظمة quot;تيل ماماquot; التي ترصد الاعتداءات على المسلمين انها تعاملت مع زهاء 840 قضية منذ نيسان (ابريل) هذا العام، بالمقارنة مع 582 حالة اعتداء على مسلمين تعاملت معها في الفترة الممتدة من آذار (مارس) 2012 إلى آذار (مارس) 2013. وتوقعت المنظمة أن يرتفع الرقم إلى اكثر من 1000 بحلول نهاية آذار (مارس) المقبل.
وقال فياض موجهال، مدير مؤسسة quot;فيث ماترزquot; Matters التي تدير مشروع quot;تيل ماماquot;، إن رد الفعل على جريمة قتل الجندي زيغبي احدث قفزة كبيرة في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين. ونقلت صحيفة غارديان عن موجهال قوله: quot;ان المنظمات اليمينية المتطرفة وخاصة رابطة الدفاع الانكليزية تستخدم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بخبث لترويج الكراهية على نطاق واسع من خلال الشبكة الالكترونيةquot;.
تهاون قضائي
ودعا موجهال إلى تشديد العقوبات والأحكام لمواجهة جريمة الكراهية ضد المسلمين، واصفًا سياسة الادعاء العام البريطاني في مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي بأنها ليست مناسبة للغرض. واضاف أن الادعاء العام جعل محاسبة مرتكبي جرائم الكراهية اشد صعوبة، quot;وما لم يكن هناك تهديد مباشر لأحد ما على تويتر أو فايسبوك، فإن دائرة الادعاء الملكية لا تقاضي احدًا، ومن الواضح أن هذه الدائرة منفصلة عن الواقعquot;.
واشار موجهال إلى تهاون القضاء مع مرتكبي جرائم الكراهية، قائلًا إن المتهم الذي أُدين بوضع رأس خنزير خارج احد المساجد عوقب بأداء خدمات اجتماعية، رغم أن استهداف مسجد يعني استهداف جماعة بأكملها.
جرائم نكراء
لاحظ موجهال أن السلطات البريطانية لا تفهم لغة الكراهية التي تُستخدم ضد الضحايا المسلمين، وأن العاملين في هذا المجال ليسوا مؤهلين للتعاطي مع جرائم الكراهية ضد المسلمين، فضلًا عن تباين المعايير. فإن بعض الأجهزة البوليسية تسمح للشرطي بتسجيل الحادثة على انها جريمة ضد مسلم، فيما يسجلها شرطي تابع لجهاز آخر بوصفها جريمة كراهية دينية من دون تحديد.
وأكدت جمعية ضباط الشرطة أن قوات الشرطة ملتزمة بمكافحة جريمة الكراهية ومن الضروري تشجيع ضحاياه اعلى ابلاغ الشرطة بها أو ابلاغ جهات ثالثة مثل مشروع quot;تيل ماماquot;.
ونقلت غارديان عن متحدثة باسم وزارة العدل البريطانية أن جرائم الكراهية الدينية هي جرائم نكراء تدمر حياة الأفراد والجماعات، مؤكدة أن المحاكم تنزل عقوبات أشد بحق مرتكبي مثل هذه الجرائم إذا كانت وراءها اسباب عرقية أو دينية.
التعليقات