يحاول السفير السعودي لدى لبنان الإمساك بشعرتين في تعامله مع الداخل اللبناني، بين شد وجذب، وشرحت مصادر من داخل البيت السعودي لدى لبنان بعضاً من تفاصيل الحياة خلال الأيام الماضية، التي تشهد حراكًا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية.


الرياض: رمت قوى سياسية ودينية جام غضبها على السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري، الذي يتلقى ضغوطًا عديدة تطالبه بالتوجيه بإقالة رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية طلال آل الشيخ، وكذلك جهاد عورتاني، رسام الكاريكاتير الذي اعتبر مسيئًا للبطريرك الماروني بشارة الراعي، وذلك وفقًا لما ذكرته مصادر خاصة لـquot;إيلافquot;.

وقالت المصادر إن السفير السعودي كان الأكثر استياء من نشر جريدة الوطن للرسم الكاريكاتوري في الثاني عشر من شهر شباط/ فبراير الحالي، وهو ما شكل ضغطًا وقطعًا لبعض الخيوط التي كان يعول عليها السفير قبل الانتخابات النيابية مطلع الصيف القادم.

وتشتد المطالبات من الداخل اللبناني، رغم الاعتذار الذي قدمه رسام الكاريكاتير في جريدة الوطن بريشته للبنانيين، حيث أظهر في كلامه تحت كلمة لبنان التي وضحت التقارب المسيحي الإسلامي، أنه لم يقصد الإساءة للبطريرك الماروني، وإنما كان يمثل quot;وجهة نظر خاصةquot;.

المصادر التي تحدثت لـquot;إيلافquot; أوضحت أن السفير السعودي يتلقى الاتصالات اليومية، حول هذا الشأن، وتطالبه بالتحرك الفوري على مستويات عليا ودنيا بإقالة رئيس تحرير الجريدة السعودية النشطة quot;الوطنquot; وكسر ريشة الرسام عورتاني عن الصحف السعودية.

فيما كانت ردود عسيري عليهم، أنه يرفض إثارة النزاعات بين المذاهب والأديان، التي يسمو عنها لبنان، ويظل البلد الأكثر تسامحًا بين طوائفه، في ضوء دستور الجمهورية.

السعودية لن تمتنع عن استقبال اللبنانيين

السفير السعودي في لبنان، يحاول بشعرتين ناريتين أن يشد واحدة ويرخي أخرى، الشد هذه المرة على رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، بعد انتقاده لدول خليجية ما اعتبره quot;تدخلاً في البحرينquot; وهو ما يعد إساءة للسعودية إضافة للإمارات ومملكة البحرين.

وأبلغت المصادر أنه لا صحة لما يقال إن السعودية تنوي وقف استقبال اللبنانيين، وإنما هذا الأمر لن يحتمله شعب بأكمله جراء تصريحات quot;معتادةquot; من ميشال عون المعروف quot;بتذبذباته وتخليه عن الموقف العام داخل لبنانquot;.

الحريري وجعجع.. سندان

المصادر تتحدث كذلك لـquot;إيلافquot; أن السعودية لا تعول على الاستقرار داخل لبنان على غير سند يحظى بالتأييد الداخلي اللبناني، للحفاظ على استقرار لبنان؛ من خلال رئيس تيار المستقبل وفريقه في 14 آذار سعد الحريري، وكذلك من الأحزاب المسيحية المعتدلة بقيادة سمير جعجع.

الرئيس والسفير.. وبينهما اعتذاران

وبعد صراعات الورق ولسان ميشال عون، استقبل الرئيس اللبناني ميشال سليمان، السفير السعودي علي عسيري، قدم كل منهما الاعتذار للآخر، بينما جاء الاعتذار الأكبر من جانب الرئيس سليمان بعد إساءات للعاهل السعودي في منطقة الضاحية الجنوبية عبر رسومات وقف ضدها الرئيس معتبرًا أنه quot;لا يقبل الإساءة إطلاقًاquot; للملك السعودي.