أفرجت السلطات العراقية عن الصحافي الفرنسي نذير دندون مقابل كفالة مالية ، وأعربت مراسلون بلا حدود عن ارتياحها لهذا الخبر، مشيرة إلى أن الصحافيين في هذا البلد يلاقون صعوبات كبيرة بشكل يومي أثناء قيامهم بعملهم.
باريس: أعلنت مراسلون بلا حدود في بيان لها، وصلت quot;إيلافquot; نسخة منه، أن السلطات العراقية أفرجت عن الصحافي الفرنسي نذير دندون ظهر الخميس مقابل كفالة، وهو ما أكده لها السفير العراقي في باريس، مضيفة أن دندون كان يتواجد عقب الإفراج عنه في السفارة الفرنسية في بغداد، إلا أنها نفت علمها بتاريخ عودته إلى فرنسا.
وأوضحت المنظمة أنها مازالت تنتظر معرفة الشروط التي أطلق وفقها دندون. واعتبر أمينها العام كريستوف دولور أن هذا الخبر quot;يبعث على الكثير من الارتياح بعد 23 يومًا من القلقquot;، موضحًا أن quot;هذا الصحافي تم إيقافه لأنه كان بصدد القيام بعمله لا أكثرquot;، وقدم دولور شكره للصحافيين الذين وقعوا النداء الذي أطلقته المنظمة.
من جهتها، قالت سوازيك دولي، المسؤولة في قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود: quot;هذه القضية ترمز إلى الصعوبات التي يواجهها الصحافيون العراقيون في عملهم اليومي، إذ يصطدمون يوميًا بعراقيل تحول دون وصولهم إلى المعلومات، من تفتيش ومطالبة متكررة بالترخيص، والعنف، والاعتداءات، والتهديدات...إنه القدر اليومي لمحترفي الصحافة في العراق، الذي يحتل المرتبة 150 ضمن ترتيب بلدان العالم بشأن حرية الصحافةquot;.
وكانت المنظمة راسلت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي داعية إياها إلى عمل كل ما في وسعه لإطلاق سراح دندون.
إطلاق وتضامن
أعربت لجنة الدعم التي تشكلت من أقرباء دندون والمتعاطفين مع قضيته عن سعادتها الكبيرة، بمجرد سماعها للخبر، كما وجهت شكرها إلى الخارجية الفرنسية على تحركها لأجل أن يستعيد دندون حريته، من دون أن تنسى العمل الكبير الذي قامت به مراسلون بلا حدود ومعها نقابة الصحافيين في العراق، وتضامن الصحافيين في فرنسا والعديد من المواطنين العاديين.
قالت شقيقة هذا الصحافي، الذي يحمل الجنسية الفرنسية والجزائرية والأسترالية، لصحيفة لوباريزيان أن شقيقها تحدث إليها من السفارة الفرنسية في بغداد، وبدا صوته وكأنه خرج من امتحان صعب، فأخبرها أنه بخير، وأنه سيعود في الوقت الذي سيتمكن من ذلك.
وأشارت الصحيفة الباريسية إلى أن الإجراءات المعتمدة حتى يتسنى له العودة إلى باريس في أقرب وقت غير معروفة.
كما أكدت لوباريزيان إطلاق سراح مترجمه العراقي، الذي كان يرافقه في مهمته، ومواطنه الذي كان يستضيفه في بيته، بكفالة مالية تتعدى 6 آلاف يورو.
واختار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي أعطى موعدًا لاستقبال عائلة دندون الثلاثاء القادم، موقع تويتر ليعرب بدوره عن مشاعر الفرح والسعادة التي غمرته عند إبلاغه بخبر إطلاق سراح هذا الصحافي.
تصوير محظور
كان فابيوس أعلن أن الصحافي الفرنسي تم اعتقاله عندما كان يلتقط صورًا لشركة معالجة المياه جنوب غرب بغداد. ولم تتوان وزارته في استدعاء السفير العراقي في باريس لاستفساره حول القضية، فيما حاولت السلطات العراقية أن تبرر الاعتقال بكون الصحافي الفرنسي قام بالتقاط صور لمواقع يحظر فيها ذلك.
وكان القضاء العراقي قرر تمديد مدة اعتقال دندون بمبرر استكمال التحقيق، بعد عرضه أمام قاض في الخامس من شباط (فبراير) الجاري، ما شكل صدمة لدى عائلته ولجنة الدعم التي تشكلت للمطالبة بالإفراج عنه، إلا أنها لم تتوقف في حشد الدعم لمطلبها من خلال عدة تحركات.
وكان الصحافي الفرنسي ذو الأصول الجزائرية انتقل إلى بغداد لإنجاز استطلاع بعد عشر سنوات من الغزو الأميركي للعراق لحساب صحيفة لوموند ديبلوماتيك، كما أنه يكتب بشكل دوري على صفحات مجلة quot;لوكوريي دو لطلسquot; التي تعني غالب أعدادها بأسئلة الهجرة والفرنسيين من أصول مغاربية ثم الأسئلة التي تعيشها المنطقة المغاربية.
كان نذير دندون شارك ضمن الدرع البشري الذي عارض الحرب الأميركية على العراق في العام 2003، وهو ما دعا وزير الخارجية العراقي إلى ربط هذا الاعتقال بهذا الأمر، وطمأن مقابل ذلك المدافعين على إطلاق سراحه بالإفراج عنه في أقرب وقت، إلا أن اعتقاله طال.
التعليقات