جمّد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية قرار سحب وزرائه من الحكومة التي يسيطر عليها الإسلاميون طارحًا مهلة أسبوع لاستبدال الوزراء في الحقائب الأساسية. وأبدى حزب الرئيس التونسي معارضته لتشكيل حكومة تكنوقراط.

تونس: تظاهر مئات التونسيينالاثنين امام مقر المجلس الوطني التاسيسي (البرلمان) للمطالبة باستقالة الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية، ومساندة ارملة شكري بلعيد المعارض العلماني الذي قتل بالرصاص الاربعاء أمام منزله بالعاصمة تونس في عملية اغتيال فجرت ازمة سياسية في البلاد.

وردد المتظاهرون الذين رفعوا علم تونس وصور القتيل شعارات من قبيل quot;استقالة..استقالة.. يا حكومة العمالةquot; وquot;الشعب يريد اسقاط النظامquot;.

كما رددوا شعارات معادية لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الذي تتهمه عائلة بلعيد باغتياله، من قبيل quot;يا غنوشي يا سفاح.. يا قتال الارواحquot;.

وقالت بسمة الخلفاوي ارملة شكري بلعيد التي شاركت في التظاهرة لفرانس برس quot;على هذه الحكومة ان تستقيل اليوم وليس غدا او بعد غد. يجب عدم الانتظار. انه قانون اللعبة السياسية. عندما تفشل حكومة عليها تحمل مسؤوليتهاquot;.

واضافت ان قتل زوجها ليس quot;حادثا عابرا بل اغتيال ومنعطف خطير في تونسquot; التي لم تسجل فيها اغتيالات منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956.

وتابعت ان القضاء التونسي استمع اليها الاثنين كشاهدة في قضية اغتيال بلعيد.

ولفتت الى ان وزارة الداخلية لم ترد بعد على طلبها توفير حماية امنية لها ولابنتيها الصغيرتين.

واثر الاضطرابات واعمال العنف التي شهدتها تونس بعد اغتيال بلعيد، قرر حمادي الجبالي رئيس الحكومة وامين عام حركة النهضة تشكيل حكومة تكنوقراط من دون استشارة حزبه الذي رفض القرار.

والاثنين، قال خالد طروش الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لفرانس برس ان quot;فرقا (امنية) عديدة تعمل للكشف عن مرتكبي هذه الجريمة النكراءquot; لافتا الى انه ليس بامكانه تقديم تفاصيل اكثر بسبب سرية التحقيقات.

من ناحيته، قال الجبالي في تصريح نشرته جريدة لوموند الفرنسية الاثنين ان قتلة بلعيد لم يكونوا quot;هواةquot; وان quot;جهازا كاملا كان وراءهمquot; وان التحقيقات قد تكشف quot;نتائج خطيرة جداquot;.

وأعلن حزب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الاثنين انه سيبقى في الحكومة التي يسيطر عليها إسلاميو النهضة لكن مع طرح مهلة جديدة من أسبوع واحد لاستبدال الوزراء في الحقائب الأساسية مبديًا معارضته لتشكيل حكومة تكنوقراط.

وقال أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني محمد عبو quot;لقد قررنا تجميد قرارنا سحب وزرائنا من الحكومة لكن في حال لم نشهد أي تغيير خلال أسبوع، فسننسحب من الحكومة بشكل نهائيquot;.

وأضاف quot;نحن نعارض حكومة تكنوقراط لان ذلك سيتيح عودة شخصيات من النظام السابقquot; الذي كان يرأسه زين العابدين بن علي الذي اطاحت به ثورة 2011. وبمعارضته تشكيل حكومة تكنوقراط يكون حزب المؤتمر من اجل الجمهورية ساند موقف حزب النهضة الاسلامي.

وحركة النهضة المنقسمة بين معتدلين مؤيدين لرئيس الوزراء حمادي الجبالي وشريحة أكثر تطرفًا، تبدي معارضتها لتشكيل حكومة كفاءات فيما يشغل الإسلاميون 89 من أصل 217 مقعدًا في المجلس الوطني التأسيسي. ووعد رئيس الوزراء بالإستقالة في حال لم يتمكن من تشكيل فريقه الحكومي بحلول منتصف الاسبوع.

أسبوع طويل للخروج من الأزمة

إلى ذلك، رأت الصحافة التونسية الاثنين أن تونس تدخل quot;في أسبوع طويلquot; للخروج من أزمتها السياسية فيما يحاول رئيس الوزراء حمادي الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط رغم معارضة حزبه السياسي الاسلامي.

وكشفت مجلة quot;ليدرزquot; على موقعها الالكتروني ان quot;التونسيين يحبسون انفاسهم وانظارهم تتجه الى حمادي الجبالي الذي بدأ الاثنين اسبوعه الاطولquot;. وتساءلت quot;هل سينجح في التحدي الكبير الذي اطلقه لنفسه لكن ايضا لحزبه السياسي النهضة وشريكيه الاخرين وكل الطبقة السياسية؟quot;.

وعنونت صحيفة quot;لابريسquot;، quot;المأزق مستمرquot; ولفتت الى أن quot;ازمة شرعية السلطة الحالية تتفاقم بشكل متواصلquot; فيما يحتمل ان يقدم وزراء المؤتمر من اجل الجمهورية، حزب الرئيس المنصف المرزوقي استقالاتهم الاثنين.

وبعدما اشادت بمبادرة الجبالي اكدت الصحيفة ان quot;حكومة توافق ليس لها معنى الا اذا ضمّت شريحة واسعة من الخارطة السياسيةquot;.

وحركة النهضة المنقسمة بين معتدلين مؤيدين للجبالي وشريحة اكثر تطرفا، تبدي معارضتها لتشكيل حكومة كفاءات فيما يشغل الاسلاميون 89 من اصل 217 مقعدا في المجلس الوطني التأسيسي.

محامٍ تونسي يتهم quot;النهضةquot; بالتورط في اغتيال quot;بلعيدquot;


هذا واتهم محام تونسي اليوم الاثنين حركة النهضة، التي تقود الائتلاف الحاكم، باغتيال شكري بلعيد السياسي المعارض، وتمسّكوا بعزمهم التوجّه إلى رفع القضية للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للكشف عن قاتله. وقال المحامي عبد الناصر العويني عضو quot;هيئة الدفاع عن شكري بلعيدquot; في تصريح لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن quot;حركة النهضة متورطة في اغتيال بلعيد، ونملك الدلائل الكاملة على ذلكquot;.

وأضاف quot;لدينا وثائق وحجج وتسجيلات تحثّ على اغتيال بلعيد، وهي صادرة من أبرز قيادات حركة النهضة، مثل غرار حبيب اللوز وعلي لعريض، الذي يشغل منصب وزير الداخليةquot;. وأكد quot;أن حملة كاملة قادتها حركة النهضة ضد بلعيد لاغتياله، وهي مؤرخة ومسجلة لديناquot;.

ولم يتسن الحصول على تعليق من النهضة على هذا الاتهام، غير أن رئيسها راشد الغنوشي كان قد رد على تصريحات لأنصار بلعيد، الذي اغتيل أمام منزله الأربعاء الماضي، تتهم الحركة، أنه لا علاقة لحركته بمقتله، وعبّر عن تفهمه بإطلاق هذه الاتهامات في ظل وقع الصدمة، ولكنه حذر من تداعيات الاستمرار في ترديدها، متهمًا جهات خارجية بأنها تريد نشر الفوضى في تونس.

وعبّر العويني، وهو عضو الجبهة الشعبية المعارضة، والتي كان ينتمي إليها بلعيد، عن عدم ثقته في القضاء التونسي، الذي قال quot;إنه يقبع تحت هيمنة وزير العدل نور الدين البحيري، أحد قيادات حركة النهضةquot;. واعتبر أن quot;عدم استقلالية القضاء التونسي هو ما يدفعنا إلى التوجّه إلى القضاء الدولي ممثلًا في المحكمة الجنائية الدولية لتتبع المسؤولين عن اغتيال شكري بلعيدquot;.

وذكر أننا نسعى إلى quot;استيفاء الشروط الفنية اللازمة للتوجّه نحو محكمة الجنائية الدولية في أسرع وقت ممكن، quot;وذلك بالتنسيق مع المنظمات الحقوقية خاصّة الدولية وهيئات المجتمع المدنيquot;. واتهم المحامي التونسي المعارض، جهاز الأمن بأنه quot;خاضع لإملاءات القيادي في حزب حركة النهضة علي لعريض وزير الداخليةquot;، قائلًا quot;لا يمكن الوثوق فيه، خاصّة وأنّه لم يتحمّل المسؤولية في حماية بلعيدquot;.

وتشكلت quot;هيئة وطنية للدفاع عن شكري بلعيدquot;، تضمّ قائمة مفتوحة من المحامين المتطوعين، بلغت إلى حدّ الاثنين أكثر من 75 محاميًا من مختلف محافظات الجمهورية، من أبرزهم عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمناضل الحقوقي المختار الطريفي، إضافة إلى راضية النصراوي زوجة حمّة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية (الائتلاف الذي ينتمي إليه شكري بلعيد).