تاريخ النشر: الجمعة 15 فبراير الساعة 00:40 ت. غ

القتيل الايراني في سوريا الذي قالت طهران إنه رئيس هيئة الاعمار في لبنان حسام خوش نويس المعروف حركيًا باسم حسن شاطري، هو في الحقيقة احد كبار جنرالات فيلق القدس، ومن المكلفين بالملف اللبناني ومتورط في اغتيال الحريري. وأوكلت اليه مسؤولية التنسيق بين قوات الحرس الموجودين في سوريا من جهة، وبين حزب الله وقوات الأسد من جهة أخرى.


بيروت:قالت إيران يوم الخميس أن قائدًا عسكريًا إيرانيًا قتل في سوريا على أيدي المعارضة المسلحة التي تقاتل لإسقاط الرئيس بشار الاسد حليف طهران ووصفت القتيل بأنه من الحرس الثوري. وتتهم المعارضة السورية الحرس الثوري بارسال قوات لمساعدة الأسد في اخماد الانتفاضة السورية المستمرة منذ 22 شهرًا وهو اتهام تنفيه إيران.

وقالت السفارة الايرانية في بيروت إن الرجل يدعى حسام خوش نويس وهو مسؤول عن مساعدات إعادة الإعمار التي تقدمها طهران في لبنان. وقالت إنه قتل في هجوم شنّه quot;إرهابيون مسلحونquot;، بينما كان في طريق العودة إلى بيروت قادمًا من دمشق.

أنباء متضاربة

وتضاربت الروايات بشأن توقيت مقتل خوش نويس حيث قالت ايران إنه قتل يوم الثلاثاء لكن بعد بيانات من مسؤولين ايرانيين قدمت جماعات سورية معارضة عديدة روايات مختلفة بشأن مقتله على أيديهم ربما في الشهر الماضي. وقالت جماعة إنه قتل خلال غارة اسرائيلية في 30 كانون الثاني (يناير).

وإيران من أشد داعمي الأسد في الانتفاضة التي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة نحو 70 ألف شخص. وقال قائد الحرس الثوري الايراني في سبتمبر ايلول إن الحرس الثوري يقدم مساعدات غير عسكرية في سوريا وإنه من الممكن أن يتدخل عسكريًا في حالة حدوث تدخل أجنبي.

نعي رسمي

وقالت وكالة فارس الايرانية إنّ مسؤول العلاقات العامةzwnj; بالحرس الثوري الايراني العميد رمضان شريف، أكد أن quot;رئيس هيئة الاعمار الايرانية في لبنان العميد المهندس حسام خوش نويس (حسن شاطري) قد استشهد على ايدي عملاء الكيان الاسرائيلي في طريقه الى بيروتquot;.

وأضافت فارس في برقية لها: quot;نعى شريف في تصريح لوكالة أنباء فارس، استشهاد العميد حسام خوش نويس الملقب بـ quot;حسن شاطريquot; بيد عملاء وحماة الكيان الاسرائيلي عندما كان يسلك طريق دمشق بيروت، مؤكداً انه مما لا شك فيه أن مثل هذا الاجراء الخبيث لن يجدي هؤلاء العملاء نفعاًquot;.

وأكد مسؤول العلاقات العامةzwnj; بالحرس الثوري الايراني أن العميد شاطري كان في مهمة لإسراع تنفيذ المشاريع الاعمارية في لبنان. وأصدرت السفارة الايرانية في لبنان بياناًzwnj; اعلنت فيه نبأ مقتل رئيس quot;الهيئة الإيرانية لاعادة الاعمار في لبنانquot; المهندس حسام خوش نويس.

واضافت أنه quot;ببالغ الأسى والأسف تعلن سفارة الجمهورية الايرانية استشهاد رئيس الهيئة الايرانية لاعادة الاعمار في لبنان المهندس حسام خوش نويس، وذلك في طريق عودته من دمشق الى بيروت على يد المجموعات الارهابية المسلحةquot;.

الخطاط الجيد

وشاطري هو الإسم الحقيقي لحسام خوش نويس، وquot;خوش نويسquot; تعني الخطاط الجيد. ويبلغ شاطري من العمر 58 عامًا وهو من من مدينة سمنان الصغيرة الواقعة على الطريق بين العاصمة الإيرانية طهران ومدينة مشهد عاصمة إقليم خراسان وثاني كبرى مدن إيران. وهو متزوج وأب لأربعة أولاد.

وتشير المعلومات إلى أنأرصدة مالية تصل إلى 200 مليون دولار سنويًا كانت تحت تصرف شاطري، ولقد تولى تعويض ترسانة حزب الله من الأسلحة وإعادة بناء منصات إطلاق الصواريخ التي فقدها الحزب في حرب 2006.

وكان شاطري يشرف على توزيع الأموال الإيرانية على عدد من الزعماء السياسيين والنواب والإعلاميين وبعض الشخصيات العامة في لبنان. وحسب مصادر إيرانية فهو كان عضوًا مشاركًا في القيادة المركزية لحزب الله، وكان له دور في رسم سياساته.

إسم مزوّر

وفي وقت يتقبل فيه سفير إيران في بيروت التعازي بشخص زوّر اسمه لغايات ما زالت غير معروفة، نقلت تقارير إخبارية عن الدكتور علي نوري زاده، مدير مركز الدراسات الايرانية ndash; العربية في لندن قوله إنّ الايراني القتيل quot;هو أحد كبار جنرالات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ومن المكلفين بالملف اللبناني.

وبعد بداية الثورة في سوريا، اوكلت اليه مسؤولية التنسيق بين قوات الحرس الموجودين في سوريا من جهة وبين حزب الله وقوات الأسد من جهة أخرى نظراً لعلاقاته وخبرته الطويلة على الساحة اللبنانية وبالتحديد مع حزب الله.

مورط في اغتيال الحريري

ويضيف زاده: يعتبر شخصية مهمة وبارزة لدى الحرس الثوري حيث بدأ مهامه في لبنان منذ ما يقارب العشر سنوات. وقد ذكر اسم الجنرال شاطري ضمن أسماء مسؤولي الحرس الثوري الإيراني الذين كانوا متواجدين في لبنان في فترة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، والذين اعتبروا متورطين بعملية الإغتيال.

ومن المرجح أنّ هذا أحد أسباب تغيير اسمه حين ارسل الى بيروت بمثابة رئيس الهيئة الإيرانية العليا للإعمار. كما أنّه كان واكب العميد إسماعيل قاءاني، نائب القائد العام لفيلق القدس، والذي زار لبنان قبل 24 ساعة من اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن في بيروت. وقد نزل العميد قاءاني خلال هذه الساعات في ضيافة شاطري في بيته الفخم الذي يملكه في جنوب لبنان ليعود الى مغادرة لبنان بعد ساعة من اغتيال اللواء الحسنquot;.

مهام أمنية

واستطرد نوري زاده quot;لا يمكن اعتبار هذا الشخص مسؤولاً عن إعادة إعمار لبنان لأن هذه كانت إحدى الذرائع التي تمكنت من خلالها ايران من ادخال العشرات من ضباط فيلق القدس تحت غطاء أنهم مهندسون أو بنّاؤون وما شابه، حيث كانت لهم مهام أمنية محددة اضطلعوا بتنفيذها. لذا مقتل هذا الشخص كشف للعالم أن تواجد الإيرانيين على أرض سوريا ولبنان لا يأتي في سبيل دعم شعبي البلدين بل هذا التواجد له غايات وأهداف أمنية وعسكرية. لذا اصدار السفارة الإيرانية بياناً يقول إنّ المدعو quot;حسام خوش نويسquot; قد كشف حقيقة وجود عشرات من رجال المخابرات والحرس الإيرانيين المتخفين كدبلوماسيين والذين يقدمون الى عدة دول باسماء مستعارة. ولو لم يقم الحرس الثوري بتشييعه بهذه الجنازة التي شارك فيها قادة الحرس وممثل الخامنئي لما عرفنا أنّ المدعو quot;حسام خوش نويسquot; هو نفسه الجنرال حسن شاطريquot;.

quot;البسيج السوريquot;

وبخصوص ما يجري على الساحة السورية، نبّه نوري زاده إلى أنّ quot;النظام الإيراني أنشأ قوات باسيج شبيهة بتلك الموجودة أصلاً في ايران وأشرس من سرايا الدفاع، و هي مؤلفة من مجرد شبيحة. وقد بدأت هذه القوات تظهر تحت اسم لواء ابو الفضل العباس الذي أوكلت اليه من ناحية الشكل الدفاع عن العتبات المقدسة ومقام السيدة زينب (ع) في إحدى ضواحي دمشق. ويضم اللواء ايرانيين من الحرس الثوري وعناصر من حزب الله وعراقيين موالين لطهران قاتلوا سابقاً مع جماعة عصائب أهل الحق وجيش المهدي حيث تمولهم وتدربهم قوات الحرس الثوري. هؤلاء هم بمثابة سند لنظام الأسد في ظل انفكاك الجيش السوري من حول النظام والتحاقه بصفوف الشعب السوريquot;.

وخطف معارضون مسلحون العام الماضي 48 ايرانيًا قالوا إنهم من مقاتلي الحرس الثوري الايراني وقالت السلطات الايرانية حينها إنهم زوّار لمزارات شيعية في سوريا. وافرج المعارضون المسلحون عنهم هذا العام في اتفاق لتبادل السجناء مع السلطات السورية.