أشاد الرئيس التركي عبد الله غُل بالدور المصري في تثبيت الاستقرار في المنطقة، لاسيما الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة المصري لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في جلسة عمل بعنوان quot;العالم الاسلامي: التحديات الجديدة والفرص المتزايدةquot; عقدت على هامش مؤتمر القمة الاسلامية في القاهرة.
وفي مستهل كلمته ترحم quot;غُلquot; على الضحايا الذين قضوا في سوريا وفلسطين quot;بقذائف الأنظمة الظالمة والمستبدةquot;، موجها الشكر الجزيل لمصر لاستضافتها مقر الائتلاف السوري المعارض، بما يتلائم مع دورها الريادي في المنطقة.
ودعا الرئيس التركي النظام السوري إلى التنحي حقنا لدماء السوريين، والبدء بعملية سياسية تؤدي إلى تحقيق الديمقراطية بما يكفل المطالب المشروعة للشعب السوري.
وقال quot;غُلquot; :quot;كنت قد دعوت قيادات العالم الاسلامي إلى إجراء الاصلاحات الضرورية في بلادهم خلال اجتماع لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي عام 2003 في طهران، إلا أن البعض لم يحسن قراءة المتغيرات في المنطقة، ونتيجة لذلك رأينا كيف بدأ الحراك في تونس ومصر وانتقل بعدها ليشكل تحولا كبيرا في المنطقة برمتهاquot;.
وبيّن الرئيس التركي quot;أن مفاهيم العدالة، والشورى، والمحاسبة، هي من صميم التعاليم الاسلامية، وهذه المفاهيم تشكل جوهر الديمقراطية في العالم الحديث، وهي ليست بالقيم الغريبة عناquot;، مؤكدا أن التحولات الديمقراطية الجارية في العالم الاسلامي تظهر مدى رغبة المجتمع المسلم إلى اللحاق بركب التطور، وأخذ مكانته التي يستحقها في النظام العالمي، داعيا إلى أقصى درجات التعاون والتضامن.
وأكد غُل أن التنمية ينبغي أن لا تكون مجرد هدف مشترك، بل يجب أن تشكل القاسم المشترك لتضامن الدول المسلمة، مشيرا أن التأخر في تنفيذ الإصلاحات الشاملة ضد الجهل والفساد، تشكل أرضية للجهات التي تستخدم العنف والتطرف.
وأوضح غُل أن المتطرفين ، والذين يسعون لإلصاق العنف بالمسلمين، سيستغلون التأخر في الإصلاحات، مقترحا على الدول الإسلامية أن تستثمر في التكامل الديمقراطي، وتحقيق السلام، أولا، عبر الأفعال وليس الأقوال .
وأضاف غل أنه يمكن البدء بخطوات فاعلة وإن كانت متواضعة لمد جسور الثقة والتفاهم المتبادل بين دول العالم الإسلامي، مستشهدا بالرفاه والتضامن االذي حققته أوروبا، عبر مبادىء الشراكة والحوار في المجال الأمني.
وأشار غُل أن مقترحه الثاني، يتمثل في العمل لتحقيق آلية تكامل اقتصادية حيوية، تعزز راوبط الشعوب الإسلامية ودولها في المجال الإقتصادي، داعيا إلى تقوية المساعي المشتركة بين دول المنظمة لرفع معايير حقوق الإنسان والحريات.
وبين غُل أنه عندما تنظم الدول المسلمة بيتها الداخلي في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن ذلك يزيد من الاحترام الذي تلقاه من قبل شعوبها ومن العالم.
ولفت غُل إلى ضرورة التركيز على مفهوم الشراكة في الرؤية الاستراتيجية العالمية الجديدة للمنظمة ، في ظل العولمة، بعد حقبة الحرب الباردة، مؤكدا أهمية الانفتاح على الآخرين، مثل المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، وفق معايير وأهداف مشتركة.
ولفت غُل إلى ترشح تركيا للعضوية المؤقتة في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، في 2015-2016، فضلا عن الترشح لاستضافة القمة الإسلامية الـ 13 ، معربا عن ثقته بدعم دول المنظمة لأنقرة.
وأكد غُل أن تركيا تدعم ترشح الدكتور إياد أمين مدني من السعودية الصديقة والشقيقة، لتولي منصب الأمين العالم لمنظمة التعاون، شاكرا أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام المنتهية ولايته، على جهوده من أجل تطوير المنظمة خلال رئاسته.