فيما تتواصل المعارك في محيط منطقة المطارات في حلب، سجلت المعارضة السورية انتصارات تريد تعزيزها بخطوات أخرى من شأنها الحد من قدرات الطيران الحربي.


بيروت: سيطر مقاتلون معارضون للنظام السوري اليوم السبت على مركز للهجانة (حرس الحدود) قريب من الحدود الأردنية، بينما تستمر الاشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

في محافظة درعا (جنوب)، افاد المرصد ان quot;مقاتلين من كتائب عدة سيطروا على كتيبة الهجانة للقوات النظامية قرب بلدة زيزونquot; القريبة من الحدود الاردنية. وأشار الى تعرّض البلدة على الاثر لقصف من القوات النظامية، ما اسفر عن مقتل وجرح واسر عناصر الكتيبة والاستيلاء على اسلحة واليات ثقيلة، مضيفا ان quot;حجم الخسائر في صفوف الكتائب المهاجمة لم يعرف بعدquot;.

وتسيطر القوات النظامية على كل المعابر الحدودية الرسمية بين الاردن وسوريا، الا ان مقاتلي المعارضة يتواجدون في بعض النقاط الحدودية الصغيرة التي لا توجد فيها معابر رسمية. وفي حلب (شمال)، يواصل مقاتلو المعارضة منذ ايام هجماتهم على مواقع للقوات النظامية في منطقة حلب، بهدف تحييد المطارات، والحد بالتالي من قدرات الطيران الحربي السوري وغاراته.

وقد تمكنوا من احراز تقدم في نقاط عدة، واستولوا على مراكز عسكرية وعلى مطار الجراح العسكري. وفي محافظة حمص، تتعرّض قرى محيطة بمدينة القصير احد معاقل مقاتلي المعارضة في المحافظة، للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد وناشطين.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان quot;القصف شديد جدا، ويتم براجمات الصواريخ والهاون والدبابات على القرى والمناطق المحيطة بالقصير بمعدل ست قذائف في الدقيقة الواحدةquot;. وكانت القوات النظامية صعدت عملياتها العسكرية خلال الفترة الاخيرة في مدينة حمص ومناطق اخرى من المحافظة الواقعة في وسط البلاد.

في محافظة القنيطرة (جنوب غرب)، وقعت quot;اشتباكات عنيفةquot;، بحسب المرصد، quot;في محيط حاجز الشرطة العسكرية عند دوار بلدة خان ارنبة سيطر على اثرها مقاتلون على الحاجزquot;، قبل ان ينسحبوا منه مجددا الى بلدة جباثا الخشب بسبب كثافة القصف الذي تعرّضوا له من القوات النظامية. وكان المعارضون استولوا على دبابة من الحاجز عملوا على اعطابها قبل انسحابهم، بحسب المرصد. وتقع جباثا ضمن منطقة وقف اطلاق النار بين سوريا واسرائيل، بينما خان ارنبة على حدودها.

في محافظة الحسكة (شمال شرق)، قال المرصد إن اشتباكات وقعت ليل الجمعة السبت quot;اثر هجوم نفذه مقاتلون من جبهة النصرة على منزل كان يتحصن فيه عناصر القوات النظامية في قرية قرب مدينة الشدادي، واسفرت عن مقتل quot;امير من جبهة النصرة ومصرع سبعة عناصر من القوات النظاميةquot;.

تأتي هذه التطورات غداة مقتل 170 شخصًا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا، ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء البلاد.

خطف مئات المدنيين في شمال غرب سوريا في يومين

خطف اكثر من 300 مدني بينهم نساء واطفال خلال يومين في شمال غرب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وسكان السبت، في عمليات ذات طابع طائفي لا سابق لها بهذا الحجم منذ بدء النزاع قبل 23 شهرا.

وبدأت هذه العمليات الخميس مع اقدام مجموعة مسلحة على خطف اكثر من اربعين مدنيا من قريتي الفوعة وكفريا وغيرها من القرى الشيعية معظمهم من النساء والاطفال. وبعد ساعات، اقدمت مجموعات موالية للنظام على خطف اكثر من سبعين شخصا من قرى سنية.

وسجلت في وقت لاحق الخميس والجمعة عمليات خطف طاولت العشرات من المدنيين السنة.

وقال المرصد في بيان السبت quot;ارتفع الى اكثر من 300 مواطن عدد المخطوفين من مدن وبلدات سراقب وبنش وسرمين وقيمناس ومعرة النعمان ومعرتمصرين في محافظة ادلب بينهم العديد من الاطفال والنساء (...) ردا على عملية اختطاف حافلة ركاب يوم الخميس الماضي كانت تقل اكثر من 40 من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا من أتباع المذهب الشيعيquot;.

ونقل المرصد عن مصادر اخرى ان عدد المخطوفين قد يكون اكبر بكثير.

واكد احد سكان الفوعة الذي رفض كشف اسمه وهو في التاسعة والعشرين من العمر لوكالة فرانس برس خبر الخطف، مشيرا الى ان quot;مسلحين من أبناء الفوعة وكفريا خطفوا باصات متجهة من وإلى بلدة سرمين وعدد من القرى الأخرى (في ادلب) تقل مئات المدنيينquot;.

واشار الى انه quot;تم في وقت لاحق اطلاق النساء والأطفال وبقي الرجال فقط محتجزينquot;، مضيفا انه لا يعرف الاعداد بالضبط.

وتقع الفوعة وكفريا الى شمال شرق مدينة ادلب على طريق حلب ادلب الرئيسي، وتحيط بها قرى سنية.

ويؤكد سكان ان quot;حوادث الخطف تتكرر في المنطقةquot; بين سنة وشيعة، الا انها المرة الاولى التي تطاول نساء بهذا العدد. وغالبا ما تنتهي هذه الحوادث بعمليات تبادل مخطوفين بين ابناء المذهبين.

وتشهد قرى في محافظة حمص (وسط) ايضا عمليات خطف ذات طابع طائفي.