أثار السياسي البريطاني جورج غالاواي الجدل في بريطانيا مرة أخرى عندما اندفع خارجا من ندوة سياسي في جامعة اوكسفورد. وقال إنه فعل هذا لأنه اكتشف أن أحد المشاركين فيها إسرائيلي وبالتالي فهو laquo;ممثل لنظام الأبارتيدraquo;.


لندن: فاجأ جورج غالاواي، البرلماني البريطاني زعيم حزب Respect laquo;ريسبيكتraquo; (احترام)، حضور ندوة سياسية في كلية laquo;كرايست تشيرتشraquo; في جامعة اوكسفورد عندما غادر القاعة احتجاجا على وجود متحدث إسرائيلي بدأ يدلي بآرائه فيها.
وكان غالاواي قد تحدث لحوالى عشر دقائق مؤيدا لقرار يدعو إسرائيل للانسحاب الفوري من الضفة الغربية. ولكن عندما تقدم مشارك في الندوة يدعى إيلون أصلان ndash; ليفي (طالب علوم سياسية واقتصاد في السنة الثالثة في كلية laquo;بريزن نوزraquo; في الجامعة نفسها)، ليطرح وجهة نظره المعاكسة من جهته، كان يستخدم كلمة laquo;نحنraquo; في الإشارة الى إسرائيل.
لا حوار معكم
هكذا، وفقا لما تناقلته صحف بريطانية، اتضح لغالاواي والحاضرين أنه إسرائيلي في الواقع. فقاطع حديثه متسائلا: laquo;هل قال laquo;نحنraquo;؟ ثم وجه حديثه الى أصلان ndash; ليفي نفسه وسأله بشكل مباشر: laquo;أسمعك تستخدم كلمة laquo;نحنraquo;. هل انت إسرائيليraquo;؟ فردّ بقوله: laquo;نعم أنا إسرائيليraquo;.
عندها نهض زعيم laquo;ريسبيكتraquo; مغادرا القاعة وقال: laquo;أنا لا اتحاور مع إسرائيليين. لقد ضللوني (منظمو الندوة).. اعتذر ولكن...raquo;. وأضاف قوله عندما بلغ باب القاعة: laquo;انا لا اعترف بوجود إسرائيل، ولا أناقش إسرائيليينraquo;. ثم اندفع الى خارجها.
اتهام بالعنصرية
كانت ردة فعل قسم من الطلاب أن أظهروا امتعاضهم إزاء تصرف غالاواي وراح بعضهم يتصايح: laquo;هذه عنصريةraquo;، بينما سمع أصلان ليفي وهو يقول: laquo;أنا إنسان أيضاraquo;. وفي ما بعد نقلت الصحف قول هذا الأخير: laquo;إنه لشيء مريع أن يغادر غالاواي منتدى النقاش على ذلك النحو، من دون سبب غير التراث الذي انتمي اليه. وأحد أسوأ أشكال العنصرية هو أن يرفض المرء الحديث الى شخص فقط بسبب جنسيته. هذا تصرف لا يليق مطلقا بعضو في البرلمان البريطانيraquo;.
يذكر أن أصلان ndash; ليفي (21 عاما) لندني نشأ في حي فينشلي، شمال العاصمة البريطانية، لكنه يحمل ايضا الجنسية الإسرائيلية بسبب أن أبويه من تلك الربوع. وقال محمود ناجي وهو أحد منظمي الندوة لصحيفة laquo;تشيرويلraquo; التي يصدرها طلاب أوكسفورد: laquo;لم يأت أي ذكر في كل رسائلي الإلكترونية مع سكرتارية مكتب غالاواي أن أيلون أصلان ndash; ليفي إسرائيلي. وليست عادتنا أن نقول لمتحدث إن جنسية متحدث مشارك معه هذه أو تلكraquo;.
أبارتيد
لكن زعيم laquo;ريسبيكتraquo; (59 عاما) أصر على موقفه في صفحته على موقع laquo;فيسبوكraquo; فكتب يقول: laquo;في ندوة في جامعة اوكسفورد هذا المساء رفضت محاورة إسرائيلي... إسرائيلي مؤيد لدولة إسرائيل العنصرية صاحبة نظام الأبارتيدraquo;. ومضى يقول: laquo;السبب في هذا بسيط.: لا اعتراف، ولا تطبيع. فقط مقاطعة وتعرية وعقوبات الى حين هزيمة نظام الابارتيد هذاraquo;.
وجورج غالاواي ليس جديدا على إثارة الجدل في بريطانيا، منذ انشقاقه عن laquo;حزب العمالraquo; في 2003 بعدما وصف رئيس الوزراء السابق توني بلير بأنه laquo;كذّابraquo; (خاصة في ما يتعلق بحرب العراق). وتبع ذلك أن أسس حزبه laquo;ريسبيكتraquo; وأظهر عبره وقوفه الصلد الى جانب قضايا المسلمين والعرب ودفاعه الشرس عنهم داخل بريطانيا وخارجها.
هل أسلم؟
وجد البعض تبريرا لهذا الموقف في ما أعلنته العام الماضي الصحافية المسلمة الناشطة في مجال حقوق الإنسان، جمايما خان، طليقة بطل الكريكيت الباكستاني عمران خان، من أن غالاوي اعتنق الإسلام هو أيضا.
وقالت، في مقالة لها على صفحات مجلة laquo;نيوستيتسمانraquo; التي تعمل فيها محررة مشاركة، إن غالاواي أطلعها بنفسه على أنه دخل الديانة المحمدية بنطق الشهادتين في حضور أعضاء في laquo;رابطة بريطانيا الإسلاميةraquo; قبل أكثر من عشر سنوات. وقالت إنها تعرف شخصا حضر بنفسه مناسبة إشهار غالاواي إسلامه في شمال غرب لندن. لكن زعيم laquo;ريسبيكتraquo; نفى كل هذا وهدد برفع دعوى قضائية عليها.
اتهام للدولة
في اكتوبر / تشرين الماضي وجه غالاواي اتهاما الى سلطات بلاده بمحاولة إغراقه وحزبه في الوحل السياسي. وقال إن هذا تم بوسائل عدة منها استغلال سكرتيرته غيابه عن البلاد لممارسة الجنس مع ضابط من وحدة مكافحة الإرهاب داخل داره اللندنية.
وقال إنه كان قد عهد اليها بمفتاح داره اللندنية خلال عطلة له في إندونيسيا فإذا بها تستضيف فيها عشيقها هذا بانتظام ليمارسا الجنس فيها. ومضى يقول إن الأمر برمته laquo;مؤامرة في إطار الحيل القذرة التي تدبرها الدولة ضده لتوريطه في الوحل العميقraquo;. وأضاف أن كل هذا يحدث بسبب مواقفه السياسية المعاكسة للتيار العام في بريطانيا.