وجّه السياسي البريطاني الشهير جورج غالاواي اتهاما الى سلطات بلاده بمحاولة إغراقه وحزبه في الوحل السياسي. وقال إن هذا تم بوسائل عدة منها استغلال سكرتيرته غيابه عن البلاد لممارسة الجنس مع ضابط من وحدة مكافحة الإرهاب داخل داره اللندنية.


لندن: منذ انشقاقه عن laquo;حزب العمالraquo; ووقوفه المعلن الى جانب قضايا المسلمين والعرب وتأسيسه حزبه laquo;ريسبيكتraquo; (احترام) السابح عكس التيار العام في بريطانيا وجورج غالاواي يجتذب أضواء الإعلام ويصنع عناوين الأخبار الرئيسة. وبلغ الاهتمام بحباته العامة والشخصية على السواء حد أنه يخيل للمرء أنه صار لا يصاب بالرشح بدون علم القاصي والداني.

لكن ما أتى به هذا النائب السياسي الاسكتلندي الآن وتناقلته الصحف البريطانية كافة يصيب بريطانيا في العصب الحساس. وخلاصة الأمر هنا هي أنه اتهم سكرتيرته بأنها تعمل لحساب ضابط رفيع المستوى في وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة laquo;سكوتلاندياردraquo;. وقال إنه كان قد عهد اليها بمفتاح داره اللندنية خلال عطلة له في إندونيسيا فإذا بها تستضيف فيها عشيقها هذا بانتظام ليمارسا الجنس فيها. ومضى يقول إن الأمر برمته مؤامرة في إطار الحيل القذرة التي تدبرها الدولة ضده لتوريطه في الوحل العميق.

ومضى غالاواي (58 عاما) ليشير الى من يتهمها بالجريمة فقال إنها سكرتيرته عائشة علي خان، والضابط المحقق حافظ خان. وقال إنه يملك الدليل الدامغ على أنهما تآمرا عليه لتلطيخ سمعته وسمعة حزبه laquo;ريسبيكتraquo;، وإنهما اتخذا لهما عنوانين إلكترونيين مزيفين laquo;من أجل نشر الإشاعات والأكاذيب المغرضة عني وعن حزبيraquo;. وتقدم غالاواي بشكوى رسمية الى الشرطة التي وعدت بالتحقق من هذه المزاعم. وكتب خطابا ايضا الى وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، يطالبها فيها بتحقيق شامل في الأمر، لأن ما حدث laquo;هجوم على الديمقراطية بالقدر نفسهraquo; كما قال.

وفور تقديم غالاواي شكواه نقلت سكوتلانديارد الضابط خان، من وظيفته في وحدة الصفوة الخاصة SO15 laquo;اس او 15raquo; ومهمتها هي مكافحة الإرهاب، الى وظيفة في إطار ما يسمى laquo;الخدمة المحدودةraquo; (وهي عتبة دون تعليق عمله) بانتظار ما تسفر عنه التحقيقات. وبالطبع فقد فصل غالاواي نفسه سكرتيرته عائشة (32 عاما)، وهي أم لابن واحد، من وظيفتها، ويعتقد أن الشرطة تنظر حاليا في أمر اعتقالها.

ومن جهته قال رون مكاي، وهو رفيق غالاواي لأكثر من ثلاثة عقود والناطق باسمه، إن حملة عائشة وحافظ عليه شملت laquo;تشجيع صحيفة laquo;غارديانraquo; على نشر مقالة مطولة عن حزب laquo;ريسبيكتraquo; تزعم أنه متورط في التخويف السياسي في مدينة برادفورد (أحد أكبر معاقل الجالية الإسلامية في بريطانيا) وخصوصا دائرة برادفورد ويست الانتخابية التي غيّر غالاواي مسارها السياسي التقليدي بترشيح نفسه فيها وانتزاع مقعدها من مرشح حزب العمّال بعد انتخابات فرعية أجريت فيها في اذار (مارس) الماضي.

وقال: laquo;اعتقد أن عائشة كانت تعمل بالتدريس. ثم أصبحت سكرتيرة لغالاواي العام الماضي بعدما قدمت نفسها اليه في مقر حزب ريسبيكت في برادفورد قبل حملته الانتخابية الأخيرة، وذلك رغم تحفظات اثيرت حول ولائها لحزب العمال. لكنها صارت مساعدة له في برادفورد ولندن. وعندما سافر الى اندونيسيا ترك مفتاح داره في ستريتام (جنوب لندن) معهاraquo;.

وأضاف قوله: laquo;بعد عودته من اندونيسيا تعرضت هذه الدار للسرقة المنزلية، وتمكن السارق من الخروج بجهاز كمبيوتر يحوي أعماله البرلمانية. وتبرعت عائشة بالمساعدة فأتت بحافظ خان قائلة إنه ضابط شرطة وخبير بوسعه النصح في ما يتعلق بتشديد التحوطات الأمنية على الدار. ثم نما الى علمنا أن حافظ خان أقر للشرطة التي تحقق في السرقة بأنها ستعثر على بصمات أصابعه لأنه كان يعاشر عائشة جنسيا في الدار أثناء غياب صاحبهاraquo;.

ومضى قائلا: laquo;هكذا علمنا بأمر الاثنين معا وأسفرت تحقيقاتنا الخاصة عن الكشف عن مؤامرة يتصدراها لتمريغ غالاواي وحزبنا في الوحل. ومن تشعبات هذه إقامة عنوانين إلكترونيين مزيفين لنشر الأكاذيب عن laquo;ريسبيكتraquo;، و تشجيعهما laquo;غارديانraquo; على نشر هذه الأكاذيب نفسها على نطاق أوسع، وغير ذلك كثيرraquo;.

وقالت الصحف التي أوردت النبأ إن عائشة تلتزم الصمت المطبق إزاء اتهامات مخدمها غالاواي وإن الاتصال بحافظ صار مستحيلا. وكانت هذه مناسبة مواتية بالطبع لاستعراض مسلسل الأنباء المثيرة للجدل والتي تخص غالاواي بشكل أو آخر.

فأعادت الى الأذهان أنه عقد قرانه في مراسم مدنية في مبنى برلمان ويستمنستر مؤخرا على الإندونيسية بوتري غياتري بيرتيوي مستشارة الأعمال المولودة في هولندا والتي تصغره بثلاثين عاما. لكن الصحف نقلت قول هاشم حسيني، والد زوجته الثالثة اللبنانية ريما، إنه لا يزال مقترنا بابنته وإنه، بالتالي، laquo;منتهك لقانون بلاده الذي يحرّم تعدد الزوجات لأنه صار زوجا لأكثر من امرأةraquo;.

يذكر أيضا أن الزواج الأول لغالاواي كان في العام 1979 من رفيقة صباه إيلين. وأنجبت له هذه ابنين قبل طلاقهما في 1987. ثم تزوج الدكتورة الفلسطينية أمينة أبو زياد في 1994، ثم الباحثة اللبنانية ريما في 2007. وأنجبت له هذه الأخيرة ابنين ايضا أحدهما زين، والآخر فارس الذي ولد في مطلع العام الحالي.

وقبل شهرين واجه غالاواي انتقادات من ذات اليمين وذات اليسار بسبب ما قيل من أنه يتقاضى راتبا قدره 80 ألف جنيه (128 ألف دولار) في السنة من فضائية تلفزيونية تمولها إيران وسوريا.